مرزوق.. قاتل إسرائيل و"بادر" لإنقاذ مصر فدخل السجن

معصوم مرزوق: تأسيس الجبهة للمعارضة مسرحية كوميدية هدفها التقرب للسلطة. (الصورة من الصفحة الشخصية للمتحدث ـ السفير معصوم مرزوق ـ القيادي الناصري ـ مصر ).

دبلوماسي مصري وكاتب وضابط سابق شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، طرح مبادرة لإخراج مصر من أزمتها السياسية فزج به في السجن، واتهم بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين.

المولد والنشأة
ولد السفير معصوم مرزوق في يناير/كانون الثاني 1952.

الدراسة والتكوين
التحق مرزوق بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، ثم تركها ليلتحق بالكلية الحربية حيث تخرج فيها ضابطا بالجيش، ومن هناك انتقل من صفوف الدراسة إلى ميادين القتال، قبل أن ينخرط في العمل الدبلوماسي ثم السياسي لاحقا.

التجربة والمسار
بعد تخرجه في الكلية الحربية عمل مرزوق ضابطا بالجيش، وشارك في حرب الاستنزاف التي استمرت لسنوات عقب نكسة 1967، ثم شارك من خلال سلاح الصاعقة في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي انتصرت فيها مصر على إسرائيل.

وتحول الرجل بعد ذلك إلى السلك الدبلوماسي حيث عمل في الإكوادور والأردن ونيويورك، ثم سفيرا في أوغندا وفنلندا وإستونيا، ثم أصبح مساعدا لوزير الخارجية.

وقد حصل على وسام الشجاعة من الطبقة الأولى، كما انتخب خلال وجوده بالإكوادور رئيسا لرابطة الدبلوماسيين المعتمدين هناك، وتولى لاحقا رئاسة مجلس إدارة النادي الدبلوماسي.

كما عمل متحدثا باسم حملة حمدين صباحي لانتخابات الرئاسة التي خسرها أمام السيسي عام 2014.

وبعد مسيرة حافلة في ميادين القتال ثم أروقة الدبلوماسية ثم دهاليز السياسة، انتهى الأمر بمعصوم مرزوق إلى السجن، بعد إلقاء القبض عليه يوم 23 أغسطس/آب 2018 إثر سلسلة من الانتقادات لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توّجها بمبادرة تدعو للاستفتاء الشعبي على استمرار هذا النظام من عدمه.

وبعد يوم واحد من القبض عليه مع عدد من الناشطين المعارضين، قررت النيابة العامة (يوم 24 أغسطس/آب) حبس مرزوق ورفاقه 15 يوما على ذمة التحقيق، في اتهامات بينها التحريض على التظاهر ومشاركة جماعة إرهابية (لم تسمها النيابة) في تحقيق أهدافها.

وجاء اعتقال مرزوق بعد أيام من إعلانه بداية أغسطس/آب 2018 مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية تنص على إجراء استفتاء شعبي على استمرار نظام الحكم الحالي، وتدعو الشعب إلى التظاهر بنهاية أغسطس/آب إذا لم يقبل النظام ذلك.

وحسب المبادرة، فإن الغالبية إذا أيدت السيسي فهذا يعني تأييدا لسياساته وقراراته، أما إذا رفضت فهذا يعني إنهاء ولاية السيسي وحكومته مع حل مجلس النواب وتولي مجلس انتقالي أعمال الحكم والتشريع لمدة ثلاث سنوات.

وتنص مبادرة الدبلوماسي الذي كان مواليا للسيسي على إصدار قانون عفو شامل وتحصين قضائي لكل من تصدى لمهام الحكم والتشريع منذ ثورة يناير وحتى بداية ولاية المجلس الانتقالي.

كما تطرح المبادرة مسارا بديلا للاستفتاء الشعبي في حال رفض النظام له بالاحتشاد في ميدان التحرير نهاية أغسطس/آب 2018 لدراسة الخطوات اللاحقة، على أن توفر قوات الأمن حماية هذا المؤتمر الشعبي كما سماه.

والمثير أن المبادرة -التي أثارت غضب النظام- لم ترق أيضا لبعض أنصار الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث اعتبروا أنها تفتح الباب لتأكيد شرعية السيسي وتغلقه أمام عودة الرئيس "الشرعي" (مرسي) الذي فقد السلطة بعد عام واحد من انتخابه إثر انقلاب عسكري قاده السيسي في يوليو/تموز 2013 عندما كان وزيرا للدفاع آنذاك.

ولم تكن المبادرة وحدها ما أغضب نظام السيسي من المحارب والدبلوماسي السابق، حيث اشتهر في الأشهر الماضية بسلسلة من التصريحات والحوارات التي انتقد فيها الرئيس ومواقفه وطريقة إدارته للحكم، لدرجة أنه اعتبر أن مصر باتت محلا للسخرية بسبب سياساته.

وانتشر له مقطع فيديو قبل اعتقاله بأيام يرد فيه على تذكير السيسي للمصريين بشكل متكرر في خطاباته ومقابلاته بأنهم فقراء. وقال مرزوق في ذلك المقطع "هذا الكلام لا يقوله رئيس.. الرئيس ينبغي أن يقدم الحلول، لا أن يجلس بجوار الشعب ويشتكي من سوء الأوضاع. ما هي الفائدة من وجودك في مكان تنفيذي إذن؟".

أما المحطة الأشهر في معارضة مرزوق للسيسي، فتمثلت في موقفه الرافض للتنازل عن جزيرتيْ تيران وصنافير المصريتين للسعودية عبر اتفاقية جرى توقيعها في أبريل/نيسان 2016 ورفضتها المحكمة الإدارية العليا لاحقا، لكن السلطة مضت في تنفيذها رغم ذلك.

وأكد مرزوق مرارا أن مصرية الجزيرتين "حقيقة لا تقبل الجدل"، وانتقد طعن الحكومة في قرار القضاء ببطلان الاتفاقية، واصفا ذلك بأنه يرقى إلى مرتبة الخيانة العظمى.

المؤلفات
أصدر معصوم مرزوق كتابين ورواية ومجموعات قصصية متنوعة.

المصدر : الجزيرة + وكالات