أذرع عسكرية صنعتها روسيا للسيطرة على سوريا

Russian soldiers march during a rehearsal of Victory Day parade, in which they will take part with a Syrian unit at Hmeimym airbase in Latakia province, Syria, 04 May 2016. Victory Day will be held on 09 May 2016 to mark the 71st anniversary since the capitulation of Nazi Germany to the Soviet Union. Hmeimym airbase serves as the base of operation for the Russian air force in Syria. The United States and Russia have agreed to extend the cease-fire in Syria to the city o
روسيا انخرطت في الحرب إلى جانب النظام السوري عبر القتال المباشر وإنشاء التشكيلات العسكرية إلى جانب المواجهة الدبلوماسية (الأوروبية)
مجموعات مسلحة شكلتها القوات الروسية واستخدمتها لتحقيق أهدافها في السيطرة على الأماكن الحيوية في سوريا، أبرزها اللواء 130 مشاة محمول طوعي، والمتطوعون، إلى جانب "صقور الصحراء" الذين ينتشرون في المنطقة الوسطى بسوريا.

حرب روسية
تطور الموقف الروسي من الصراع بين نظام بشار الأسد بسوريا والمعارضة المسلحة بعد انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011 من استعمال الفيتو في مجلس الأمن لأكثر من أربع مرات إلى منع صدور قرارات دولية تدين النظام السوري بمبرر منع التدخل الأجنبي والدفاع عن سيادة البلاد، إلى التدخل المباشر في الشأن السوري والتدخل العسكري الذي بررته موسكو بمحاربة الإرهاب، ورآه معارضوها "احتلالا".

كما لعبت موسكو دورا حاسما في إنقاذ نظام بشار الأسد من المحاسبة بشأن استخدامه أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية لدمشق يوم 21 أغسطس/آب 2013.

وفي يناير/كانون الثاني 2016 كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلا عن موقع حكومي روسي عن اتفاق عسكري روسي سوري يفتح باب الأراضي السورية على مصراعيه أمام جنود وأسلحة القوات الجوية الروسية، ويحصن قوات الاتحاد الروسي من أي متابعة أو مساءلة قانونية أو قضائية، سواء كانت سورية أم من أطراف ثالثة.

وبموجب ذلك الاتفاق، انخرطت موسكو عمليا في الحرب بسوريا إلى جانب نظام بشار الأسد عبر إرسال جنودها وضباطها وطائراتها وصواريخها المتطورة إلى سوريا.

كما أرسلت روسيا إلى المنطقة مجموعة أسلحة من أبرزها منظومة صواريخ "أس 400″، وطراد موسكو، وطائرات سوخوي، وميغ 31، وصواريخ أرض جو من طراز "أس أي 22".

ولم يكتف الدب الروسي بالدعم الدبلوماسي والعسكري، بل حرص على تكوين مجموعات قتالية تساعد على تطبيق سياسته على الأرض، والتخفيف من حدة الخسائر التي قد يتعرض لها الجنود الروس.

"مجموعة الفهود السرية" هي جهة نشطة في المجال الاستخباراتي ضد النظام وحلفائه، وحصلت على وثائق وفيديوهات تثبت وجود تلك المجموعات التي شكلتها روسيا من أجل السيطرة الكاملة على سوريا، ووفرت معلومات عنها.

الوثائق ضمت أيضا معلومات عن تفشي ظاهرة الانحلال الأخلاقي والابتزاز الجنسي الذي يمارسه ضباط النظام بحق المتطوعات في اللواء الروسي 130- مشاة محمول طوعي.

وفيما يلي نبذة عن بعض من تلك الأذرع العسكرية التي شكلتها روسيا:

اللواء 130
أول التشكيلات العسكرية التي أنشأها الروس بسوريا وأقواها هو "اللواء 130- مشاة محمول طوعي"، وذلك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أي بعد تدخلهم رسميا في سوريا بشهرين، وتم تغليف التشكيل بصيغة قانونية تعكس بنفس الوقت ما يسميها النظام السوري السيادة الوطنية.

فقد أصدر بشار الأسد مرسوما بتحويل "اللواء 130- الاحتياطي" إلى "لواء 130- مشاة محمول طوعي" وإنزاله إلى الخدمة الميدانية وتوسيعه، والمرسوم نفسه شمل أيضا "اللواء 145- الاحتياطي".

يصل تعداد اللواء إلى ثلاثة آلاف مقاتل، ويقوده 43 ضابطا و140 متطوعة، ومركز دوراته في منطقة الديماس بريف دمشق الغربي، حيث يتلقى المنتسبون للّواء دورات إعداد لمدة خمسين يوما، ثم يصار إلى فرزهم إلى: الفرقة 4 أو الفرقة 5 أو الفرقة 7 أو الفرقة 14 أو الفرقة 15 أو الحرس الجمهوري، وجميعها تنتشر في المنطقة الجنوبية وفي العاصمة دمشق ومحيطها، الأمر الذي يدل على رغبة الروس في لفّ العاصمة دمشق بحزام عسكري قوي، وفي الوقت نفسه يشير إلى منافسة قوية مع إيران التي تسعى للسيطرة على العاصمة من خلال تغيير بنيتها الديمغرافية ومليشيات طائفية. 

"متطوعون"
"مجموعة الفهود السرية" قالت إن أكثر من مئة مقاتل فلسطيني تابعين لجيش التحرير الفلسطيني قد انضموا إلى صفوف اللواء 130، وباتوا يقاتلون على عدد من الجبهات.

وبحسب الوثائق التي حصلت عليها الجزيرة، فالنسبة الأكبر للمتطوعين في صفوف اللواء 130 هم من الأقليات في العاصمة دمشق ومحيطها، وهذا يشير إلى أن النظام احتفظ في تشكيلاته القوية بعناصره القادمين من مدنه القوية في طرطوس واللاذقية.

كما تشير الوثائق إلى أن المتطوعات في اللواء 130 هن من مواليد عام 1990 إلى 1995، ومنهن من المواليد بين 1976 إلى 1979، وهذا التفاوت في العمر خلق مشاكل، إذ أتاح الفرصة لمنح امتيازات للمتطوعات من الأعمار الصغيرة بسبب تقديمهن تنازلات جنسية للضباط، الأمر الذي أجبر الكبيرات في العمر إلى رفع أصواتهن وتقديم شكوى عبر فيديو.

صقور الصحراء
مجموعة الفهود السرية تؤكد أن الروس شكلوا أيضا فصيلا آخر هو "فوج مغاوير البادية"، وورد ذلك صراحة دون مواربة على لسان قائد التشكيل، وينتشر في المنطقة الوسطى من سوريا، وشارك في عملية استعادة مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.

وبحسب مجموعة الفهود السرية، فالروس أيضا لديهم شركات أمنية شكلت أيضا مجموعات عسكرية، ومنها "صقور الصحراء"، وقد أوكل لها مهمة حماية حقول نفطية في ريف حمص الشرقي، ويشاركون في القتال إلى جانب قوات النظام في ريف اللاذقية.

ويتلقى صقور الصحراء الدعم العسكري متمثلا في الأسلحة والمعدات من روسيا، وهو ما انعكس على التسليح الجيد لهذا التشكيل العسكري الذي يرتدي عناصره زيا خاصا ودروعا مضادة للرصاص.

وبالإضافة إلى أسلحة متطورة ومنها المناظير الليلية، استفاد عناصر صقور الصحراء من تدريبات عسكرية أطرها خبراء روس.

المصدر : الجزيرة