عصام الحضري.. حارس عرين الفراعنة

عصام الحضري من أشهر حراس المرمى في مصر والعالم العربي وأفريقيا، بدأ مساره الرياضي بنادي دمياط، ثم انتقل للأهلي المصري وقضى برفقته سنوات طويلة، وكان من أركان المنتخب المصري وفاز برفقته بألقاب أفريقية عديدة، وصف بـ"الأسطورة" و"بوفون أفريقيا" و"السد العالي".

الدراسة والتكوين
حصل الحضري على دبلوم الزراعة.

التجربة الكروية
بدأ الحضري مساره الكروي بأحياء كفر البطيخ، وتميز بحراسته للمرمى حيث كان شباب حيّه يستعينون به لحراسة مرماهم، وهو ما كان يؤديه بنجاح باهر.

ثم ما لبث أن لعب لفريق المدرسة التي حصل بها على دبلوم الزراعة، وأصر على إكمال مسيرته الكروية بنادي ناشئي دمياط وعمره لمّا يتجاوز 14 عاما، على الرغم من أن والده كان يضغط عليه ليكمل تعليمه وحاول منعه من التنقل إلى دمياط.

تنقل الحضري في المستويات الصغرى لفريق دمياط، وسرعان ما التحق بالفريق الأول الذي لعب لفائدته بالدرجة الثانية ما بين 1991 و1995.

وداخل النادي ذاع صيت الحضري حارسا متميزا يبذل الجهود الضرورية للحفاظ على نظافة مرمى فريقه، وهو ما لفت إليه أنظار المسؤولين عن المنتخب الأول لمصر الذين بادروا عام 1993 للمناداة عليه للالتحاق بالمنتخب الذي كان يضم وقتها نجوما بحراسة المرمى بينهم أحمد شوبير.

وفي العام ذاته طلب الرئيس التاريخي للنادي الأهلي المصري صالح سليم من الحضري الانضمام للفريق الأحمر، وهو ما حصل فعلا بعد مضي شهور على انتهاء العقد، فرحل الحضري من نادي دمياط إلى النادي الشهير ليرافق شوبير.

تكرر نجاح الحضري بالنادي الأهلي وحصد برفقته على بطولة الدوري ثماني مرات، وعلى كأس الدوري سبع مرات، وعلى كأس السوبر المصري أربع مرات، وعلى السوبر الأفريقية ثلاث مرات، وبرونزية كأس العالم للأندية في اليابان عام 2006.

اقتُرح على الحضري الاحتراف عام 2005 بنوادي تركية، لكن تشبث النادي الأهلي به فوّت عليه الفرصة، ثم سرعان ما وصله عرض للاحتراف بنادي سيون السويسري، وفي هذه المحطة اضطر الحضري لفسخ عقده مع النادي الأهلي الذي كان رافضا لاحترافه بالخارج.

وتسبب ما أقدم عليه الحضري بخلاف كبير بينه وبين ناديه الأحمر، وأسال الخلاف بينهما مدادا كثيرا في الصحافة المصرية.

وبرفقة منتخب مصر، فاز الحضري ببطولة دوري أفريقيا أربع مرات أعوام 1998 و2006 و2008 و2010، حيث تصدى لثلاث ضربات جزاء أمام كوت ديفوار في نهائي البطولة عام 2006 في مصر.

وفي كأس أمم أفريقيا 2017 التي نظمت بالغابون شارك الحضري وعمره 44 عاما في البطولة للمرة السابعة، وبفارق مرة واحدة عن الرقم القياسي للمدافع الكاميروني ريجوبير سونغ، والمصري أحمد حسن.

وأشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على موقعه الإلكتروني بـ"السد العالي" بعد دخوله تاريخ كأس الأمم الأفريقية باعتباره أكبر اللاعبين سنا خوضا للمباريات.

وجاءت مشاركة الحضري في المنتخب "صدفة"، حيث كان الجهاز الفني للمنتخب بقيادة هيكتور كوبر اختار ثلاثة حراس مرمى هم شريف إكرامي وأحمد الشناوي وعصام الحضري.

لكن شاءت الأقدار أن يغيب إكرامي بسبب الإصابة ليقرر كوبر أن يخلفه الشناوي في أول مواجهة أمام مالي على اعتبار أن اللياقة البدنية والسن ربما لا يؤهلانه ليكون أساسيا.

لكن فجأة تغير كل شيء، فقد تعرض الشناوي ايضا لإصابة بعد مرور عشرين دقيقة خلال تصديه لمحاولة موسى ماريغا مهاجم مالي، لينزل الحضري إلى الملعب، ويصبح أكبر اللاعبين سنا في تاريخ دورات أمم أفريقيا ويبدأ ملحمة كروية ما زال يكتب تفاصيلها عند كل مباراة.

وقال الحضري للموقع الرسمي للفيفا "لقد فزت بالكثير على مستوى الأندية والمنتخب، لكن كلاعب محترف يجب دائما أن تضع أهدافا جديدة لنفسك".

وأضاف "لقد أردت المشاركة في كأس الأمم الأفريقية للمرة السابعة وقد فعلت، مجيئي إلى الغابون كان استثنائيا، لقد ذكرني ذلك بكل الذكريات التي عشتها، خاصة الألقاب الأربعة التي فزت بها".

حلم الحضري لا يتوقف على الفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الخامسة، بل يمتد إلى المشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح في تلك الحال أكبر لاعب يشارك في المونديال حيث سيبلغ عمره عندئذ 45 عاما.

الجوائز والأوسمة
فاز الحضري بجوائز وألقاب عديدة، بينها حصوله على لقب أفضل حارس مرمى في ثلاث بطولات لأمم أفريقيا لكرة القدم في 2006 و2008 و2010، وكان له دور بارز في فوز المنتخب المصري ببطولات أمم أفريقيا.

واختارت اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 الحضري أفضل لاعب في مباراة بوركينا فاسو في نصف نهائي البطولة.