عمر النايف.. شهيد السفارة الفلسطينية ببلغاريا

أفادت مصادر رسمية فلسطينية إن الأسير السابق عمر النايف عثر عليه مقتولا داخل سيارة في السفارة الفلسطينية في بلغاريا

عمر النايف فلسطيني من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقله الاحتلال في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي، غير أنه نجح في الهرب عام 1990، حيث عاش في بلغاريا لأكثر من عقدين قبل أن يلقى حتفه بالسفارة الفلسطينية عام 2016 في ظروف غامضة.

المولد والنشأة
أبصر عمر النايف النور بمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة عام 1963. 

التجربة النضالية
انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصار من قياداتها.

اتهمت إسرائيل عمر النايف بقتل مستوطن في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، فقبض عام 1986 ومعه شقيقه حمزة وصديقهما سامر المحروم.

حكم على الثلاثة بالسجن المؤبد، وظل عمر النايف يعاني في الأسر من تعذيب مستمر حتى 21 مايو/أيار 1990، حيث خاض إضرابا عن الطعام لنحو أربعين يوما نقل على أثره إلى المستشفى، حيث تمكن من الهروب من داخله والخروج من الأراضي المحتلة.

ذكرت تقارير إعلامية أن عمر النايف وصل إلى بلغاريا عام 1995، وعاش حياة عادية وتزوج وأنجب ثلاثة أطفال كلهم يحملون الجنسية البلغارية، غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت تطالب باعتقاله وتسليمه إليها بدعوى وجود اتفاقيات جنائية بين الاحتلال والاتحاد الأوروبي تتضمن تسليم مطلوبين.

فقد وضعت النيابة العسكرية الإسرائيلية منتصف ديسمبر/كانون الأول 2015 طلبا لدى وزارة العدل البلغارية بتسليم النايف، ومباشرة بعد ذلك طالبت النيابة البلغارية بوضع المواطن الفلسطيني رهن الاعتقال لحين اتخاذ قرار بشأن تسليمه.

وقد دفع هذا النايفَ إلى اللجوء إلى السفارة الفلسطينية ببلغاريا، خاصة بعدما تلقى تهديدات بالقتل. وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السفارة من الإقدام على تسليم النايف، وقالت في بيان لها "إن عمر لجأ للسفارة الفلسطينية باعتبارها الموقع الطبيعي والوحيد الذي يمكن أن يوفر له ولكل فلسطيني وفلسطينية الحماية القانونية والسياسية".

الوفاة
أعلن عن مقتل عمر النايف يوم الجمعة 26 فبراير/شباط 2016 داخل السفارة الفلسطينية ببلغاريا، وقالت مصادر فلسطينية إن عملية الاغتيال تحمل بصمات الموساد الإسرائيلي.

وذكرت مصادر رسمية فلسطينية أن جثة النايف عثر عليها بحديقة السفارة وليس داخلها، فيما قال السفير الفلسطيني في بلغاريا إنه عُثر على النايف مصابا داخل سيارة وفارق الحياة بعدما نقل إلى المستشفى.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن السفير الفلسطيني أن تحقيقا عاجلا فتح لكشف تفاصيل عملية اغتيال النايف، وأوضح أن أربعين شخصية أمنية بلغارية تحقق في الواقعة.

وأكد السفير أن جثة الضحية لا يوجد عليها أي أثر للرصاص، وأن التحقيق سيكشف تفاصيل ما جرى بالضبط.

وبادرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لاتهام الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء عملية الاغتيال، بينما قالت عائلة النايف إنه ألقي به من الطابق السادس بمبنى السفارة الفلسطينية في بلغاريا.

وعقب ورود عملية الاغتيال، أعلنت السلطة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق، حيث أمر الرئيس محمود عباس بتوجهها مباشرة إلى بلغاريا للمساهمة في كشف تفاصيل الحادثة.

وذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أن الاغتيال وقع بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف برفقه وزير الخارجية دانييل ميتوف إلى إسرائيل تلبية لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما التقى بوريسوف رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله خلال الزيارة نفسها يوم 24 فبراير/شباط 2016.

ووري النايف الثرى يوم الجمعة 10 يونيو/حزيران 2016 في صوفيا، وكشف أول تقرير طبي بلغاري أعده خبراء جنائيون والطب الشرعي، أنه "توفي على الأرجح بعد أن رمى بنفسه من عل" على حد تعبير التقرير.

بينما أعلنت مصادر موقع "السلطة والمجتمع" أن خلاصة ونتائج التقرير الطبي تشير إلى أن "نايف توفي نتيجة للسقوط من أعلى، وهو ما أدّى لإصابات تسببت في فقدانه كمية كبيرة من الدم، ولأنّه بقي على الأرض لفترة زمنية فقد تعرّض لتخثر الدم". 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية