إدوارد تيلر.. الأعرج الذي فجر القنبلة الهيدروجينية

Edward Teller

إدوارد تيلر، عالم يهودي من أصل مجري، درس الفيزياء بجامعات ألمانيا، وانتقل للولايات المتحدة حيث ساهم في صناعة سلاحها النووي وقاد الفريق الذي اخترع القنبلة الهيدروجينية مطلع خمسينيات القرن الماضي.

المولد والنشأة
ولد إدوارد تيلر يوم 15 يناير/كانون الثاني 1908 في العاصمة المجرية بودابست لعائلة يهودية. وقد عايش في فترة طفولته وشبابه أجواء الاضطرابات في الحرب العالمية الأولى.

قضى مرحلة مهمة من شبابه في ألمانيا، وتعرض لحادث سير مؤلم أدى لبتر قدمه اليمنى واستبدالها بأخرى صناعية، وقد ظل أعرج حتى فارق الحياة.

الدراسة والتكوين
تلقى مراحل تعليمه الأولى في موطنه الأصلي المجر، وقد كان موهوبا في الرياضيات وبرزت قدراته العلمية في سن مبكرة من طفولته.

عام 1926 حصل على منحة للدراسة الجامعية في ألمانيا. ومنها حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة كارلسروه بجنوب ألمانيا.

وعام 1930 نال الدكتوراه في العلوم الفيزيائية من جامعة لايبزيغ شرقي ألمانيا والتي تعتبر أعرق جامعة في البلاد. وقد حصل على الدكتوراه تحت إشراف الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء فيرنر هاينزبرغ.

الوظائف والمسؤوليات
عمل بجامعة غوتينغن بولاية سكسونيا السفلى بشمال ألمانيا، ودرّس في جامعات ومعاهد أميركية مرموقة، وتولى المسؤولية عن تطوير واختراع أكثر الأسلحة فتكا على مدى التاريخ.

التجربة العلمية
أثناء دراسته في ألمانيا، تقدم بأبحاث كانت محل إعجاب علماء الفيزياء. وبعد الحصول على درجات علمية رفيعة والعمل الأكاديمي لبعض الوقت رحل من ألمانيا عام 1934 بمساعدة من لجنة إنقاذ اليهود إبان صعود النظام النازي. وقد غادر حينها إلى المملكة المتحدة، ثم إلى كوبنهاغن حيث عمل هناك لمدة سنة.

وعام 1935 تلقى عرضا للعمل في الولايات المتحدة حيث عمل أستاذا للفيزياء بجامعة جورج واشنطن. وأسهم حينها في تطوير مجالات الطاقة والذرة والفيزياء النووية. وعام 1941 حصل على الجنسية الأميركية.

وإلى جانب جامعة جورج واشنطن، عمل أستاذا في عدة جامعات ومعاهد أميركية مرموقة.

وفي الفترة من عامي 1943 و1946، عمل ضمن مشروع مانهاتن في لوس ألاموس الذي أدى إلى صنع القنبلة النووية.

لكن أهم إنجازات إدوارد تيلر في نظر الأميركيين والعالم كان قيادته للفريق الذي أنتج القنبلة الهيدروجينية، والتي أعلن عنها في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1952 حيث أجريت عليها تجربة ناجحة في جزر مارشال بالمحيط الهادئ لتبدأ مرحلة أخرى من السلاح النووي الأكثر فتكا وقدرة على التدمير.

وقد أدى نجاح هذا التجربة لشعور الغرب بالتفوق على الاتحاد السوفياتي. لكن الأخير لم يتأخر كثيرا فقد نجح في تفجير قنبلة نووية يوم 12 أغسطس/آب 1953.

ويعتبر تيلر عملاق الفيزياء في القرن العشرين، وأحد المسؤولين التقنيين الأكثر تأثيرا في مجال التسليح في الولايات المتحدة والغرب.

وبالرغم من إعاقته، ظل تيلر قويا من الناحية الجسدية فقد كان لاعبا ممتازا في تنس الطاولة وعازفا قديرا للموسيقى.

الأوسمة والجوائز
حصل على العديد من الجوائز المرموقة منها: جائزة ألبرت أينشتاين عام 1958، وجائزة إنيركو فيرمي عام 1996، والميدالية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عام 1982.

وعام 2003 حصل على الميدالية الرئاسية للحرية وهي أرفع وسام بالولايات المتحدة، لكنه لم يتمكن من حضور الاحتفال الذي نظم في واشنطن بحضور الرئيس جورج بوش الابن، وقد تسلمتها ابنته نيابة عنه.

الوفاة
يوم 9 سبتمبر/أيلول 2003  توفي تيلر في منزله بستانفورد في كاليفورنيا نتيجة أزمة قلبية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية