ديديي ديشامب.. الباحث عن أمجاد فرنسا الكروية

Head coach Didier Dechamps of France reacts during the international friendly soccer match between France and Scotland at the Saint-Symphorien stadium in Metz, France, 04 June 2016.

ديديي ديشامب لاعب كرة قدم محترف فرنسي سابق ومدرب، اشتهر قائدا لمنتخب "الديوك" الفرنسي الذي توج بكأس العالم عام 1998، يواجه تحدي الفوز ببطولة أمم أوروبا المنظمة ببلاده خاصة بعد اتهامه بالعنصرية عقب استبعاده لاعبين من أصل عربي عن المنتخب، بينهم كريم بنزيمة،أحد أبرز نجوم فرنسا وفريق ريال مدريد الإسباني.

المولد والنشأة
ولد ديديي ديشامب (Didier Deschamps) يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 1968 في مدينة بايون، وهو ينحدر من منطقة الباسك. بدأ بممارسة الكرة المستطيلة (الريكبي) وألعاب القوى، قبل أن يختار كرة القدم ويلتحق بصغار نادي "أفيرون بايوني"، ثم ولج بعد ذلك مدرسة التكوين الخاصة بنادي "نانت" عام 1983، ثم ما لبث أن انضم إلى الفريق الأول للنادي عام 1985.

التجربة الرياضية
انطلقت مسيرة احتراف ديديي ديشامب من خلال اللعب لنادي "نانت" لأربعة مواسم في 199 مباراة، سجل خلالها ستة أهداف، ليلتحق بعد ذلك بنادي"أولمبيك مارسيليا" عام 1990 ويلعب له موسما واحدا 25 مباراة، سجل فيها أربعة أهداف، ثم أعير لموسم واحد إلى نادي "بوردو" الفرنسي، قبل أن يعود لاحقا إلى "أولمبيك مارسيليا"، ويستمر معه ثلاثة مواسم، لعب خلالها 122 مباراة سجل فيها خمسة أهداف، وتولى شارة الفريق للعديد من الألقاب المحلية والأوروبية.

اختار ديشامب عام 1994 الاحتراف خارج فرنسا فكانت له تجربة مميزة في نادي "يوفنتوس" الإيطالي استمرت خمسة أعوام، لعب خلالها 188 مباراة سجل خلالها أربعة أهداف، ثم التحق بصفوف نادي "تشلسي" الإنجليزي لمدة موسم واحد قبل أن ينهي مشواره الكروي عام 2001 مع نادي بلنسية الإسباني.

التحق ديشامب بصفوف المنتخب الفرنسي لأول مرة عام 1989 أثناء إشراف ميشيل بلاتيني على إدارته التقنية، وذلك في مباراة ضد يوغوسلافيا، ثم اختير قائدا له عام 1996 في مباراة ودية ضد ألمانيا، ليشارك معه لاحقا في بطولة أمم أوروبا 1996 بإنجلترا، ثم توج بلقب كأس العالم التي نظمت ببلاده عام 1998، وأيضا بطولة أمم أوروبا عام 2000 التي نظمت بهولندا وبلجيكا، قبل أن يعلن اعتزاله اللعب يوم 2 سبتمبر/أيلول 2000، بعد أن بلغت مشاركاته 104 مباريات دولية سجل فيها أربعة أهداف، وحمل شارة قيادة المنتخب 52 مرة.

دخل ديشامب عالم التدريب من بوابة نادي "موناكو" الفرنسي عام 2001، ونجح معه لأربع أعوام في بناء فريق قوي، لعب على عدة واجهات محلية وأوروبية، توج معه عام 2003 بلقب كأس فرنسا، وبلغ لأول مرة في تاريخ النادي عام 2004 المباراة النهائية لرابطة أبطال أوروبا، التي خسرها أمام نادي "بورتو" البرتغالي.

وفي موسم 2006 تولى ديشامب تدريب نادي "يوفنتوس"الإيطالي، الذي كان يمر بأزمة خطيرة، بعدما قرر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إنزاله إلى دوري الدرجة الثانية بسبب تهم شراء مباريات، ما أدى إلى هجرة جماعية لأفضل لاعبيه، لكن ديشامب تمكن من كسب التحدي والصعود به مجددا إلى دوري الكبار.

والتحق ديشامب ابتداء من موسم 2009 بنادي أولمبيك مارسيليا حيث أعاده إلى سكة الألقاب بعد سنوات عجاف، حتى تعيينه يوم ثامن يوليو/تموز 2012 مدربا للمنتخب الفرنسي، حيث أشرف عليه خلال مشاركته في مونديال البرازيل 2014، وبلغ معه الدور ربع النهائي، الذي خرج منه بعد خسارته أمام ألمانيا.

توج ديشامب بالعديد من الألقاب سواء كلاعب أو مدرب، أبرزها فوزه بلقبي كأس العالم عام 1998، وكأس أمم أوروبا عام 2000 مع منتخب بلاده، كما نال لقب دوري أبطال أوروبا مرتين، الأول مع أولمبيك مارسيليا عام 1993، وأيضا رفقة يوفنتوس عام 1996، وكذا كأس السوبر الأوروبية، وكأس القارات للأندية عام 1996 مع نفس النادي.

وكان قد توج قبل ذلك بلقب الدوري الفرنسي عامي 1990 و1992، والدوري الإيطالي أعوام 1995 و1997 و1998، وكأس إيطاليا عام 1995، وكأس إنجلترا عام 2000.

وحصل ديشامب كمدرب مع نادي أولمبيك مارسيليا على لقب بطل الدوري الفرنسي عام 2010، ولقب كأس فرنسا مع نادي موناكو عام 2003، ونفس اللقب مع نادي مارسيليا أعوام 2010 و2011 و2012.

لعب ديشامب في مركز الوسط الدفاعي، وقام بدور الربط بين خطي الدفاع والهجوم حيث تميز في دورالسقاء "porteur d’eau " بلغة متتبعي كرة القدم، ما جعله عنصرا محوريا في خطط الفرق التي لعب لفائدتها وأكسبه تجربة تنظيم اللعب.

وعرف أيضا بشخصيته القيادية لاعبا ومدربا، وبانضباطه داخل وخارج الميدان، ما منحه سمعة جيدة داخل الوسط الرياضي داخل وخارج فرنسا، وساهم في نجاحه كمدرب.

الجوائز والأوسمة
اختير ديشامب أحسن لاعب بفرنسا عام 1996، وأفضل مدرب عامي 2003 و2011، وحصل على وسام الشرف من الجمهورية الفرنسية، وصنفه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 2004 ضمن أحسن 125 من اللاعبين الذين مازالوا على قيد الحياة في كل الأزمنة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية