نصر الله.. صحفي لبناني يطمح لرئاسة سلفادور

Salvador Nasralla, presidential candidate for the Opposition Alliance Against the Dictatorship, speaks to the media after the presidential election in Tegucigalpa, Honduras, November 26, 2017. REUTERS/Jorge Cabrera

صحفي تلفزيوني من أصل لبناني، ومقدم برنامج يحظى بمشاهدة عالية في هندوراس، ترشح باسم تحالف يسار الوسط في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 27 نوفمبر/تشرين 2017 بهندوراس، ويشكل فوزه -لو حصل- ضربة قوية للولايات المتحدة الأميركية.

المولد والنشأة
ولد سلفادور نصرالله في الثلاثين من يناير/كانون الثاني 1953 في تغوسيغالبا بهندوراس، لأبوين من أصول لبنانية، وتزوج من إروشكا إلفير، وكانت ملكة جمال هندوراس لعام 2015.

الدراسة والتكوين
درس في تشيلي الهندسة الصناعية المدنية، ونال درجة الماجستير في إدارة الأعمال، كما تلقى دروساً في الدراما والتلفزيون.

الوظائف والمسؤوليات
بعد الانتهاء من دراسته، شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيبسي هندوراس، وعمل أستاذا في الجامعة الوطنية المستقلة في هندوراس، حيث ألقى محاضرات عن الأعمال والهندسة.

بدأ نصر الله العمل التلفزيوني عام 1981، وقدم برامج رياضية وسياسية، جلبت له مئات الآلاف من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وملايين المشاهدين.

التجربة السياسية
يعرف نصر الله بأنه من أشد المنتقدين للحكومة الهندوراسية، ويقول إن الفساد واسع الانتشار على أعلى المستويات هو السبب الرئيسي للمشاكل التي تصيب المجتمع الهندوراسي.

وبسبب التدهور المتزايد في الظروف المعيشية لأغلب سكان هندوراس، قرر نصر الله وغيره من أعضاء المجتمع المدني إنشاء حزب سياسي عام 2013 أسموه "حزب مكافحة الفساد،" واعترفت به المحكمة العليا للانتخابات في هندوراس.

وخاض الصحفي المعارض سباق الانتخابات الرئاسية عام 2013، لكنه خسر فيها، ثم رشحه "تحالف المعارضة ضد الديكتاتورية" الذي يضم أحزابا يسارية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أمام الرئيس خوان أورلاندو هرنانديز.

ويمنع الدستور -الذي أقر عام 1982- إعادة انتخاب أي رئيس تولى الحكم، لكن الحزب الوطني الحاكم الذي يسيطر على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية يؤكد أن تفسيرا لنص الدستور من قبل المحكمة العليا يسمح بتجاوز هذا الحظر، الأمر الذي يثير غضب خصوم الرئيس. 

وأعلن كل من سلفادور نصر الله ومنافسه رئيس هندوراس خوان أورلاندو هرنانديز الفوز في الانتخابات. وأظهر فرز الأصوات في البداية فوز نصر الله ثم تأرجح بعد ذلك ليرجح كفة الرئيس الحالي بعد تأخير في فرز الأصوات وهو ما أثار الحديث عن حدوث مخالفات.

وبعد النتائج الأولية التي أظهرت تقدمه غرّد نصر الله على تويتر قائلا أنا الرئيس المنتخب الجديد لهندوراس. 

وثارت مخاوف دولية بشأن الأزمة في الدولة الواقعة بأميركا الوسطى والتي شهدت انقلابا عسكريا عام 2009. وأثار التأخير في فرز الأصوات اضطرابا يخشى المراقبون أن يقوض شرعية الفائز النهائي.

وأثار ماركوس راميرو لوبو، وهو واحد من القضاة الأربعة بالمحكمة المعنية بقضايا الانتخابات، "شكوكا خطيرة" بشأن العملية الانتخابية. ودعا إلى الاستعانة بمدقق مستقل أجنبي لمراجعة النتائج ولكنه لم يُعلق بالسلب أو الإيجاب عما إذا كان هناك دليل على حدوث تلاعب في النتائج.

وأظهرت أحدث الأرقام بعد فرز نحو 92.72% من الأصوات حصول هرنانديز المنتمي لتيار يمين الوسط على 42.93 في المئة وحصول منافسه نصر الله على 41.42%

يقوم برنامج نصر الله الانتخابي على التعهد بوضع نهاية للعنف والفقر والكسب غير المشروع في بلاده، ويقول إنه سيطلب من الأمم المتحدة تأسيس هيئة لمكافحة الكسب غير المشروع على غرار تلك التي تعمل في غواتيمالا، ومهمتها التحقيق وتوجيه الاتهامات في ما يتعلق بقضايا الفساد.

ويقضي بتشكيل قوة شرطة مجتمعية للعمل في الأحياء التي تشهد أعمال عنف، بالإضافة إلى إقالة رجال الشرطة الفاسدين ليحل محلهم نحو 25 ألفا من المجندين الجدد.

وفي حال فوزه في الانتخابات سيشكل ذلك ضربة قوية للولايات المتحدة، بحسب ما تشير إليه وكالة رويترز، باعتبار أن الرئيس هرنانديز هو الحليف القوي لواشنطن في ما يتعلق بالتعامل مع تجارة المخدرات والعصابات والهجرة.

وللولايات المتحدة علاقات عسكرية طويلة الأمد مع هندوراس، كما أن لها بضعة حلفاء أيديولوجيين ضمن رؤساء دول أميركا الوسطى.

يذكر أن هندوراس بلد فقير يقع في قلب "مثلث الموت" بأميركا الوسطى، وعانى عام 2009 من انقلاب أطاح فيه الجيش بدعم من اليمين وعالم الأعمال بالرئيس مانويل زيلايا بعد تقربه من الرئيس الفنزويلي حينذاك هوغو تشافيز.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات