غارلاند.. القاضي التاسع بالمحكمة العليا الأميركية

Appeals Court Judge Merrick Garland speaks in the Rose Garden of the White House after being nominated by President Barack Obama (not pictured) to the U.S. Supreme Court in Washington March 16, 2016. REUTERS/Kevin Lamarque

قاض أميركي حظي باحترام الطبقة السياسية من الجمهوريين والديمقراطيين -رغم قربه من الديمقراطيين- بفضل أدائه المهني ودعم الرئيس الأميركي باراك أوباما له. عُين يوم 16 مارس/آذار 2016 عضوا في المحكمة العليا الأميركية، لكن ذلك خلق جدلا سياسيا بالبلاد.

المولد والنشأة
ولد ميريك بريان غارلاند يوم 13 نوفمبر/تشرين ثاني 1952 في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية لأسرة يهودية، فنشأ وتربي على القيم اليهودية المحافظة أسوة بأجداده الذين هاجروا من إحدى مناطق الإمبراطورية الروسية إلى الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين. وهو متزوج وله بنتان.

الدراسة والتكوين
تابع ميريك غارلاند دراسته الابتدائية في مدارس عمومية، والتحق في المرحلة الثانوية بمدرسة "نايلز ويست هاي سكول" بضاحية "سكوكي" شمال شيكاغو حيث عُرف بتفوقه، ثم حصل لاحقا على منحة للدراسة في كلية القانون بجامعة هارفارد عام 1974، وتخرج بالمرتبة الأولى ضمن دفعته عام 1977، وعمل خلال تلك الفترة محررا في "مجلة القانون" بالجامعة.

التوجه الفكري
عرف ميريك غارلاند خلال مسيرته المهنية في المحاكم بأنه ليبيرالي معتدل، مع تأييده للادعاء العام في القضايا الجنائية إلى درجة أن مواقفه في مجال القانون الجنائي توصف بأنها أكثر محافظة من العديد من القضاة المحافظين.

التجربة المهنية
بدأ ميريك غارلاند حياته المهنية مساعدا لقاضيين شهيرين، هما المحافظ هنري فراندلي في محكمة الاستئناف الفدرالية بنيويورك، والليبرالي وليام بيرنان بالمحكمة العليا الأميركية في واشنطن دي سي 1978 و1979، ثم عمل خلال 1979-1981 مساعدا خاصا للمدعي العام بنجامين سيفيليتي.

التحق بإحدى شركات الاستشارات القانونية لمدة أربع سنوات موازاة مع تدريسه بكلية القانون بجامعة هارفارد.

عاد غارلاند عام 1989 إلى العمل في المحاكم فالتحق بمكتب المدعي العام بواشنطن دي سي، ثم اشتغل عام 1993 بقسم الجرائم التابع لوزارة العدل الأميركية كنائب مساعد المدعية العامة جيمي غورليك التي قالت عنه "إنه أظهر نفسه محاميا لامعا، لديه أحكام جيدة وبدون أية أجندة سياسية".

وتولى لاحقا متابعة قضية تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995، وتفجير الألعاب الأولمبية بأتلانتا عام 1996، والقضية الأخيرة شكلت محطة رئيسية في مسيرته المهنية حيث قام بتمثيل وزارة العدل للإشراف على محاكمة المتهمين في تلك القضايا.

وذكرت غورليك حينها أن القاضي غارلاند أصر على إرساله إلى مكان حادث تفجير أوكلاهوما سيتي، مضيفة أنه "كان يعمل بلا كلل على مدار الساعة ولا تشوبه شائبة".

تولى عام 1997 منصب قاض في محكمة الاستئناف بدائرة مقاطعة كولومبيا، ثم أصبح رئيس قضاة المحكمة عام 2013، ورشح مرتين لمنصب قاض في المحكمة العليا عاميْ 2009 و2010.

اشتهر غارلاند أيضا بالقدرة على الإقناع مما مكنه من استقطاب قضاة محافظين إلى جانبه في قضايا متعددة تراوحت بين البيئة والأمن القومي، من بينها قضية معتقلين صينيين من قومية الإيغور في غوانتانامو بكوبا، إذ استطاع إقناع قاضيين محافظين بأن مطالبة إدارة الرئيس جورج بوش الابن باعتبارهم "مقاتلين" لا تستند إلى أدلة.

وصفه أوباما بأنه "يمتلك عقلا مستقلا، وأوراق اعتماد غير قابلة للطعن، وإتقانا للقانون غير قابل للشك".

وبعد سلسلة مفاوضات سرية، عين الرئيس أوباما القاضي غارلاند عضوا بالمحكمة العليا في 16 مارس/آذار 2016 ليكون القاضي التاسع فيها. ووفقا للدستور الأميركي، فإن الرئيس يختار القضاة التسعة لأعلى هيئة قضائية في البلاد.

أثار قرار تعيين غارلاند جدلا سياسيا وقانونيا بشأن مدى أحقية أوباما في تعيينه قبل أشهر فقط من انتهاء ولايته الرئاسية، رغم أن غارلاند كان يحظى قبل ذلك بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

ورد الرئيس أوباما على ذلك بقوله إن "غارلاند مؤهل لهذا المنصب، ويحتاج فقط إلى جلسة استماع عادلة ومن ثم التصويت له بنعم أو لا".

وفي المقابل أعلنت مجموعات ضغط محافظة من بينها "شبكة الأزمة القضائية" عن تخصيص مبلغ مليونيْ دولار لبث إعلانات دعائية تعارض تعيين غارلاند، متهمة إياه بأنه سينفذ "أولويات ليبرالية متشددة".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات