من منفذ هجوم نيس الفرنسية؟

صورة حصرية لمنفذ العملية - شاب يقود شاحنة كبيرة ومطاردة الشرطة له في شوارع نيس قبل أن تقوم بقتله

محمد سلمان لحويّج بوهلال فرنسي من أصل تونسي، يعمل سائقا في نيس الفرنسية، ولديه سجل جنائي في قضايا عنف، نفذ هجوما بشاحنة بمدينة نيس في 14 يوليو/تموز 2016 وقتل 84 شخصا وجرح العشرات.

المولد والنشأة
ولد منفذ هجوم نيس الفرنسية محمد سلمان لحويّج (الحويّش) بوهلال في 31 يناير/كانون الثاني 1985، وهو ينحدر من مدينة مساكن بمحافظة سوسة (شرقي تونس)، ويقيم في فرنسا.

وذكرت تقارير إعلامية أن لحويّج بوهلال متزوج وله ثلاثة أطفال، وظل يعاني من مشاكل عائلية بسبب خلافات مع طليقته.

الوظائف والمسؤوليات
عمل لحويّج سائقا لإيصال البضائع.

هجوم الشاحنة
لم يكد يعرف أي مسار لمحمد سلمان لحويّج قبل مساء 14 يوليو/تموز 2016 (11 ليلا بتوقيت فرنسا)، عندما دعس بشاحنة بيضاء كبيرة الحجم عشرات المدنيين الذين كانوا متجمهرين في شارع يعج بالحركة في مدينة نيس يسمى "متنزه الإنجليز" (Promenade des Anglais)، حيث كانوا يشاهدون الألعاب النارية احتفالا باليوم الوطني لفرنسا.

وخلّف هذا الهجوم 84 قتيلا على الأقل، بينهم أطفال، و18 جريحا في حالة خطرة، إلى جانب خمسين آخرين جراحهم طفيفة.

واستأجر لحويّج الشاحنة التي نفذ بها هجومه من منطقة بروفانس ألب كوت دازور قبل أيام قليلة من الهجوم.

ووفق الشرطة الفرنسية، فإن الشاحنة كانت تضم ذخيرة ومتفجرات، في حين تضاربت الأنباء بين من قال إن السائق أطلق الرصاص على الشرطة وعلى المتجمهرين، وبين من نفى ذلك.

ونقلت مصادر إعلامية تونسية عن مسؤولين محليين في منطقة مساكن التونسية أن محمد سلمان لحويّج لم يزر مدينته منذ أربع سنوات، وأن والديه مقيمان في فرنسا منذ زمن طويل ويشتغلان في تجارة الزيت المستورد.

وبينما أوضحت وسائل إعلام فرنسية أن لحويّج بوهلال فرنسي من أصول تونسية، ذكرت مصادر أخرى أنه لا يحمل الجنسية الفرنسية، بل يحمل إقامة لمدة عشر سنوات، وقال مراسل الجزيرة في باريس نور الدين بوزيان إن كون المهاجم مقيما فقط قد يخفف الانتقادات الموجهة للفرنسيين من أصول عربية، ويسحب البساط من تحت اليمين المتطرف الفرنسي الذي يتهم السلطات عادة بأنها فتحت أبوابها للأجانب.

بينما أعلنت مصادر الشرطة الفرنسية أن لحويّج صاحب سجل جنائي "عادي"، حيث سبق أن اتهم في حوادث عنف، لكن لم يكن له ملف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب.

كما ذكرت صحف فرنسية أنه عرف عن لحويّج تورطه في "حوادث انحراف"، فسبق أن ارتطمت شاحنته بعدد من السيارات عندما كان مخمورا، وحكم عليه في إحدى القضايا بالسجن ثلاثة أشهر غير نافذة، بينما أكد بعض جيرانه أنه لم يكن متدينا.

وعرف لحويّج بكونه شخصا "منطويا" و"صامتا"، وحذرت وسائل إعلام فرنسية من أن تكون الوسيلة التي استخدمها المهاجم نقلة جديدة تثبت استجابة "الذئاب المنفردة" لنداء تنظيم الدولة الإسلامية التي طالب قادتها من أسموهم "جنود الخليفة" باستخدام أي وسيلة لإلحاق الأذى بالآخرين.

ووقع هذا الهجوم بعد أيام قليلة من استخدم عبد الله العروسي سكينا لقتل رجل شرطة وشريكته في إحدى ضواحي باريس، مما يزيد مهام الأمن الفرنسي تعقيدا.

وأثار تمكّن لحويّج بوهلال من قيادة شاحنته لنحو كيلومترين وقتل كل هذا العدد من الناس انتقادات لاذعة لأجهزة الأمن الفرنسية، حيث انتقد شهود عيان ووسائل إعلام الطريقة التي تعامل بها الأمن مع الواقعة، وتساءلوا كيف يمكن لشاحنة تزن 19 طنا من السير في منطقة ممنوع فيها سير العربات أصلا، فضلا عن أن الشاحنات الثقيلة ممنوعة من السير وسط مدينة نيس نفسها.

ثم إن تمكن بوهلال من تجاوز الحواجز الأمنية وقيادة شاحنته بسهولة وسرعة على الرصيف متسببا في خسارة بشرية فادحة يطرح علامات استفهام حول جدوى وجود تلك الحواجز وطريقة وضعها. 

وأظهرت صور بثتها وكالات الأنباء اللحظات الأولى للهجوم الذي نفذه بوهلال، كما تظهر المشاهد مطاردة الشرطة له قبل أن تقتله، وتعكف سلطات التحقيق على معرفة إذا كان المنفذ تصرف بمفرده أم لديه شركاء.

وأعلنت فرنسا في اليوم التالي لتنفيذ الهجوم حدادا عاما ثلاثة أيام، وسارع الرئيس فرانسوا هولاند إلى إعلان تمديد حالة الطوارئ في فرنسا ثلاثة أشهر أخرى، حيث كان يفترض أن تنتهي أواخر يوليو/تموز 2016.

كما أعلن استدعاء عشرة آلاف عنصر من الاحتياط ضمن خطة مواجهة هجوم مدينة نيس.

أما رئيس الحكومة مانويل فالس فقال إن مدينة نيس تعرضت "لهجوم إرهابي" في اليوم الوطني، و"البلاد الآن في حداد"، بينما أشار وزير الداخلية برنار كازنوف إلى أن ما سماه "التهديد الإرهابي" ما يزال قائما في فرنسا، وأنهم يخوضون حربا ضده.

الوفاة
قتل محمد سلمان لحويّج بوهلال مساء 14 يوليو/تموز 2016 في اشتباك مع الشرطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية