من هو ألفريد مارشال؟

العالم ألفريد مارشال - الموسوعة

اقتصادي وأكاديمي إنجليزي، وأحد أبرز منظري المدرسة النيوكلاسيكية في علم الاقتصاد إلى جانب مواطنه وليام ستانلي جيفونز والفرنسي ليون فالراس، ودرس على يديه العديد من كبار الاقتصاديين المرموقين في كل من جامعتي أكسفورد وكمبريدج، أشهرهم الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز.

المولد والنشأة
ولد ألفريد مارشال في 26 يوليو/تموز 1842 بالعاصمة البريطانية لندن.

الدراسة والتكوين
تلقى تكوينه الأول في مدرسة "ميرشنت تايلور"، ثم انتقل إلى جامعة "القديس يوحنا"، وتوجه في بداية دراسته الجامعية إلى التخصص في الرياضيات، لكنه سرعان ما حول أنظاره عنها إلى الفلسفة والدين ثم لاحقا إلى علم الاقتصاد.

التوجه الفكري
تعرف مارشال على أفكار الاقتصاديين الكلاسيكيين من خلال دراسة مؤلفاتهم، وتأثر على وجه الخصوص برائد المدرسة الكلاسيكية في الاقتصاد آدم سميث (صاحب كتاب ثروة الأمم) الذي كان يَعُده الأقرب إلى نفسه.

كما تأثر كذلك بأفكار جون ستيوارت ميل حول ضرورة الاهتمام بتحسين أوضاع العمال، لكنه كان معاديا لفكرة انضواء العمال في نقابات تدافع عن حقوقهم. 

الوظائف والمسؤوليات
عمل مارشال محاضرا في الاقتصاد السياسي بكلية باليول التابعة لجامعة أكسفورد في فترة 1883-1885، ثم التحق بجامعة كمبريدج كأستاذ ودرَّس بها مادة الاقتصاد السياسي بين عامي 1885 و1908، وتفرغ بعد ذلك للكتابة والتأليف.

وبالموازاة مع عمله الأكاديمي في الجامعة، شغل مارشال أيضا مقعدا في اللجنة الملكية حول العمل في بريطانيا من 1891 حتى 1894.

التجربة الفكرية
يُعد كتاب "مبادئ علم الاقتصاد" (1890) أبرز عمل خلَّفه مارشال وراءه، وضَمَّنه أهم إسهاماته النظرية في مجال الاقتصاد الجزئي. وأبدع فيه مجموعة من المفاهيم والمصطلحات الجديدة مثل وفورات الحجم (انخفاض التكلفة الإجمالية مع ارتفاع الكمية المنتَجة)، والمرونة السعرية للطلب (درجة استجابة الطلب لتغير الأسعار صعودا وهبوطا).

وركز مارشال في مؤلفه خصوصا على كيفية تحديد الأسعار في الأسواق، وأكد أن العرض والطلب هما اللذان يحددان سعر أي سلعة، وبيَّن أن العرض يرتفع مع ارتفاع السعر في حين ينخفض الطلب، وأن منحنيات العرض والطلب تلتقيان مثل شفرتي المقص عند مستوى يحدد السعر التوازني لكل سلعة وكمية الإنتاج المقابلة.

وحاول مارشال التوفيق بين وجهتي نظر المدرسة الكلاسيكية والنيوكلاسيكية بشأن نظرية القيمة، حيث عَدَّد مجموعة من العناصر التي تحدد قيمة السلع، وأدرج داخلها تكلفة العمل الضروري من أجل إنتاج السلعة (وجهة النظر الكلاسيكية) والمنفعة التي تحققها السلعة (وجهة النظر النيوكلاسيكية)، فضلا على العرض والطلب وأذواق المستهلكين وأسعار السلع البديلة.

وأوضح مارشال أن المنفعة الحدية (المنفعة التي تتحقق للفرد من خلال استهلاك آخر وحدة من السلعة) هي التي تحدد الأسعار بشكل أساسي على المدى القصير، لأن المستهلك يكون على استعداد بأن يتحمل سعرا غاليا مقابل سلعة تحقق له منفعة كبيرة.

لكنه أكد أن تكاليف الإنتاج هي المحدد الرئيسي للأسعار على المدى البعيد، وانسجم مارشال في هذا الطرح مع المدرسة الكلاسيكية التي ترى أن قيمة السلع تتوقف أساسا على كمية العمل الضروري من أجل إنتاجها.

وعلى الرغم من أن مارشال تخصص في الرياضيات قبل علم الاقتصاد، فإنه لم يكن يُفرط في استعمال الخطاب الرياضي في استدلالاته إلا في الحد الأدنى عندما تقتضي الضرورة ذلك. ويرجع ذلك إلى إيمانه بأن المفاهيم الاقتصادية لا ينبغي أن تكون مُغرقة في التجريد والتعقيد، ويجب أن تكون في متناول فهم غير المتخصصين من الناس.

المؤلفات
لم يكن مارشال غزير الإنتاج في مجال التأليف، ولم يخلف كتبا كثيرة، لكن أثره كان بارزا وعميقا في علم الاقتصاد. ويعد كتابه "مبادئ علم الاقتصاد" من أهم مؤلفاته على الإطلاق، وهو من أكثر كتب علم الاقتصاد قراءة في أوروبا والولايات المتحدة طيلة عدة عقود.

ومن مؤلفاته أيضا كتابي "الصناعة والتجارة" (1919)، و"النقود والائتمان والتجارة" (1923).

الوفاة
توفي مارشال في 13 يوليو/تموز 1924 عن عمر ناهز 81 عاما، ووري جثمانه في مدينة كمبريدج.

المصدر : الجزيرة