عمر العبد.. طاعن مستوطنين بحلميش

فلسطين رام الله كوبر 22 تموز 2017 الفلسطيني عمر العبد نفذ عملية طعن بمستعمرة حلميش أدت إلى مقتل 3 مستوطنين وإصابة رابع قبل إصابته واعتقاله.

عمر العبد شاب فلسطيني نفذ في 21 يوليو/تموز 2017 عملية طعن أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع، وذلك انتقاما للمسجد الأقصى بعد "تدنيسه من الاحتلال الإسرائيلي"، كما جاء في وصية نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخلال تنفيذه العملية أصيب واعتقلته قوات الاحتلال.

المولد والنشأة
ينحدر عمر قرية كوبر شمال رام الله بالضفة الغربية، وفي يوليو/تموز 2017 كان عمره 19 عاما.

الدراسة والتكوين
أنهى السنة الأولى في كلية إدارة الأعمال بالجامعة المفتوحة.

الوظائف والمسؤوليات
عمل عمر في حرث الأراضي الزراعية بفرسه الخاصة قبل أن ينتقل للعمل في كسارة لقلع الحجارة، وذلك حسب ما كشف عنه والده عبد الجليل العبد.

الانتقام للأقصى
بدأت معركة "البوابات الإلكترونية" بالمسجد الأقصى في 14 يوليو/تموز 2017 حينما أغلقت إسرائيل المسجد ومداخل البلدة القديمة ومنعت إقامة صلاة الجمعة، في سابقة منذ احتلال القدس عام 1967.

وكرد فعل على التصعيد الإسرائيلي، تسلل عمر في 21 يوليو/تموز 2017 إلى مستعمرة حلميش المقامة على أراضي قرية النبي صالح (غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة)، وهناك قام بطعن ثلاثة مستوطنين وأصاب رابعا.

وبحسب الإسرائيليين، فإن عمر حمل حقيبة كتف فيها مصحف وعبوة مياه وسكين، ومشى مسافة 2.5 كيلومتر من بلدته إلى مستعمرة حلميش، وقبل دقائق من تجاوز السلك الشائك نشر وصيته على موقع فيسبوك، ثم اختار منزل المستوطنين المستهدف وقام بطعنهم، و"كانت طعناته قاتلة لا يمكن عمل شيء معها سوى إعلان الوفاة". 

وكشفت عائلة عمر عن أن نجلها وقبل تنفيذ العملية اغتسل وقرأ القرآن وارتدى ملابس جديدة ثم خرج من منزل عائلته وأبلغ والدته بتوجهه لحضور عرس أحد الأقارب قبل الصلاة في المسجد.

كما زار الشاب الفلسطيني معظم أقاربه، وبعث سلامه برسائل عبر الهاتف لمن لم يتمكن من زيارتهم، وتقول شقيقته هبة إنه مرّ لزيارتها مساء وسألها إن كان مظهره أنيقا لأنه ذاهب لجلسة تصوير بعد قليل، ثم أوصاها بزوجها وأطفالها قبل خروجه.

ولم يكن عمر العبد ناشطا سياسيا، كما تقول عائلته، لكنه تعرض للاعتقال خمس مرات لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، منها مرتان جرى فيهما "اختطافه" أثناء توجهه إلى الجامعة في رام الله، وآخر اعتقال كانت مدته 11 يوما، وأفرج عنه بكفالة مالية.

وبحسب والده، فإن الأمن الوقائي الفلسطيني اتهم نجله بالتخطيط لعملية فدائية بسبب منشوراته التي تتوعد الاحتلال على موقع فيسبوك، لكنه أنكر ذلك خلال التحقيق معه، كما أنه تعرض للتعذيب خلال فترات اعتقاله الأولى.

الوصية
نشر عمر العبد قبل تنفيذ عملية حلميش في حسابه على فيسبوك وصية كشفت عن أنه توقع أن يستشهد، وقال فيها إنه شاب لديه أحلامه وطموحه التي قال إن الاحتلال يقضي عليها، لكنه حسم أمره وانطلق في عمليته نصرة للمسجد الأقصى واحتجاجا على ما يتعرض له على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وأوصى منفذ العملية بلف جثمانه برايات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجبينه بقصبة كتائب عز الدين القسام، وصدره بعصبة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وقامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق صفحة الشاب على فيسبوك، وكذلك فعلت شركة فيسبوك.

المصدر : الجزيرة