هادي العامري.. "جنرال" إيران في العراق

Hadi al-Ameri, the leader of Iraq's Badr Brigade, a Shi'ite militia, speaks during an interview in Baghdad in this June 28, 2005 file photo. To match Special Report MIDEAST-CRISIS/MILITIAS REUTERS/Faleh Kheiber/Files (IRAQ - Tags: HEADSHOT POLITICS CIVIL UNREST MILITARY)

هادي العامري هو رئيس منظمة بدر العراقية، تولى وزارة النقل في عهد نوري المالكي، وقاتل إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في عهد نظام صدام حسين. اتهم بالإشراف على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق أبناء السنة.

المولد والنشأة
ولد هادي فرحان العامري عام 1954 بمحافظة ديالى (شرق العاصمة بغداد).

نشأ العامري وترعرع في بيئة محافظة، وانتمى إلى الحركة الإسلامية الشيعية في العراق في مقتبل عمره، وكان من أتباع المرجع الديني محمد باقر الصدر (مؤسس حزب الدعوة الإسلامي) صاحب فتوى تحريم الانتماء إلى حزب البعث، وأعدمه نظام صدام في ثمانينيات القرن العشرين.

والعامري متزوج من إيرانية ولديه ثلاثة أولاد وبنت واحدة، ويحمل الجنسية الإيرانية بالإضافة إلى العراقية.

الدراسة والتكوين
حصل العامري على البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من جامعة بغداد عام 1974، وعمل في وزارة التربية تحت عنوان (مساعد باحث).

التجربة السياسية
ترك هادي العامري الوظيفة والتحق بصفوف المسلحين الأكراد في شمال العراق الذين اتخذوا من أراضي إقليم كردستان مستقرا لهم وبقي هناك لمدة سنتين، قبل أن يغادر البلاد إلى سوريا بعد إعدام الصدر، ومن هناك توجه إلى إيران وأسهم مع محمد باقر الحكيم في تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عام 1982 برعاية من النظام الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية.

وكان اسمه الحركي إبان هذه الفترة، أبو حسن العامري، والحاج هادي.

شارك العامري في تأسيس فيلق 9 بدر بوصفه الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وقاد عمليات مسلحة في جنوب العراق وتحديداً في منطقة الأهوار، وتمكن من تولي مناصب عديدة إثر الخلاف الذي اندلع بين محمد باقر الحكيم وقيادي شيعي بارز آخر يدعى أبو علي البصري (المسؤول الأمني للمنطقة الخضراء والمدعوم من رئيس الحكومة السابق المالكي)، قبل أن يتمكن الحكيم من عزل البصري ليصبح شخص آخر هو أبو مهدي المهندس الرجل الأول في الفيلق.

وأبو مهدي هو أحد أبرز قادة المليشيات نفوذاً في العراق ومقرب من إيران ومن قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وقد قاد المجموعة المتهمة بمحاولة اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1985.

شارك العامري في المعارك إلى جانب القوات الإيرانية ضد القوات العراقية خلال حرب الخليج الأولى. 

تولى عملية التحقيق مع الجنود الأسرى العراقيين خلال الحرب، واتهم بتعذيب وتصفية أعداد منهم خاصة الذين رفضوا الانضمام إلى ما سمي حينها بـ"قوات التوابين"، والمقصود بهذه التسمية الجنود الذين أعلنوا "التوبة" من نظام صدام حسين، وقبلوا التعاون مع منظمة بدر والسلطات الإيرانية واختاروا عدم العودة إلى العراق.

عمل العامري تحت لقب "معاون مسؤول قوات الإمام الخميني" التي نفذت العديد من العمليات داخل الأراضي العراقية عبر مقار سرية، ثم أصبح رئيسا لأركان فيلق بدر، فمعاونا لقائد الفيلق، وأخيرا قائدا للفيلق بعد "انتفاضة" عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية في مدن جنوب العراق.

بعد سقوط نظام صدام عاد العامري إلى العراق بمعية أعداد كبيرة من المجاميع المسلحة المعارضة، وقد تم تغيير اسم التشكيل المسلح من "فيلق بدر" إلى "منظمة بدر"، لتساهم كجهة سياسية غير مسلحة في إعادة تشكيل المؤسسات الحكومية والأمنية منها على وجه التحديد، وذلك بعد دمجها في المؤسسة الأمنية بعد قرار الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بحل كافة المليشيات عام 2004.

وبذلك سيطرت منظمة بدر على العديد من المفاصل المهمة في الدولة، وأسهمت في عمليات التصفية التي استهدفت قادة الجيش السابق وأعضاء حزب البعث، فضلا عن اغتيال العديد من الكوادر الأكاديمية والعلمية في البلاد، في واحدة من أبشع الفترات التي مر بها العراق بعد احتلاله من قبل الأميركيين عام 2003.

أشرف العامري على بعض المعتقلات السرية وأشهرها معتقل ملجأ الجادرية الذي دهمته قوة أميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، فوجدت فيه نحو مئتيْ معتقل سني تعرضوا لشتى أنواع التعذيب. ويعد هذا المعتقل أحد السجون السرية التابعة لوزارة الداخلية التي كان يتولاها آنذاك بيان جبر صولاغ الذي يعد من أبرز قادة المجلس الإسلامي الأعلى.

رشح العامري نفسه للانتخابات البرلمانية وأصبح عضوا في مجلس النواب لأكثر من دورة، ورئيسا للجنة الأمن والدفاع فيه، ومن ثم وزيرا للنقل خلال ولاية المالكي.

ثم ما لبث أن انضم إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي خلال انتخابات عام 2014 بعد انفصاله عن المجلس الإسلامي الأعلى (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية)، وفاز بـ22 مقعدا عن كتلة بدر النيابية، وسعى لتولي حقيبة وزارة الداخلية إلا أن الضغوط الأميركية ورفض بعض الأطراف السياسية السنية توليه هذا المنصب، أفضت إلى تولي نائبه محمد الغبان (أحد أبرز قادة المليشيات) هذا المنصب.

اشتهر العامري بعلاقة الصداقة الوثيقة التي تربطه بقائد فيلق القدس قاسم سليماني، وتعود إلى أيام محاربتهما ضمن صفوف الجيش الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

عُين العامري مسؤولا عن القضايا العسكرية في محافظة ديالى لأهميتها وقربها من إيران، وهو أمر فسح المجال أمام المليشيات لكي تحكم سيطرتها على المدينة، وتنفذ أعمال عنف وتطهير طائفي غير مسبوق.

يعد العامري أحد أهم قادة فصائل الحشد الشعبي التي تشكلت بعد فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، لتعبئة القوى الشيعية من أجل التصدي لتمدد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر خلال أيام على عدد من المدن العراقية ذات الغالبية السنية صيف عام 2014 في مقدمتها مدينة الموصل.

وقد اتهـِمت قوات العامري بارتكاب انتهاكات حقوقية واسعة بحق أهل السنة في المناطق التي دخلتها، شملت عمايات قتل وتعذيب وتشريد وتدمير ممتلكات على أساس طائفي.

وإبان توليه وزارة النقل عام 2014، تسبب نجله في أزمة كبيرة إثر منعه طائرة لبنانية من الهبوط في مطار بغداد الدولي لعدم نقلها إياه بعد تأخره عن موعد إقلاع الطائرة.

وفي أواخر مايو/أيار 2016، شارك العامري في قيادة العملية العسكرية التي شنتها قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات إيرانية بالإضافة إلى طيران التحالف الدولي ضد مدينة الفلوجة.

وظهر العامري متحدثا للتلفزيون الرسمي من موقع العمليات وهو يرتدي الملابس العسكرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات