ديمونا.. مفاعل نووي بمرحلة الخطر الإستراتيجي

مفاعل ديمونا
تفيد تقارير علمية وصور أقمار اصطناعية بأن ديمونة قد دخل في مرحلة الخطر الإستراتيجي بسبب انتهاء عمره الافتراضي (الجزيرة)
يعد مفاعل ديمونا النووي -أو "مركز الأبحاث النووية"- أهم منشأة نووية إسرائيلية، ويقع في صحراء النقب (جنوبي أراضي فلسطين 1948) وسط أشجار عالية، وتفيد تقارير علمية وصور أقمار اصطناعية بأن ديمونة قد دخل في مرحلة الخطر الإستراتيجي بسبب انتهاء عمره الافتراضي
 
وقد أنشئ سنة 1957 وبدأ تشغيله في ديسمبر/كانون الأول 1963 بطاقة 26 ميغاواتا، ويعمل فيه نحو 2700 عالم وتقني، وهو مكون من ثمانية طوابق تحت الأرض يعالَج فيها الوقود النووي المحترق، وهي المرحلة الأولى لإنتاج القنبلة الذرية التي تنقل إلى مكان آخر لتخزن أو تحمّل على صواريخ.

ولهذا المفاعل قدرة كبيرة على إنتاج البلوتونيوم بمقدار تسعة كيلوغرامات سنويا، بحيث تكفي لإنتاج قنبلة ذرية بقوة تفجيرية قدرها 20 كيلوطنا، وهي نفس القوة التفجيرية للقنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة ناغازاكي اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية.

وتفيد تقارير علمية وصور أقمار اصطناعية بأن ديمونة قد دخل في مرحلة الخطر الإستراتيجي بسبب انتهاء عمره الافتراضي. ويظهر ذلك من تصدعه وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية تحصد أرواح مئات الآلاف من الضحايا إن لم يكن الملايين.

واستنادا إلى التقارير العلمية وصور الأقمار الصناعية الفرنسية والروسية التي نشرتها مجلة "جينز أنتلجنس ريفيو" المتخصصة في المسائل الدفاعية والصادرة في لندن عام 1999، فإن مبنى المفاعل يعاني أضرارا جسيمة بسبب الإشعاع النيتروني، الذي يُنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى مما يجعله قابلا للتصدع.

فقد تآكلت جدران المفاعل العازلة، بسبب قدمه، كما أن أساساته تشققت وربما تنهار لتحدث كارثة نووية ضخمة. وعلى الرغم من استبدال بعض الأجزاء من المفاعل، فإن هناك خلافا جديا يدور حول ما إن كان من الأفضل وقف العمل في المفاعل تماما قبل وقوع كارثة.

ففي عام 2011، طالب دوف خنين رئيس اللجنة المشتركة للصحة والبيئة في الكنيست الإسرائيلي بمراقبة خارجية غير عسكرية لمفاعل ديمونا مؤكدا وجود اتفاق في أوساط العلماء على أن المفاعل قديم.

وقال خنين -وهو نائب إسرائيلي يساري- إن الكارثة التي وقعت في اليابان في إشارة إلى حادث مفاعل فوكوشيما "تجعل من غير المقبول من الآن فصاعدا القبول بغياب أي مراقبة مدنية على المفاعل".

وتابع "لقد حان الوقت لإعادة النظر في مفاعل إسرائيل النووي، ليس من الممكن الاستمرار في الاحتفاظ بتلك القضية في الظلام دون أي تحليلات حقيقية بشأن المجازفات والمخاطر. إن ثمن ذلك ربما يكون باهظا للغاية لمواطني إسرائيل".

في سياق متصل، يرى الخبراء أن إصابة الكثير من سكان المناطق المحيطة بالمفاعل والعاملين فيه أيضا بالأمراض السرطانية كان بسبب تسرب إشعاعات منه.

undefined

وقد كشف تقرير أعدته القناة الإسرائيلية الثانية -في أبريل/نيسان 2004- أن العشرات من عمال المفاعل النووي ماتوا بعد إصابتهم بالسرطان، بينما ترفض إدارة المفاعل والحكومة الربط بين إصابتهم -ومن ثم موتهم- والإشعاعات المتسربة.

وبعد ذلك بعشر سنوات بثت القناة الإسرائيلية العاشرة -في مايو/أيار 2015- تحقيقا جريئا وغير مسبوق تحت عنوان "السر المعتم.. فرن ديمونة"، كشفت من خلاله إصابة المئات من عمال وموظفي المفاعل بالسرطان، في ظل محاولة السلطات طمس الحقيقة.

ويرجح الطبيب المتخصص في أمراض السرطان شوكت علي -في حديث للجزيرة نت في 11 مايو/أيار 2015- وجود علاقة سببية مباشرة بين العمل في المفاعل وكثرة العاملين المصابين بالمرض، مؤكدا أن معلومات عن مفاعلات نووية مشابهة في العالم تدل على ذلك، "وهناك مفاعل فرنسي بُني في الفترة نفسها أغلِق قبل عشرين عاما بسبب تقادمه".

وأوضح علي أن "هزة أرضية محتملة في منطقة الشق السوري الأفريقي من شأنها أن تدمر هذا المفاعل النووي وتسبب كارثة خطيرة لكون مبناه قديما".

المصدر : الجزيرة