حليموف.. من "صائد للإرهابيين" لقائد جند "الدولة"

حليموف قائدا عسكريا لتنظيم الدولة.PNG

غلمراد حليموف مقاتل وخبير عسكري طاجيكي؛ ترقى في مناصبه الأمنية ببلاده حتى تولى قيادة القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، وفي 2015 انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي عينه قائدا عسكريا له مطلع سبتمبر/أيلول 2016.

المولد والنشأة
وُلد غلمراد حليموف يوم 14 مايو/أيار 1975 في قرية فرزوب التي تبعد 25 كلم شمال دوشنبه عاصمة طاجيكستان.

الدراسة والتكوين
تلقى حليموف تكوينه العسكري والأمني في أجهزة الجيش والشرطة ببلاده، ثم خضع لخمس دورات تدريبية عسكرية وأمنية مكثفة ومنفصلة في الولايات المتحدة خلال 2003-2014، ضمن برنامج تدريبي للمساعدة الأمنية في "مكافحة الاٍرهاب" يتبع لقسم الأمن الدبلوماسي الخاص بالخارجية الأميركية.

وقد تركزت هذه الدورات ذات التكوين الفني العالي في مجال "مكافحة الإرهاب"، وتناولت مواضيع مثل: الاستجابة للكوارث، والإدارة التكتيكية للأحداث الأمنية الخاصة، والقيادة التكتيكية، إلى جانب تدريبات أخرى متصلة بهذا الإطار. كما تشير مصادر إعلامية إلى تلقيه تدريبات عسكرية عالية من حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الوظائف والمسؤوليات
شغل حليموف عدة مناصب أمنية في طاجيكستان، منها أنه كان قناصا في الجيش، وعقيدا في الشرطة، ثم قائدا لفرقة "أومون" (Omon) المكلفة بالعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب، والتي تعتبر أفضل فرقة في هذا المجال بمنطقة آسيا الوسطى، لكونها تخضع في تدريبها وتسليحها لبرامج التعاون الأمني الأميركي الطاجيكي.

التجربة العسكرية
اكتسب حليموف خبرة أمنية وعسكرية كبيرة من عمله في الأجهزة الأمنية الرسمية في بلاده؛ ووفقا لوسائل إعلام روسية فإنه شارك في عمليات عسكرية وأمنية ضد المسلحين في داغستان بشمالي القوقاز.

ترقى في مناصبه الأمنية حتى تولى قيادة القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الطاجيكية والتي تنفذ عمليات أمنية نوعية ضد المجرمين و"المتشددين"، وكان يعد من أفضل الضباط الطاجيكيين تدريبا ويُلقب لمهارته الأمنية القيادية بـ"صائد الإرهابيين".

وفي أواخر أبريل/نيسان 2015 اختفى حليموف من الساحة مما دفع السلطات الطاجيكية للبحث عنه، ثم فاجأ الجميع يوم 25 مايو/أيار 2015 حين ظهر -حاملا بندقية قناص وحزام ذخيرة- في تسجيل مرئي (مدته عشر دقائق ويعتقد أنه سُجل في سوريا) نُشر على موقع يوتيوب، فتحدث باللغة الروسية وليس بلغته الأم معلنا انضمامه لتنظيم الدولة.

وأكد -في تسجيله ذلك- تلقيه برامج تدريبية داخل الأراضي الأميركية مؤكدا أنها شكلت نقطة تحول في حياته لأنه شاهد "كيف يتدرب الجنود على قتل المسلمين"، وتوعد أميركا وروسيا وطاجيكستان بشن هجمات عليها، وقال مهددا حكوماتها: "نحن قادمون إليكم بإذن الله في عقر داركم.. قادمون إليكم بالنحر".

وعلى إثر ذلك اتهمته الحكومة الطاجيكية بـ"الخيانة العظمى والمشاركة غير المشروعة في أعمال عسكرية بالخارج"، وأصدرت في 3 يونيو/حزيران 2015 مذكرة اعتقال دولية بحقه، كما اتخذت في أغسطس/آب 2015 قرارا بسحب جنسيتها من مواطنيها الذين يقاتلون إلى جانب "المنظمات الإرهابية".

أما الولايات المتحدة فقد وضعت حليموف في سبتمبر/أيلول 2015 على قائمة أخطر المطلوبين لديها أمنيا ولدى شرطة الإنتربول، قائلة إنه المسؤول عن عمليات التجنيد في تنظيم الدولة. وفي 29 فبراير/شباط 2016 أدرج اسمه في قائمة العقوبات الأممية التي يضعها مجلس الأمن.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في 30 أغسطس/آب 2016 رصدها مكافأة مالية (ضمن برنامج للبحث عن "المجرمين" يعمل منذ 1984) قدرها ثلاثة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله أو تصفيته، وذلك لما يمثله انضمامه لتنظيم الدولة من خطورة لمعرفته العميقة بالإستراتيجية الأميركية في "مكافحة الإرهاب".

وفي 4 سبتمبر/أيلول 2016 نقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية بمحافظة نينوى شمال العراق أن قيادة تنظيم الدولة الإسلامية عينت حليموف -الذي يعتبر أهم شخصية من منطقة وسط آسيا تنضم إلى التنظيم- في منصب "القائد العسكري" الأول للتنظيم، وهي وظيفة توازي "وزارة الحرب" في حكومات الدول.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية