حزب المؤتمر السوداني

شعار حزب المؤتمر السوداني - الموسوعة

من الأحزاب الحديثة في الساحة السياسية السودانية المعارضة لنظام البشير. يعتبر الاقتصاد سبيلا لإخراج السودان من أزمته الاجتماعية والاقتصادية، ويعد التداول السلمي على السلطة سبيلا لاستقراره ووحدته.

النشأة والتأسيس
تأسس حزب المؤتمر السوداني في 1 من يناير/كانون الثاني 1986 بقيادة رئيس القضاء الأسبق عبد المجيد إمام الذي توفي لاحقا، فتولى قيادة الحزب المهندس إبراهيم الشيخ.

التوجه الأيديولوجي
يتبنى الحزب التوجه القومي، ومشروع الثورة السودانية أساسا لعمله السياسي لتغيير المجتمع، والاقتصاد التنموي كنظام يخرج السودان من أزمته الاقتصادية، ويركز في أدبياته على مفهوم الديمقراطية كسلوك اجتماعي وسياسي عام يتم من خلاله تداول السلطة وقبول الآخر المختلف ثقافياً، استنادا إلى مبدأ الديمقراطية التعددية التي تستوعب كل التعدد الثقافي والديني واللغوي الموجود في السودان.

المسار السياسي
لم يخض حزب المؤتمر السوداني انتخابات عام 1986 التي جاءت بحكومة الصادق المهدي لأنه كان حديث النشأة يضم طلاب الجامعات والخريجين وبعض المثقفين والمستقلين الذين التفوا حوله. رفض المعارضة المسلحة التي اتفقت عليها أحزاب التجمع الوطني في بدايات عهد حكومة الرئيس البشير.

كوّن مع أحزاب سياسية أخرى كيانا للمعارضة الداخلية، ورفض العمل من خارج البلاد ضد حكومة الرئيس عمر البشير، وعمل مع شخصيات وطنية ومنظمات مجتمع مدني تحت اسم "جاد" الذي عارض النظام على مدى فترة طويلة، وعانى أعضاؤه من المضايقات والملاحقات الأمنية والاعتقالات.

استولت الحكومة بعد تمكنها من السلطة على اسم الحزب وأطلقته على تنظيمها الجديد، مما دفع رئيس الحزب وقتها عبد المجيد إمام للتقدم بطعن لدى المحكمة الدستورية لاسترداد الاسم.

 لكن تم التماطل فيها بتكرار التأجيل حتى توفي رئيس الحزب لتصدر المحكمة قرارا بشطب الدعوى وإغلاق ملفها وبقاء اسم الحزب للحكومة بسبب وفاة الشاكي أو مقدم الدعوى -كما ورد في حيثيات القرار- رغم أن الشاكي هو حزب المؤتمر الوطني السوداني، وليس رئيسه.

عقد الحزب عام 2005 مؤتمرا عاما اندمج فيه حزبا المؤتمر الوطني المعارض والحركة المستقلة، وتم تغيير اسم الحزب إلى حزب المؤتمر السوداني.

انتقد الدولة السودانية لعجزها عبر تاريخها عن خلق شعور عام لكل المكونات الثقافية داخل الحيز الجغرافي المحدد بالانتماء للوطن، مما أدى إلى نشوء قومية زائفة تقوم على بوتقة الانصهار، ومحاولة تحويل كل السودان إلى مجموعة متطابقة ثقافيا، مما خلق -حسب رؤية الحزب- حالات الصراع التي شهدتها الدولة لاحقا.

تعرض رئيس الحزب إبراهيم الشيخ عبدالرحمن للاعتقال يوم 8 يونيو/حزيران 2014، وجاء ذلك بعد رفض الحوار مع الحزب الحاكم حول تشكيل حكومة وفاق وطني لإنهاء الأزمة الاقتصادية في البلاد.

 رد الحزب على الاعتقال ببيان جاء فيه "نؤكد مرة أخرى أننا لن نساوم ولن نهادن ولن نحاور وبيننا وبينهم الشارع السوداني الذى سيزيل بلا شك هذا النظام القمعي الفاسد".

أصدر وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة لاحقا قرارا بإطلاق سراح إبراهيم الشيخ، وبرر ذلك بالرغبة في إرساء دعائم السلام بالدولة، لكن زعيم حزب المؤتمر السوداني أعلن مقاطعته للحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السوداني عمر البشير في يناير/كانون الثاني 2015 ومقاطعة الانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 2015.

 وبرر موقفه ذلك بالمناخ السياسي غير المناسب وغياب شروط الحوار، و"تحكم أجهزة الأمن والاستخبارات في كافة مناحي الدولة واستمرار القوانين المقيدة" مما لا يسمح بإجراء انتخابات تنافسية حقيقية تتوفر فيها شروط النزاهة والشفافية.

المصدر : الجزيرة