"الليبرتاري" الأميركي.. حزب صغير بين عملاقين

الموسوعة - شعار الحزب "اللبيرتاري" الأميركي

حزب سياسي أميركي، يعرف باسمه الإنجليزي Libertarian party، يعتنق الأفكار الليبرالية والاقتصاد الحر، يوصف بأنه ثالث الأحزاب السياسية في أميركا بعد الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

التأسيس
أسس الحزب الليبرتاري" الأميركي يوم 11 سبتمبر/أيلول 1971 في مدينة "كولورادو سبرينغس" بولاية كولورادو بعد نهاية حرب الفيتنام، ديفيد نولان، ويوجد مقره الرئيسي بمدينة واشنطن.

يتزعم الحزب الليبرتاري الأميركي نيكولاس ساروارك، ويضم في عضويته حتى مارس/آذار 2016 حوالي 411 ألفا و250 شخصا يتوزعون على 27 ولاية إضافة إلى مدينة واشنطن دي سي.

وقد التحقت بالحزب شخصيات عدة، خصوصا من أعضاء جمهوريين سابقين، منهم، دانييل غوردون، وجون مور، ولورا إيبكي، وغاري جونسون، حاكم ولاية نيو مكسيكو سابقا، ومرشح الحزب لانتخابات الرئاسة عامي 2012 و2016.

التوجه الأيديولوجي
يرتكز على الأفكار الليبرالية، حيث يدعو إلى إطلاق الحريات الفردية، وضمان حرية اختيار المعتقد السياسي، وتبني الاقتصاد الحر، وتقليص دور الدولة في السياسة الداخلية، ورفض التدخل في السياسة الخارجية، وخفض الضرائب، ودعم التجارة الدولية الحرة.

وتصنف إيديولوجية الحزب في المجال الاقتصادي بأنها أقرب إلى الجمهوريين من الديمقراطيين، ويعرض في رؤيته حسب موقعه الرسمي الدعوة لبناء "عالم يستطيع كل فرد فيه أن يمارس حقه الطبيعي في سيادته الفردية، المتمثلة في الحرية والملكية، من خلال بناء حزب ينتخب مؤمنين بالليبرالية في المناصب العامة وإدارة السياسات العامة بشكل ليبرالي".

يعد غاري جونسون أن الحزب "أكثر ليبرالية ثقافيا من الديمقراطيين، لكنه أكثر محافظة في مجال الضرائب من الجمهوريين"، حيث يدعو الحزب في المجال الاقتصادي إلى تخفيض الضرائب والسماح بحرية التخلي عن الانخراط في نظام الضمان الاجتماعي واستثمار الأفراد لأموال تقاعدهم بشكل فردي، وأيضا إنهاء نظام المساعدات الاجتماعية.

وفي الجانب الاجتماعي يؤيد تحرير قوانين استعمال المخدرات، وزواج الشواذ، وحقوق امتلاك الأسلحة، وانتهاج سياسة مفتوحة للهجرة، مع مراقبة أي تهديدات محتملة للأمن الداخلي.

وعلى صعيد السياسة الخارجية ينادي الحزب بعدم التدخل الخارجي، ونهج سياسة الحياد في العلاقات الدبلوماسية، ودعم حرية التجارة الدولية.

الشعار
يتخذ الحزب الليبرتاري الأميركي تمثال الحرية رمزا رسميا له، واختار في مارس/آذار 2006 حيوان القنفذ شعارا، باقتراح من كيفن برين، ليشكل تعويذة له.

وقد برر الحزب اختياره القنفذ بأنه حيوان مسالم، يكتفي بالدفاع عن نفسه ولا يؤذي أحدا ما لم يهاجمه.

التاريخ
لم يتمكن الحزب "الليبرتاري" الأميركي في تاريخه من الفوز بأي مقعد في الكونغرس الأميركي، لكن بعض أعضائه سجلوا نجاحات بفوزهم بمقاعد في المجالس التشريعية المحلية للولايات.

وقدم الحزب منذ عام 1972 عددا من مرشحيه لانتخابات الرئاسة، لكنهم لم يتمكنوا من الصمود أمام قوة مرشحي الحزبين الكبيرين، الجمهوري الأميركي والديمقراطي، وكان أول المرشحين جون هوسبيرز، ثم إيد كلارك، وديفيد كوش في ثمانينيات القرن الماضي، ثم غاري جونسون في انتخابات 2012 و2016.

انتخابات 2016
أدت الهزة التي أحدثها الخطاب السياسي العنصري للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب وظهور تخوفات من تأثير ذلك سلبيا على صورة الحزب الجمهوري ومستقبله في انتخابات الكونغرس، إلى ظهور أصوات -من بينها الجمهوري وليام كريستول- تدعو إلى سيناريو لوقف "زحف" ترامب من خلال دعم مرشح ثالث عبر "الحزب الليبرتاري" في الانتخابات الرئاسية 2016، خصوصا بعد ترشيح الحزب الليبرتاري للجمهوري السابق غاري جونسون لتلك الانتخابات.

ويرى سوروك، رئيس الحزب الليبرتاري أن الحزب الجمهوري "سيدمر ذاته فعليا" موضحا أن حزبه الليبرتاري شهد زيادة في التبرعات وطلبات العضوية، والاستفسارات في أعقاب خروج المرشح الجمهوري تيد كروز من سباق الانتخابات.

وقال بالخصوص "أعتقد أن المزيد والمزيد من الناس سيشعرون بالحاجة إلى ترك الحزب الجمهوري لأنهم تعرضوا للخداع، نحن الخيار الجدي الوحيد للشعب، لا ترامب".

ويتوقع أن يسحب مرشح الحزب جزءا من أصوات الناخبين الجمهوريين في تلك الانتخابات الرئاسية في ظل الصراع الحاد بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية