صفية فيروزي.. من خيمة اللجوء إلى قمرة القيادة

الموسوعة - صفية فيروزي.. ثاني أفغانية تنضم لسلاح الجو

شابة أفغانية، راودها من الصغر حلم الطيران فالتحقت بالجيش الأفغاني وأصبحت ثاني قائدة في سلاح الجو الأفغاني بعد الكابتن نيلوفار راحماني التي سبقتها عام 2013، وهي أول قائدة لطائرة في البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما. 

المولد والنشأة
نشأت بمخيم في باكستان لجأت إليه أسرتها مطلع تسعينيات القرن الماضي هربا من حرب أهلية عصفت ببلدها بعد انسحاب الجيش السوفياتي عام 1989 بعد سنوات من الغزو السوفياتي لأفغانستان في 25 ديسمبر/كانون الأول 1979 في سياق مطامع قديمة لموسكو في المنطقة، وصراع القطبين حول مناطق النفوذ في إطار الحرب البادرة، وقد كبد ذلك الغزو الجيش الأحمر خسائر فادحة بفعل المقاومة الشرسة التي أبداها المقاتلون الأفغان والعرب.

وقد تسبب الغزو في مقتل وتشريد الآلاف حتى تمكنت حركة طالبان من السيطرة على البلد عام 1996، ولم تعد أسرة فيروزي إلى البلاد إلا بعد سقوط حكم الحركة عام 2001.

الدراسة والتكوين
منذ مرحلة التعليم الثانوية سعت فيروزي إلى الانضمام بالجيش الأفغاني، فالتحقت بالأكاديمية العسكرية التي كانت بوابتها للوصول إلى سلاح الجو الذي كان يبحث عن نساء للعمل في سلاح الطيران فكانت واحدة فقط من اللواتي اجتزن الاختبارات لدخول التدريب.

الوظائف والمسؤوليات
تعمل قائدة في سلاح الجو الأفغاني.

تجربة الطيران
تمكنت الشابة الأفغانية صفية فيروزي من تحقيق حلمها الذي يصعب على مثيلاتها من النساء في بلدها تحقيقه، ناهيك عن اللواتي عانين من التشرد واللجوء.

وبينما كانت تتدرب في مطار بإقليم هرات غرب البلاد التقت للمرة الأولى النقيب محمد جواد النجفي الطيار الذي أصبح في ما بعد زوجها والذي دعم طموحاتها منذ ذلك الحين.

فيروزي -وهي الآن قائدة في سلاح الجو الأفغاني- واجهت صعوبات جمة في طريق تحقيق حلمها بالنظر إلى قيود وأعراف اجتماعية سائدة في أفغانستان.

وبشأن هذه النقطة قالت فيروزي "كسيدة.. هنالك الكثير من التحديات إلا أن علي أن أتعامل مع جميع المشاكل".

وأضافت في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأميركية "عندما أرتدي الملابس العسكرية أشعر بفخر كبير كوني امرأة".

وأكملت فيروزي تدريب الطيران العسكري عام 2015 لتصبح ثاني قائدة في سلاح الجو الأفغاني بعد القائدة نيلوفار راحماني.

وتقود فيروزي طائرة نقل عسكرية من طراز "C-208″، وتشارك بجانب زملائها في الجيش الأفغاني بالحرب الدائرة مع حركة طالبان التي لا تزال تنشط في أرجاء واسعة من البلد الآسيوي.

وتأمل فيروزي أن تساهم في تشجيع النساء بأفغانستان على تحدي الصعاب، وأن تنجح في تقديم "نموذج متكامل لهن".

ويبلغ عدد النساء في الجيش الأفغاني قرابة 1800 من أصل 195 ألف عنصر جرى تدريبهم وتجهيزهم من قبل الجيش الأميركي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

المصدر : وكالة الأناضول