بولت.. البرق الذي لم يلمع في لندن

LONDON, ENGLAND - AUGUST 12: Usain Bolt of Jamaica falls to the track in the Men's 4x100 Relay final during day nine of the 16th IAAF World Athletics Championships London 2017 at The London Stadium on August 12, 2017 in London, United Kingdom. (Photo by Andy Lyons/Getty Images for IAAF)
بولت بعد سقوطه في سباق التتابع 4*100 متر ببطولة العالم لألعاب القوى بلندن (غيتي)

أحرز بولت 11 ذهبية في بطولة العالم و14 ميدالية ملونة (رقم قياسي)، وقاد جامايكا إلى الفوز بست مرات، أربع في مونديال ألعاب القوى ومرتين في الأولمبياد.

المولد والنشأة
ولد يوسين ليو بولت يوم 21 أغسطس/آب 1986 ببلدة شيروود بمنطقة تريلاوني شمال غرب جامايكا، ينحدر من أسرة فقيرة، وله أخوان. اهتم منذ صغره بممارسة الرياضة خصوصا لعبتي الكريكت وكرة القدم.

الدراسة والتكوين
في مرحلة الدراسة الثانوية اتجه إلى مزاولة رياضة ألعاب القوى خصوصا في مسافات السرعة، حيث أصبح بطلا في هذا الاختصاص بالمدارس الثانوية في بلاده عام 2001، ثم لاحقا على مستوى منطقة الكاريبي.

التجربة الرياضية
انطلقت المسيرة الدولية للعداء بولت في بطولة العالم للناشئين عام 2002 التي فاز فيها بالميدالية الذهبية لمسافة 200 متر ونجح في تحطيم الرقم القياسي العالمي لفئته، وتمكن في البطولة نفسها من التتويج مع منتخب بلاده للناشئين بميداليتين فضيتين في سباقي 100 و400 متر تتابع.

شارك في سن مبكرة في سباق 200 متر بالألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004، وبطولة العالم لألعاب القوى بهلسنكي عام 2005، لكنه فشل في التتويج، ثم نجح عام 2007 في تحطيم الرقم القياسي في هذا السباق الذي كان بحوزة العداء الأميركي تايسون غاي، بتسجيله توقيت 19.75 ثانية.

وفي مايو/أيار 2008 حطم بولت الرقم القياسي العالمي لسباق 100 متر في نيويورك بتسجيله 9.72 ثوان، بفارق ثانيتين عن الرقم الذي كان بحوزة مواطنه أسافا باول، ودخل بولت سجل أساطير المسافات القصيرة بعد أن حطم مجددا هذا الرقم في 16 أغسطس/آب 2009 في بطولة العالم لألعاب القوى ببرلين، مسجلا 9.58 ثوان، وكذا تسجيله في العشرين من الشهر نفسه في تلك البطولة رقما عالميا جديدا في سباق 200 متر بتوقيت 19.19 ثانية.

كما نجح مع منتخب بلاده عام 2012 بلندن في تحطيم الرقم القياسي العالمي لسباق 100 متر تتابع بتحقيق توقيت 36.84 ثانية.

يتمتع بولت بقوة بدنية وقامة طويلة تصل إلى متر و95 سم، وكشف باحثون أن لدى بولت كثيرا من الألياف العضلية السريعة التمدد التي تستجيب بسرعة، إضافة إلى أن أقل من 8% من الطاقة التي أنتجتها عضلاته استخدمت من أجل الحركة، كما أنه يعاني من مشاكل دائمة في قدميه.

تصفه والدته بالكسول بسبب قضائه أوقاتا طويلة في اللعب مع أصدقائه، كما أنه مغرم بالموسيقى ومشاهدة ولعب كرة القدم، ويشجع أندية عالمية شهيرة في إسبانيا وإنجلترا.

تقدر ثروة بولت بأزيد من مئة مليون دولار يأتي أغلبها من عقود الإعلانات، كما يحصل من عقد الإشهار الذي يربطه بشركة ألبسة رياضية عالمية "بوما" على مبلغ عشرة ملايين دولار سنويا، إضافة إلى امتلاكه شركتين لإنتاج الملابس والساعات، وأنشأ مجموعة تجارية في مجال المطاعم بالولايات المتحدة.

وينال بولت مقابل مشاركته في أي سباق مبلغ عشرة ملايين دولار، كما أنه يحصل على مداخيل من خلال مشاركته في عروض تجارية، إضافة إلى استغلال شخصيته في لعبة للهواتف الذكية حظيت بأكثر من مليار تحميل.

من جهة أخرى، قدم بولت مجموعة من المساعدات الخيرية سواء في بلده أو لضحايا زلازل في الصين، إضافة إلى تنظيمه مباريات خيرية لدعم الفقراء والأطفال المعوزين في بلدان عدة.

الأوسمة والألقاب
توج بولت بجائزة أفضل لاعب قوى لعامي 2008 و2009، وجائزة الاتحاد الدولي لألعاب القوى كأفضل رياضي عام 2012، وجائزة "لوريوس" الرياضية العالمية لأعوام 2009 و2010 و2013، وجائزة أفضل رياضي من قبل صحيفة "ليكيب" الفرنسية" عام 2015.

وحقق بولت إنجازا غير مسبوق بتكرار ثنائية فوزه بسباقي 100 متر و200 متر وكذا 100 متر تتابع بالأولمبياد ثلاث مرات على التوالي، ما مكنه من التتويج بتسع ميداليات ذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية خلال دورات بكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جانيرو 2016.

وفي بطولات العالم لألعاب القوى فاز بثلاث ميداليات ذهبية في دورة برلين عام 2009 في سباقات 100 و200 متر و100 تتابع، وبالميداليات نفسها في دورة موسكو 2013، وأيضا دورة بكين عام 2015، وميداليتين ذهبيتين بسباقي 200 متر و100 متر تتابع في دورة دايغو بكوريا الجنوبية عام 2011، كما حصل على ميداليتين فضيتين في دورة أوساكا باليابان عام 2007.

كما توج بولت بميدالية ذهبية وفضيتين في بطولة العالم لألعاب القوى للشباب في كينغستون بجامايكا عام 2002، وذهبية أخرى ببطولة العالم لألعاب القوى للناشئين بشيربروك بكندا عام 2003 في سباق 200 متر.

الاعتزال
شغل بولت عالم ألعاب القوى نحو عقد من الزمن، وكانت نهاية مسيرته يوم 12 أغسطس/آب 2017 في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن، سارقا للأضواء رغم خروجه مصابا في سباق التتابع 4*100 م.

بعد تتويجه بثلاثية جديدة في سباقات 100 و200 والتتابع 4*100 في أولمبياد ريو 2016، حدد بولت مونديال لندن موعدا لاعتزاله، لكن ملعب الأخير لم يبتسم له في 2017 مثلما فعل في أولمبياد 2012 عندما عاد مدججا بثلاث ذهبيات.

الفصل الأول من رحلته اللندنية انتهى ببرونزية أمام الأميركيين المخضرم جاستن غاتلين والشاب كريستيان كولمان.

وفي الفصل الثاني في سباق التتابع، هلل ستون ألف متفرج لتقدم بريطانيا على الولايات المتحدة، إلا أن المشهد الصارخ تجلى بإمساك بولت العضلات الخلفية لفخذه اليسرى ثم سقوطه على مسار طبعه بإنجازات وأرقام قياسية.

المصدر : الجزيرة