فقها.. الأسير المحرر والقائد المغتال بغزة

مازن محمد سليمان فقها قائد عسكري فلسطيني انخرط منذ دراسته الجامعية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، وأسهم في تشكيل العديد من الخلايا العسكرية في الضفة الغربية، وشارك في تخطيط العديد من هجمات على الاحتلال قبل أن يعتقله ويفرج عنه في صفقة شاليط للعام 2011، وقد اغتيل بنيران مجهولين جنوبي مدينة غزة في 24 مارس/آذار 2017.

المولد والنشأة
ولد فقها في 24 أغسطس/آب 1979 بمدينة طوباس الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية.

الدراسة والتكوين
تربى مازن فقها منذ نعومة أظفاره لدى جماعة الإخوان المسلمين في مساجد طوباس، وحفظ القرآن كاملا في سن مبكر، وقد عرف عنه صمته وخلقه الحسن، التحق بصفوف حركة حماس في سن مبكرة ناشطا دعويا بارزا، وانتقل بعد ذلك الى أحضان الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح.

وقد حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس.

الوظائف والمسؤوليات
هو من قيادات العمل العسكري لحماس في الضفة الغربية، وأسهم في تشكيل خلايا كتائب القسام بمدينة طوباس، كما شارك القيادي في الكتائب نصر جرار بإعادة تشكيل خلايا القسام في جنين، وأشرف على عملية فك الحصار عن القيادي قيس عدوان ورفاقه في طوباس.

تجربة المقاومة
أصبح فقها أحد أفراد حركة حماس والتحق بصفوف القسام وهو في السنة الأولى من الجامعة، وفي السنة الثالثة أصبح مطاردا وتخرج في كلية الاقتصاد بجامعة النجاح وهو مطارد من جيش الاحتلال.

وعمل برفقة عدد من قادة القسام في الضفة، أبرزهم قيس عدوان، وكريم مفارجة، ومهند الطاهر، ومحمود أبو هنود، ويوسف السركجي.

ومع بداية انتفاضة الأقصى لاحقت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية فقها واعتقلته ثلاث مرات بتهمة مقاومة الاحتلال وامتلاك مواد متفجرة كان الشهيد يهم بنقلها إلى قيادة القسام في مدينة جنين.

كما استجوبه جهاز المخابرات الفلسطينية في أول مرة اعتقل فيها بالعام 2000، واعتقل شهرا عام 2001 بسبب ورود اسمه في قائمة مطلوبين قدمها جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بسبب مشاركته في عمليات مسلحة ضد إسرائيل.

وأفرجت عن السلطة بضغط من أهالي مدينته بسبب نية قوات الاحتلال التقدم تجاه السجن الذي كان معتقلا فيه.

وفي فبراير/شباط 2002 أصبح فقها مطاردا من قوات الاحتلال تلاحقه وأسرته وتداهم بيته بشكل متكرر إلى أن اعتقلته في 5 أغسطس/آب 2002 بعد حصار دام ست ساعات في منزل تحصن فيه تلاه اعتقال والده وشقيقه ثم هدمت منزله بعد ثلاثة أيام.

كان لفقها دور بارز في التخطيط والإشراف على أول رد لكتائب القسام على اغتيال طيران الاحتلال القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة في غزة في يوليو/تموز 2002، فبعد قرابة عشرة أيام على الاغتيال دوى انفجار كبير في حافلة بمدينة صفد خلف 15 قتيلا وعشرات الإصابات.

وتتهم سلطات الاحتلال الشهيد فقها بالمشاركة في الإعداد لعملية مطعم سبارو بالقدس المحتلة التي نفذها في أغسطس/آب 2001 عز الدين المصري من بلدة عقابا، وكان زميلا لفقها في الجامعة والحركة أيضا، وخلف التفجير 19 قتيلا وأكثر من 120 جريحا.

كما أشرف الشهيد على عملية مفرق بات التي نفذها محمد هزاع الغول على مقربة من مستوطنة جيلو جنوبي القدس في مايو/أيار 2002 والتي قتل فيها 19 إسرائيليا وجرح العشرات.

وشارك في عمليات أخرى للقسام، من بينها مهاجمة مستوطنين وجنود إسرائيليين بمنطقة الأغوار ووادي المالح ومعسكر تياسير الإسرائيلي.

استخدمت سلطات الاحتلال مع الشهيد أثناء اعتقاله أقسى أنواع التحقيق، وحكم عليه بالسجن تسعة مؤبدات وخمسين سنة، وبعدما قضى عشر سنوات متواصلة داخل السجون الإسرائيلية أطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل في العام 2011 والتي عرفت باسم "صفقة جلعاد شاليط"، وتم إبعاده إلى قطاع غزة.

ووضعت سلطات الاحتلال فقها في قائمة المطلوب تصفيتهم والتي شملت عددا من محرري صفقة شاليط، وذلك بالنظر إلى دوره في الإشراف على إدارة العمل العسكري لحماس بالضفة الغربية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2013 ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حماس شكلت من جديد قيادة للجناح العسكري في الضفة، ولكنها تدار من قطاع غزة عبر أسرى محررين بصفقة وفاء الأحرار، ومن بين هؤلاء فقها ووضعته في قائمة الاستهداف.

الوفاة
تعرض مازن فقها مساء الجمعة 24 مارس/آذار 2017 لعملية اغتيال أمام منزله في غزة من مجهولين بمسدس كاتم للصوت في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، حيث أصيب بأربع رصاصات مباشرة في رأسه، وحملت كتائب القسام الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اغتيال الأسير المحرر وتوعدته بالرد، وقالت القسام إنها "ستكسر المعادلة التي يريد أن يثبتها العدو على أبطال المقاومة في غزة وهي معادلة الاغتيال الهادئ".

ويظهر تصفح صفحة الشهيد على فيسبوك تمسكه بخيار المقاومة وضرب الاحتلال، فقد كتب قبل يومين من استشهاده قائلا:
"اضرب بسيف لا تهب
اضرب جبين أبي لهب
اضرب وأنت الفارس المقدام يملؤه الغضب".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفلسطينية + مواقع إلكترونية + وكالة الأناضول