تشوركين.. السفير الروسي المتوفى ليلة عيد ميلاده

A portrait of Russia's Ambassador to the UN Vitaly Churkin placed at the Foreign Ministry guest house in Moscow, Russia, 21 February 2017. Vitaly Churkin died after heart attack in New York a day before his 65-year birthday.

دبلوماسي روسي، عمل لسنوات مندوبا دائما لبلاده لدى الأمم المتحدة، وممثلها في مجلس الأمن، دافع بقوة من خلال منصبه عن مصالح روسيا وخاصة في سوريا.   

المولد والنشأة
ولد فيتالي تشوركين يوم 21 فبراير/شباط 1952 في العاصمة الروسية موسكو.

الدراسة والتكوين
تخرج عام 1974 في جامعة العلاقات الدولية بـ الاتحاد السوفياتي السابق.

الوظائف والمسؤوليات
تقلد تشوركين خلال مسيرته العملية التي استمرت لأكثر من أربعين عاما العديد من المناصب الإستراتيجية في وزارة الخارجية، حيث مترجما بخارجية الاتحاد السوفياتي من 1974 إلى 1979، ثم متحدثا باسم نفس الوزارة.

كما سبق له العمل كممثل خاص لـ روسيا في المفاوضات حول يوغسلافيا السابقة (1992-1994).

وعيّن تشوركين مندوبا دائما لروسيا لدى الأمم المتحدة، وممثلها لدى مجلس الأمن الدولي، في أبريل/نيسان 2006.

التجربة الدبلوماسية
عرف تشوركين داخل الدوائر الدبلوماسية بأنه مفاوض صعب المراس ومتحدث لبق، وكان يعقد مؤتمرات مفتوحة منتظمة للصحفيين الأجانب، حيث كان يجيد الإنجليزية والفرنسية، كما اختارته موسكو ليدلي بشهادة أمام الكونغرس الأميركي بشأن كارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986.

ودافع تشوركين عن مصالح وسياسة بلاده بشراسة وخاصة في سوريا عن القصف الروسي المكثف لمدينة حلب عام 2016. وعن التدخل العسكري في سوريا، حيث نقل عنه قوله "إنه لولا التدخل الروسي في سوريا لكانت الرايات السوداء ترفرف فوق دمشق".

واستعملت موسكو -فترة تولي تشوركين منصب المندوب الدائم بالأمم المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن- العديد من المرات لإعاقة صدور قرارات أممية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وكان الفيتو الأول في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2011، حيث عطلت روسيا والصين بموجبه مشروعا لمجلس الأمن يقضي بفرض عقوبات على النظام السوري في حال عدم توقفه عن "قمع" المعارضة.

واستعملت موسكو الفيتو الثاني في الرابع من فبراير/شباط 2012، فعطلت مع رفيقتها بكين مشروعا آخر يُحمّل بشار الأسد المسؤولية عن إراقة الدماء في بلاده، وآخر يوم 19 يوليو/تموز 2012 لمنع صدور قرار أممي بفرض عقوبات على النظام السوري.

كما رفعت روسيا سلاح الفيتو للمرة الرابعة يوم 22 مايو/أيار 2014 ضد مشروع قرار بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في "جرائم حرب".

وخارج سوريا، دافع تشوركين عن ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 بكلمات حادة، وقد قوبل هذا الضم بانتقادات من قبل الغرب.

الوفاة
توفي تشوركين بشكل مفاجئ يوم 20 فبراير/شباط 2017 في نيويورك، ووفق صحيفة "نيويورك بوست" -التي نقلت عن مصادر لم تسمها- أن تشوركين نقل إلى مستشفى مانهاتن من السفارة الروسية بعد وعكة تتعلق بمشكلة في القلب.

ووصف الرئيس فلاديمير بوتين الدبلوماسي الراحل بأنه كان مهنيا وله مهارة دبلوماسية.

بينما قالت مندوبة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور -في تغريدة لها على تويتر– إن الراحل كان بمثابة "الدبلوماسي المايسترو" وكان "له الفضل في المساعدة على تجاوز الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة".

يُذكر أن موسكو فقدت سفيرها لدى تركيا أندريه كارلوف يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2016 عندما أطلق عليه النار مهاجم مسلح بينما كان يلقي كلمة في معرض فني بعنوان "روسيا في عيون الأتراك" تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة وبلدية جنقايا بالعاصمة أنقرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية