أبو عمر الشيشاني.. "وزير الحرب" بتنظيم الدولة

This image made from undated video posted during the weekend of June 28, 2014 on a social media account frequently used for communications by the Islamic State, which has been verified and is consistent with other AP reporting, shows Omar al-Shishani standing next to the group's spokesman among a group of fighters as they declare the elimination of the border between Iraq and Syria. In the Pankisi, the mountainous region of northeastern Georgia where he was born in 1986, the ginger-bearded commander is a hero and a role model. Following the path he blazed, as many as 200 of his young countrymen have left their villages. (Militant social media account via AP)

مقاتل جورجي شارك في حرب بلاده مع روسيا حول إقليم أبخازيا عام 2008؛ اعتنق الإسلام وتوجه إلى سوريا عام 2012 فأصبح أحد أهم القيادات العسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية هناك، وأبرز المطلوبين للولايات المتحدة التي اعتبرته "وزير الحرب الفعلي في التنظيم". أعلن تنظيم الدولة مقتل الشيشاني في يوليو/تموز 2016 خلال معارك في العراق.

المولد والنشأة
ولد الشيشاني واسمه الحقيقي طرخان تيمورازوفيتش باتيرشفيلي عام 1968 في قرية بيركياني، إحدى القرى الست الواقعة في ممرات وادي بانكيسي شمال شرقي جورجيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي آنذاك.

والد الشيشاني هو تيمورازوفيتش باتيرشفيلي مسيحي الديانة، أما أمه ليلى أخيشفيلي فهي مسلمة، والوادي الذي ولد في أحد قراه صغير المساحة لا يتجاوز عدد سكانه 15 ألف نسمة.

سكنت قراه شعوب الكيست المنحدرة من الشيشان والتي هاجرت إلى جورجيا في القرن التاسع عشر، وتغلب على مسلميها النزعة الصوفية.

ذاعت شهرة الوادي منذ بداية الحرب الروسية الشيشانية (1994-1996) عندما أصبح ملاذاً للمقاتلين الشيشان وملجأً لأكثر من عشرة آلاف لاجئ، إلى أن تمكنت عام 2004 الحكومة الجورجية الموالية للغرب في ظل حكم الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي بمساعدة الولايات المتحدة، من طرد المقاتلين الشيشانيين من أراضيها.

الدراسة والتكوين
لا يعرف عن الشيشاني أية معلومات بشأن مساره التعليمي أو الدراسي.

الوظائف والمسؤوليات
أدى الشيشاني الخدمة الإلزامية في الجيش الجورجي خلال 2006-2007. وبعد أن أنهى خدمته انضم في بدايات عام 2008 إلى الجيش الجورجي رقيبا في كتيبة الرماة.

يعدّ الشيشاني من المحاربين سابقا في الحرب الروسية الجورجية حول إقليم أبخازيا، فتدرب على أيدي ضباط من الولايات المتحدة ورُقِّي الى رتبة رقيب بعد تلك الحرب. عمل مدة مع وحدة النخبة في الاستخبارات الجورجية التي تدعى "سبيتزناز"، ثم التحق بتنظيم الدولة الإسلامية وتولى فيه مناصب عسكرية قيادية.

التجربة القتالية
أصيب الشيشاني بمرض السل وسُرح من الخدمة العسكرية في بلاده لهذا السبب. ثم سُجن بتهمة شراء وتخزين السلاح لفائدة المقاتلين الشيشان. أطلق سراحه بعد أن أمضى 16 شهرا فقط من مدة عقوبته (ثلاث سنوات) بسبب تدهور حالته الصحية، فخرج في منتصف عام 2012 من السجن ليجد أن أمه ماتت بالسرطان.

تحدث عنه والده قائلا: "عندما شفي طرخان كان مستعداً للالتحاق مجدداً بالجيش فقد وعدوه بعمل لكنهم لم يفوا مطلقاً بوعدهم، والمدة التي أمضاها في السجن غيَّرته فاعتنق الإسلام وقبل ذلك لم يكن متديناً. وذات يوم قال لي: أبي هذه البلاد لم تعد في حاجة إلي".

غادر الشيشاني جورجيا عام 2012 متوجها إلى إسطنبول، ومنها دخل لاحقا إلى سوريا، وبمجرد وصول الشيشاني إليها أصبح قائدا لكتيبة من المقاتلين الأجانب تعرف بـ"كتيبة المهاجرين". 

قرر الشيشاني الانضمام للدولة الإسلامية، وفي 2013 بايع زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي الذي عينه فيما بعد قائداً لقوات التنظيم شمالي سوريا (خصوصا محافظات حلب والرقة واللاذقية وشمالي إدلب)، ليصبح فيما بعد قائدا برتبة "أمير" على شمال سوريا متخذاً من محافظة حلب مقراً له.

حظي الشيشاني بمكانة رفيعة داخل تنظيم الدولة، وتفيد المعطيات المتوفرة بأنه كان مقربا من البغدادي الذي قال أنصاره إنه كان يعتمد بشدة على الشيشاني المعروف بـ"صاحب اللحية الحمراء".

شغل الشيشاني مركز قائد لـ"مجلس شورى المجاهدين" في مدينة الرقة عام 2014، وأشرف على سجن الطبقة القريب منها والذي يُتوقع أن التنظيم احتفظ فيه خلال تلك الفترة بعدد من الرهائن الأجانب.

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الشيشاني اشتهر باعتباره "القائد العسكري" لتنظيم الدولة الإسلامية في مقطع فيديو نشره التنظيم في 2014، ووصف فيها أميركا بأنها "عدوة الله وعدوة الإسلام".

وفي 24 سبتمبر/أيلول من نفس العام، أدرجت واشنطن اسم الشيشاني في قائمتها لـ"الإرهاب الدولي" وخصصت خمسة ملايين دولار للعثور عليه، وذلك ضمن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الذي يكافئ من يدلي بمعلومات عن "الإرهابيين" أو يساعد في القبض عليهم.

شهدت مدينة الشدادي السورية في فبراير/شباط 2016 معارك عنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسيطر عليها و"قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب الكردية" أهم فصائلها المقاتلة، وأطلقت الأخيرة حملة عسكرية أسمتها "غضب الخابور" مدعومة بطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، فأرسل تنظيم الدولة "الشيشاني" إلى هناك لتعزيز مقاتليه. 

في يوم 9 مارس/آذار 2016، أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون أن الشيشاني "ربما قتل في ضربة جوية" نفذها في الرابع من الشهر نفسه التحالف قرب الشدادي، وأدت أيضا إلى مقتل 12 مجندا كانوا بصحبته.

في المقابل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الشيشاني أصيب بجروح خطيرة في غارة جوية أميركية استهدفته شمال شرق سوريا، نافيا مقتله.

الوفاة
أعلن تنظيم الدولة يوم 13 يوليو/تموز 2016 مقتل الشيشاني خلال معارك بمدينة الشرقاط العراقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات