إسماعيل شموط.. رائد الفن التشكيلي الفلسطيني

الفنان التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط

فنان تشكيلي فلسطيني، يعد المؤسس الفعلي للحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية، حيث كرس حياته الفنية لخدمة القضية الفلسطينية، وربط حياته الفنية بحياة شعبه في مختلف المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية، وعاش فصول النكبة، وهاجر بعدها إلى أكثر من مكان حتى استقرت به الحال في الأردن التي دفن فيها عام 2006.

المولد والنشأة
ولد إسماعيل شموط عام 1930 بمدنية اللد الفلسطينية، ثم أجبرته النكبة عام 1948 على مغادرة بيته ومسقط رأسه، حيث اتجه إلى مخيم للاجئين في خان يونس بقطاع غزة.

الدراسة والتكوين
انتقل لاحقا وفي منتصف القرن الماضي -وتحديدا عام 1950- إلى القاهرة، حيث درس فني الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة، وفي عام 1954 توجه إلى روما ليتابع دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في العاصمة الإيطالية.

التجربة الفنية
أقام أول معرض له في مدينة غزة بتاريخ 29 يوليو/تموز 1953، ثم افتتح بعد ذلك بعام (1954) معرضه الرئيسي في القاهرة بمشاركة زميلته وزوجته لاحقا تمام عارف الأكحل، وحضر الرئيس المصري حينها جمال عبد الناصر حفل افتتاح المعرض.

انتقل شموط بعيد ذلك إلى إيطاليا لمواصلة دراسته هناك، وبعد انتهاء دراسته في إيطاليا انتقل إلى لبنان حيث شكل هناك مع زملائه أول اتحاد للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في عام 1969، وانتخب أمينا عاما له، وقبيل ذلك (1965) انضم لمنظمة التحرير الفلسطينية، واختير مديرا للفنون والثقافة الوطنية في المنظمة.

وفي عام 1970 انتخب أمينا عاما لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب. وبعد العدوان الإسرائيلي على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان غادرها إلى الكويت، ومنها إلى كولونيا بألمانيا عام 1992، بعدها انتقل للعاصمة الأردنية عمان في عام 1994 حيث استقر ووافته المنية خلال زيارة خاصة إلى ألمانيا.

تزوج شموط عام 1959 من الفنانة التشكيلية تمام الأكحل المولودة في يافا عام 1935، والتي تعد من أبرز رائدات الفن التشكيلي الفلسطينيات.

وخلدت الأكحل مسيرة حياتها مع زوجها في كتاب صدر عام 2017 عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية بعنوان "اليد ترى والقلب يرسم"، روت فيه أيضا سيرة الرجل وحياته الفنية.

ويقع الكتاب الذي قدمه الكاتب والروائي اللبناني إلياس خوري في 284 صفحة يضم في 15 صفحة الأخيرة منه صورا ملونة من رسومات الأكحل وشموط.

ويرى خوري في تقديمه للكتاب أنه يمكن قراءة هذا الكتاب في مستويين: "المستوى الأول كشهادة امرأة من أجل تحررها الشخصي وكفاحها وحيدة في مواجهة الفقر والتشرد والضياع"، أما المستوى الثاني فهو "حكاية جيل رسم أبجدية فلسطين الجديدة من سمير عزام إلى غسان كنفاني ومن محمود درويش إلى شفيق الحوت. صحافيون وشعراء وروائيون وفنانون تشكيليون قرروا ترميم الروح بالحلم واستعادوا فلسطين بالكلمات التي تحولت إلى فعل مقاوم."

ويختتم خوري تقديمه للكتاب قائلا "في هذه المذكرات نتعرف إلى بعض من ملامح امرأة وكثير من تجربة فنانين بحثا عن فلسطين في كل مكان ليجدا أن الوطن مرسوم على أرواح الفلسطينيين وأن الحكاية حين تروى تستدرج حكايات أخرى لا نهاية لها."

وتقول الأكحل في مقدمة كتابها "أحاول في هذا الكتاب أن أضيء على جوانب سيرتي الشخصية وسيرة حبيبي إسماعيل "موطنا ووجعا وحلما"، وأرفع الستار بالرد على الأسئلة الجمة التي كثيرا ما طرحها علينا أصدقاء وإعلاميون عن الوطن والتهجير والطموحات والشغف والعناد والحب الغامر".

وتضيف "لقد أخذ كثير منا وحُرمنا نعمة الاستقرار في أرضنا بسلام والذي هو مصدر وجودنا واستمرارنا وإلهامنا، فمنذ الطفولة حاكت فلسطين بدايات كل منا ثم جدلتها معا في حكاية مستمرة واحدة حتى رحيله".

ويبدو عنوان الكاتب مختارا مما قاله شاعر فلسطين الراحل محمود درويش عن إسماعيل شموط "يده التي ترى وقلبه هو الذي يرسم".

الإبداعات
يعد شموط المؤسس الحقيقي للحركة الفنية الفلسطينية، وفرضت الحياة التي عاشها أن يلجأ إلى المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي ورسم المعاناة التي عاشها اللاجئون والشعب الفلسطيني بعد النكبة.

ومن لوحاته "إلى أين؟" و"سنعود" و"بداية المأساة" و"جرعة ماء" و"ذكريات ونار"، و"مسيرة شعب"، وهي عبارة عن لوحة طويلة أنجزها عام 1980.

الوفاة
توفي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين إسماعيل شموط في الخامس من يوليو/تموز 2006 بألمانيا عن عمر ناهز 76 عاما بعد معاناة مع المرض.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية