قرا.. ظل نتنياهو الساعي لإغلاق مكتب الجزيرة

أيوب القرا وزير الموصلات في حكومة نتنياهو
يعتبر قرا من أكثر الشخصيات المقربة من نتنياهو، ويصف نفسه "بالصهيوني والوطني الإسرائيلي" (ناشطون)

أيوب قرا، سياسي إسرائيلي وعضو في حزب الليكود ينتمي إلى الطائفة المعروفية الدرزية، يعرف بالولاء التام لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. أصبح وزيرا للاتصالات في الحكومة الإسرائيلية في مايو/أيار 2017، وأعلن بدء إجراءات إغلاق مكتب شبكة الجزيرة بالقدس في أغسطس/آب 2017.

تولى منصب وزير الاتصالات بحكومة الاحتلال بعد أن ألزمت المحكمة العليا الإسرائيلية نتنياهو بالتخلي عن هذه الحقيبة الوزارية لتدخله بالمشهد الإعلامي، فاختار أحد المقربين منه حتى يتسنى له الاستمرار في التأثير على وسائل الإعلام، كما تقول وسائل إعلام عبرية.

المولد والنشأة
ولد أيوب قرا يوم 12 مارس/آذار 1955، في بلدة دالية الكرمل بقضاء حيفا، وهو يتحدر من عائلة خدمت وما زالت تخدم في جيش الدفاع الإسرائيلي.

الدراسة والتكوين
أنهى قرا دراسته الثانوية في مدرسة زراعية يهودية، وفي العطل المدرسية أعتاد المكوث والمبيت لدى عائلة يهودية ناجية من المحرقة.

حصل على اللقب الأول في الحقوق من الكلية الأكاديمية "أونو"، وكذلك اللقب الأول في إدارة الأعمال من جامعة حيفا، واللقب الثاني في موضوع الإدارة الجماهيرية من جامعة تل أبيب. وخلال دراسته للقب الثاني، قدم قرا أبحاثا لم يقم بتحضيرها وإنجازها مما دفع إدارة الجامعة لإلزامه بإعادة التعليم وكتابة الأبحاث مجددا مقابل الحصول على اللقب.

الوظائف والمسؤوليات
أنهى قرا خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي برتبة رائد، وانضم مبكرا إلى حزب الليكود ونشط فيه منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتدرج في مناصب عدة في الحزب. كما انتخب نائبا في الكنيست الإسرائيلي.

التوجه السياسي
يعتبر قرا من أكثر الشخصيات المقربة من نتنياهو، ويصف نفسه "بالصهيوني والوطني الإسرائيلي" وينشط في أقصى معسكر اليمين المتطرف، ويدعم فكرة إقامة دولة فلسطينية في سيناء.

كما يعتبر من أكبر المناهضين لإقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من يونيو/حزيران إلى جانب إسرائيل، ويسير على درب نتنياهو الذي عارض خطة فك الارتباط مع غزة، ويدعم المشروع الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يزعم أنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام.

يتبنى قرا خطاب نتنياهو نحو تعزيز الحلف مع "الدول السنية المعتدلة" -وفي مقدمتها بعض دول الخليج– عبر تسوية إقليمية تعتمد على السلام الاقتصادي، مع محاصرة إيران حتى إحباط مشروعها النووي؛ بل يدعم أن توجّه إسرائيل ضربة عسكرية لمشروع طهران النووي، زاعما أن العديد من الدول العربية والإسلامية المعتدلة ستدعم مثل هذه الضربة، فيما يؤيد بقاء الجولان السوري المحتل تحت السيادة الإسرائيلية.

يعاني قرا إعاقة جراء إصابته بـ"صدمة المعارك" خلال حرب لبنان مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حيث قتل شقيقه الأصغر في الحرب بينما أصيب شقيقه الأكبر بجراح خطيرة جدا، ورغم ذلك يعتبر قرا من الداعمين لما يسمى "حلف الدم" مع إسرائيل، كما أنه من المشجعين للخدمة العسكرية للدروز ويقف رأس حربة في مواجهة المناهضين للخدمة بالجيش الإسرائيلي.

التجربة السياسية
في عام 1996 كانت تجربته الأولى في خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي ضمن الليكود، ولم يتمكن من دخول البرلمان حيث كان في المرتبة الخامسة والثلاثين ضمن القائمة الانتخابية للحزب.

وفي عام 1999، انتخب عضوا في الكنيست عن الليكود بقائمته الانتخابية للدروز والأقليات. وخلال الدورة الـ15 للكنيست ضغط نتنياهو على حزبه بغية كسب ثقة الدروز، ونجح في تعيين قرا بمنصب نائب رئيس الكنيست ورئيسا للجنة البرلمانية لفحص مكانة العمال الأجانب بإسرائيل، وذلك رغم استقالة نتنياهو بعد انتخابات 1999، إثر خسارته الانتخاب المباشرة لرئاسة الوزراء أمام إيهود باراك.

تعزز الحلف بين نتنياهو وقرا الذي دأب على تسويق نتنياهو بين الدروز والأقليات، حيث أيقن قرا أن مصيره ومستقبله السياسي منوط بتحالفه مع نتنياهو، مما وضع الأول في حالة صدام مع رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون الذي أراد التخلص منه. إلا أن دعم نتنياهو له -رغم اعتزاله المؤقت للسياسة- أعاد انتخابه مجددا للكنيست وعين رئيسا للجنة البرلمانية لمكافحة آفات المخدرات والكحول.

ومع عودة نتنياهو للكنيست ضِمن حزب الليكود برئاسة أرييل شارون في انتخابات 2003، تعززت مكانة قرا في الخارطة الحزبية، وأصبح يوصف لدى البعض بالبوق المروج لنتنياهو الذي واجه تحديات بعودته للمشهد السياسي، خصوصا عقب "خطة فك الارتباط" والانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من غزة الذي قاده شارون عام 2005، وتسبب في انشقاق داخل حزب الليكود، حيث وجد قرا ذاته في خندق واحد مع معلمه نتنياهو كأقلية.

ومنذ انتخاب نتنياهو رئيسا للوزراء عام 2006، تقلد قرا العديد من المناصب المهمة؛ حيث عين نائبا لوزير تطوير الجليل والنقب، وكان وزيرا بلا حقيبة ومسؤولا عن النهوض بالبلدات الدرزية والشركسية ومدير مشروع قناة المياه الإقليمية، ونائب وزير التعاون الإقليمي، كما عين وزيرا في ديوان رئيس الوزراء، قبل أن يعين في مايو/أيار 2017 وزيرا للاتصالات.

نشط من خلال مهامه الوظيفية ومناصبه الوزارية بإيعاز من نتنياهو في العديد من الدول العربية، حيث وظّف الحرب على الثورة السورية من أجل تمرير مصالح إسرائيل والحفاظ على أمنها، عبر اتصالات مع شخصيات سورية وإقامة حملة دولية إسرائيلية لتقديم الإغاثة للدروز في سوريا.

ونشط في كردستان العراق عبر الاتصال والتواصل مع شخصيات سياسية، كما شارك في أعمال "مؤتمر المصالحة والحوار بين يهود ليبيا والعرب" الذي أقامته الحكومة الليبية لتطبيع العلاقات بين اليهود الليبيين وبين الدول العربية، كمقدمة للتطبيع مع إسرائيل.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي