الأب مانويل.. فلسطيني يقاوم الاحتلال

الأب مانويل مسلّم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات

مانويل مسلم رجل دين مسيحي، وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، راعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا، عرف بمقاومته للاحتلال ومناهضته للسلطة، ودفاعه المستميت عن المقاومة ورجالها، كما عرف بمطالباته المتكررة بإنهاء الانقسام ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

المولد والنشأة
ولد مانويل حنا شحادة مسلّم يوم 16 أبريل/نيسان 1938، في بيرزيت بفلسطين.

التربية والتكوين
نال مانويل مسلم تعليمه الأساسي في مكان ولادته، ثم التحق بالمعهد الإكليريكي في بيت جالا سنة 1951 ودرس علم اللاهوت والفلسفة وتخرج سنة 1963.

الوظائف والمسؤوليات
تقلد الأب مانويل وظائف ومسؤوليات دينية وسياسية عديدة، حيث عمل راعيا مساعدا لكاهن الرعية اللاتينية في الزرقاء والرصيفة في الأردن للفترة بين 1963 و1968، ثم كاهنا لرعية عنجرة بالأردن (1968)، ثم كاهنا لرعية جنين (فلسطين) ومدرسا للتعليم المسيحي في مدرسة تراسنطة في الناصرة.

وفي العام 1975 أصبح مانويل مسلم كاهنا للرعية الكاثوليكية في الزبابدة (فلسطين)، ثم كاهنا للرعية الكاثوليكية في غزة في الفترة من 1995 إلى عام 2009، وفي ذلك العام تقاعد في مسقط رأسه ببيرزيت.

منحه البابا بنديكت السادس عشر لقب مونسينيور في يناير/كانون الثاني 2006.

التجربة السياسية
عرف الأب مانويل بنشاطه المستمر ضد الاحتلال ومواقفه المدافعة عن المقاومة، وتولى رئاسة وعضوية العديد من الهيئات والمؤسسات الناشطة في مجال مقاومة الاحتلال والدفاع عن القضية الفلسطينية داخل وخارج فلسطين.

فهو عضو في الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، ورئيس للهيئة الفلسطينية المستقلة لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين (حكم)، وعضو في هيئة العمل الوطني غزة، وعضو مؤسس بيت الحكمة في غزة، وعضو مؤسس في لجنة كسر الحصار المفروض على غزة، وعضو ناشط أيضا في لجان مهتمة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية.

عرف الأب مانويل بنضاله المستميت ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحريضه على المقاومة، واعتزازه بالعلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وافتخاره بدور المسيحيين الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وهو صاحب الجملة المشهورة "إن هدموا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا"، حيث قالها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014 في عملية أطلق عليها الاحتلال اسم "الجرف الصامد"، وأطلقت حماس عليها اسم "العصف المأكول" على تصديها للعدوان.

وردا على قانون منع الأذان الإسرائيلي خاطب متنويل المسلمين قائلا "إذا منع الاحتلال الأذان في مساجد القدس ارفعوا الأذان فوق أجراس كنائسنا"، ودعا أيضا لبدء العصيان المدني في القدس والأراضي المحتلة ردا على الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين.

كما انتقد مرارا التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ودعا إلى العصيان المدني لإسقاط السلطة والاحتلال، واعتبر أن الشعب الفلسطيني يعيش وضعا مخزيا بسبب الاحتلال والانقسام.

 وحين شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون عرب آخرون في تشييع جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، اعتبر الأب مسلم ذلك سقوطا للمشروع الوطني الذي يقوده عباس.

ومن مواقفه المشهود تلك المتعلقة بالقدس، حيث عرف بدفاعه عنها ورفضه للإجراءات الإسرائيلية بحقها، وتأكيده أنه لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون هويتها ومقدساتها ومساجدها وكنائسها، وأعلن أكثر من مرة رفضه زيارات الشخصيات الدينية والسياسية للقدس (البابا تواضروس، والرئيس السادات مثلا)، باعتبار أن زيارة أي رمز عربي للقدس بمثابة حل العقدة قليلا عن رقبة إسرائيل ومنحها نفسا جديدا.

ويعرف عن الأب مسلم علاقته القوية بحركة حماس وثناؤه عليها، وافتخاره بها، وتشديده على أنها جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وتعبير فصيح عن خيار الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية