أحمد كاثرادا.. رفيق مانديلا في محاربة الأبارتايد

Veteran South African anti-apartheid activist Ahmed Kathrada looks on during the ANC's centenary celebration in Bloemfontein, South Africa, January 8, 2012. Picture taken January 8, 2012. REUTERS/Siphiwe Sibeko

المولد والنشأة
ولد أحمد محمد كاثرادا في 21 أغسطس/آب 1929 ببلدة شويزر رينيكي الصغيرة في إقليم نورث وست في شمالي جنوب أفريقيا، وهو الابن الرابع لأسرة مسلمة تنحدر من الهند.

الدراسة والتكوين
حرم كاثرادا من دخول أي مدارس أوروبية أو أفريقية في منطقته بسبب أصوله الهندية وبسبب السياسات العنصرية المطبقة حينها، وهو ما اضطره للسفر إلى جوهانسبرغ لتلقي تعليمه، وترك الدراسة في سن الـ17 ليشارك في الكفاح ضد قوانين السكن المنفصل للسود.

استطاع كاثرادا أثناء اعتقاله في سجني بولسمور وجزيرة روبن نيل شهادة بكالوريوس في التاريخ وعلم الجريمة، كما نال شهادة فخرية في التاريخ والسياسات الأفريقية من جامعة جنوب أفريقيا.

الوظائف والمسؤوليات
انتخب كاثرادا نائبا برلمانيا عقب أول انتخابات تشريعية حرة تجرى في جنوب أفريقيا في العام 1994، ثم عين في العام نفسه مستشارا سياسيا للرئيس مانديلا في ولايته الوحيدة برئاسة البلاد، تقلد مسؤوليات في لجان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الشيوعي.

التوجه الفكري
كان كاثرادا من أبرز وجوه مكافحة الفصل العنصري إبان حكم الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، وهو من قادة الصف الأول التاريخيين لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

التجربة السياسية
بدأ كاثرادا نشاطه السياسي وهو في الـ12 من عمره عندما كان يوزع منشورات لحزب في جنوب أفريقيا، وصدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة في عام 1964 مع سبعة آخرين من زعماء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بينهم مانديلا.

أوقف أحمد كاثرادا في 1963 مع نيلسون مانديلا ووالتر سيسولو وقيادات أخرى في المؤتمر الوطني الأفريقي بمقرهم السري في جوهانسبرغ، واتهم بالتخريب ثم حكم عليه في العام التالي بعد إدانته في محاكمة ريفونيا الشهيرة ونقل إلى سجن جزيرة روبن.

وكان كاثرادا يبلغ من العمر 34 عاما عندما صدر عليه الحكم بالسجن، وأمضى 18 عاما في جزء شديد الحراسة في السجن سيئ السمعة أثناء فترة الفصل العنصري في جزيرة روبن على بعد بضعة كيلومترات من مدينة كيب تاون، ثم نقل إلى سجن بولسمور في عام 1982.

أطلق سراح كاثرادا بشروط في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1989 عندما كان يبلغ من العمر ستين عاما بعد أن أمضى نحو 26 عاما في السجن، وطلب رسميا إسقاط تهمة التخريب التي وجهت إليه، ومنحته لجنة الحقيقة والمصالحة العفو في العام 1999.

اشتهر أحمد كاثرادا -الذي عرف بلقب "العم كاثي"- في نهاية ثمانينيات القرن الماضي أثناء المفاوضات بين المؤتمر الوطني الأفريقي ونظام الفصل العنصري، والتي أدت مطلع التسعينيات إلى سقوط نظام الأبارتايد، وإلى أول انتخابات حرة في البلاد في 1994.

خلافا لعدد من القادة الآخرين في حركة تحرير جنوب أفريقيا رفض كاثرادا باستمرار الأضواء والمناصب الكبيرة، ومنذ تقاعده السياسي في العام 1999 وهو يدير مؤسسة تحمل اسمه وتعمل على مكافحة التفاوت الاجتماعي، وتدافع عن الحقوق الإنسانية.

وفي مبادرة استثنائية خرج الراحل في العام 2016 عن تحفظه السياسي ليعبر عن أسفه للمنحى الذي سار فيه المؤتمر الوطني الأفريقي في عهد رئيس البلاد جاكوب زوما، إذ اتهم الأخير بالتورط في سلسلة فضائح تتراوح بين استغلال أموال دافعي الضرائب لتجديد مقره الريفي، وزعزعة استقرار أسواق المال والرجوع عن قرارات تتعلق بتعيينات حكومية.

وطالب كاثرادا زوما بالاستقالة، وكتب في رسالة مفتوحة "عزيزي الرفيق الرئيس، ألا تعتقدون أن بقاءكم رئيسا لن يؤدي سوى إلى تفاقم أزمة الثقة في حكومة البلاد؟".

لم يتزوج كاثرادا، وكان يعيش في سنواته الأخيرة مع باربارا هوغان، وهي إحدى أهم شخصيات النضال ضد الفصل العنصري ووزيرة سابقة إبان رئاسة مانديلا.

الوفاة
دخل الراحل مستشفى دونالد غوردون في جوهانسبرغ في أوائل مارس/آذار 2017 بعد إصابته بالتهاب رئوي، حيث خضع لجراحة لإزالة تجلط دموي في المخ، ثم تدهور وضعه قبل أن يسلم الروح إلى بارئها في 28 مارس/آذار 2017 عن عمر ناهز 87 عاما.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات