من هو رضا مالك؟

Former Algerian Prime Minister Reda Malek, leader of the opposition National Republican Alliance, talks to the press July 26, after a meeting with a six-member U.N. team led by former Portuguese President Mario Soares, on a rare two-week fact-finding mission in violence-torn Algeria. The panel spent the last three days meeting some of the Algerian government's most oputspoken critics for talks dominated by alleged government human rights abuses.CGW/AA

رضا مالك سياسي ودبلوماسي جزائري، أحد المشاركين البارزين في مفاوضات إيفيان التي أفضت إلى نيل الجزائر استقلالها عن فرنسا، تقلد عدة وظائف حيث شغل منصب سفير بلاده في عدد من البلدان قبل أن يتولى رئاسة الحكومة مرتين في تسعينيات القرن الماضي، له عدة مؤلفات، من بينها كتاب "الجزائر في إيفيان".

المولد والنشأة
ولد في 21 ديسمبر/كانون الأول 1931 في مدينة باتنة.

الدراسة والتكوين
حصل على شهادة ليسانس في الآداب والفلسفة من جامعتي الجزائر وباريس.

الوظائف والمسؤوليات
عين رضا مالك سفيرا للجزائر في عدة عواصم كباريس وواشنطن وموسكو ولندن.

عاد إلى بلاده عام 1977 ليشغل منصب وزير الإعلام والثقافة، ثم رئيس المجلس الاستشاري الوطني في أبريل/نيسان 1992 قبل أن يعين عضوا خامسا في المجلس الأعلى للدولة في يوليو/تموز من نفس السنة، وهو المجلس الذي حكم الجزائر بين عامي 1992 و1994 حيث دخلت البلاد مرحلة من اللااستقرار عرفت بالعشرية الحمراء

ويطلق هذا المصطلح على عقد تسعينيات القرن العشرين الذي عاشت فيه الجزائر على إثر وقف الجيش للعملية الديمقراطية أعمال عنف دموية خلفت مئات الآلاف من القتلى والمصابين والمفقودين، ودمارا هائلا في الاقتصاد.

وقد ارتبطت فترة "العشرية الحمراء" في أذهان الجزائريين بالنزاع المسلح بين الجماعات الإسلامية وقوات الأمن من شرطة ومخابرات وجيش، وبدأ الأمن يستتب تدريجيا منذ قدوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم عام 1999 وإصداره قانون الوئام المدني ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.

عاد رضا مالك مرة أخرى للعمل الدبلوماسي حينما عين وزيرا للشؤون الخارجية بداية من فبراير/شباط 1993 وظل في منصبه أشهرا معدودة، حيث تولى رئاسة الحكومة في أغسطس/آب 1993، ثم تولى نفس المنصب مجددا من يناير/كانون الثاني 1994 إلى أبريل/نيسان من ذات السنة.

التجربة السياسية
التحق بالعمل السياسي منذ شبابه، ففي عام 1955 عين عضوا في لجنة إدارة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وخلال الفترة من 1957 إلى 1962 شغل منصب مدير أسبوعية "المجاهد" لسان حال جبهة التحرير الوطني.

كان رضا مالك الناطق الرسمي للوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان من مايو/أيار 1961 إلى مارس/آذار 1962، وقد توجت اتفاقيات إيفيان مفاوضات بين الجزائر وفرنسا لإنهاء استعمار البلاد الذي امتد 132 عاما، وأفضت الاتفاقيات إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير صوت فيه الجزائريون لصالح الاستقلال عن فرنسا.

واضطرت فرنسا للرضوخ لمبدأ التفاوض مع الجزائريين بعد الخسائر التي تكبدتها عقب اندلاع ثورة التحرير أول نوفمبر/تشرين الثاني 1954 ونتيجة لضغط الرأي العام الداخلي والأزمات الاقتصادية والمالية فيها، والاقتناع التدريجي بعدم جدوى الخيار العسكري لمواجهة الثورة الجزائرية.

وبعيدا عن الشأن الجزائري، كان رضا مالك أحد أبرز المفاوضين لتحرير 52 رهينة في السفارة الأميركية بطهران، وهي الأزمة التي انتهت عام 1981.

وعلى المستوى الحزبي أسس رضا مالك عام 1995 حزب التحالف الوطني الجمهوري وترأسه.

الوفاة
توفي رضا مالك يوم السبت 29 يوليو/تموز 2017 بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 86 سنة.

وقال وزير الإعلام الجزائري السابق عبد العزيز رحابي لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الجزائر فقدت شاهدا على عصره، وطنيا مستنيرا". وأضاف أن رضا مالك "كان من الذين أرسوا دعائم الدبلوماسية الجزائرية".

المؤلفات
ألف رضا مالك عددا من الإصدارات، من بينها "الرهان الحقيقي رهان العصرنة في الجزائر وفي الإسلام"، وكتاب "الجزائر في إيفيان"، وآخر حول "تاريخ المفاوضات السرية 1962/1956".

 كما شارك في عدد من البرامج الحوارية، منها الاتجاه المعاكس على شاشة الجزيرة.

المصدر : وكالات