جهاد مقدسي.. من تجميل صورة الأسد إلى معارضته

Jihad Makdissi, leader of the representatives of the Cairo Platform, speaks to the media after the round of negotiations between of Intra Syria peace talks with UN Special Envoy for Syria Staffan de Mistura at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, 26 February 2017.

سياسي ودبلوماسي سوري مستقل عمل مع نظام الرئيس بشار الأسد، لكنه انشق عنه عام 2012 والتحق بصفوف المعارضة السورية، وهو من أبرز عناصر "منصة القاهرة" التي يقول هو نفسه إن أولويتها هي تحقيق انتقال سياسي في سوريا.

المولد والنشأة
ولد جهاد مقدسي عام 1974 لأسرة مسيحية من العاصمة السورية دمشق.

الدراسة والتكوين
زاول مقدسي دراسته في ثانوية النور بدمشق، وفي المدرسة العليا للإدارة في العاصمة الفرنسية باريس، ونال شهادة الماجيستر في الدبلوماسية والعلاقات الدولية عام 2009 من جامعة وستمنستر في بريطانيا، ثم حصل على الدكتوراه في الدراسات الإعلامية من الجامعة الأميركية بلندن.

الوظائف والمسؤوليات
عمل مقدسي في السفارة السورية بلندن لمدة خمس سنوات، ثم استدعي إلى دمشق بعد اندلاع الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011.

وكان قد عمل عام 2000 في السفارة السورية بواشنطن.

تولى مقدسي في سوريا منصب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في ظل نظام الأسد إلى حدود العام 2012.

التجربة السياسية
بدأ مقدسي حياته السياسية داخل أجهزة النظام السوري، لكنه انشق عنه وترك منصبه في وزارة الخارجية يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2012 بحجة "الاستقطاب والعنف اللذين لم يتركا مكاناً للاعتدال والدبلوماسية".

وبعد انشقاقه، ترددت وقتها الكثير من الأخبار حول هذا الرجل، وذهبت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى حد القول إنه "يتعاون مع المسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية، وهم من ساعدوه على الفرار إلى واشنطن".

مقدسي برر انشقاقه عن نظام الأسد من منطلق قناعته بأن الاحتجاجات الشعبية العارمة التي اندلعت في سوريا عام 2011 تحمل مطالب مشروعة، ولأن "الوسطية والاعتدال" لم يعد لهما مكان في البلاد، وأن الاستقطاب بين السوريين وصل إلى مرحلة قاتلة ومدمرة، وذلك في بيان أصدره في فبراير/شباط 2013.

يؤمن مقدسي بالدبلوماسية والحل السياسي في سوريا، وهو ما أشار إليه في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" في يناير/كانون الثاني 2014، حيث قال إن الدبلوماسي عليه أن يخدم بلاده لا أن يكون محاميا يقبل أي دعوى تقدم له، وإنه عندما اتجهت الأمور نحو صراع مسلح في سوريا دون أن يترك المجال للسياسة، رفض أن يكون محاميا لطرف واحد، وانتصر الدبلوماسي في داخله.

وصرح لنفس الصحيفة بأنه كسياسي مستقل يعتقد ويعمل من أجل تحقيق حل سياسي سلمي في سوريا.

ويعد مقدسي من أبرز عناصر "منصة القاهرة" التي يقول هو نفسه إن أولويتها هي تحقيق انتقال سياسي في سوريا.

وتشارك منصة القاهرة في مفاوضات جنيف4، وتدعم ورقة دي مستورا المعتمدة على قرار 2254 وبيان جنيف1، وأعطى وفد المعارضة المشارك في مفاوضات جنيف4 لمنصتي القاهرة وموسكو مقعدا لكل منهما، قبل أن يتم رفع تلك الحصة إلى ثلاثة لكل منهما.

يذكر أن "منصة القاهرة" إلى جانب "منصة موسكو"، هما تجمعان سوريان تم الإعلان عنهما في مصر وروسيا عام 2014، ويعلنان أنهما يمثلان طيفا من المعارضة السورية، إلا أن بعض الأطياف الأخرى ترى أن المنصتين تحابيان روسيا ونظام الأسد، وتملكان توجهات وأولويات تتباين مع أولويات الهيئة العليا للمفاوضات التي يشكل الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة عمودها الفقري.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية