الكيخيا.. اغتيال غامض لسياسي عارض "العقيد"

المعارض الليبي البارز منصور الكيخيا،والتعليق كالتالي : الكيخيا اختفى في ظروف غامضة من القاهرة عام 1993( الجزيرة نت).

سياسي ودبلوماسي ليبي، يعد أبرز معارضي العقيد الراحل معمر القذافي، عثر على جثته في ثلاجة بفيلا تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية السابق في العاصمة طرابلس وذلك بعد اختفائه منذ 1993.

المولد والنشأة
ولد منصور الكيخيا يوم 1 ديسمبر/كانون الأول 1931 في بنغازي شرقي ليبيا.  

الدراسة والتكوين
درس المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه بنغازي، ثم انتقل إلى مصر، حيث أكمل دراسته الثانوية وتخرج فيها عام 1950، وحاز الكيخيا على شهادة القانون الدولي من جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس، وأكمل محاضرات في القانون الدولي في جنيف بين عامي 1966 و1967.

الوظائف والمسؤوليات
بدأ الكيخيا العمل الدبلوماسي منذ عهد الملكية في ليبيا، حيث شغل منصب قائم بالأعمال الليبي في فرنسا عام 1962 والجزائر عام 1963، فقنصلا عاما في جنيف (1963-1967) وعضوا في البعثة الليبية بالأمم المتحدة عام 1968.

وبعد انقلاب 1969 الذي أوصل القذافي إلى السلطة عين في منصب وزير الخارجية (1972ـ1973)، ثم عمل في المحاماة، وبعدها في منصب الممثل الدائم لليبيا في الأمم المتحدة بين أعوام 1975 و1980، ثم استقال وانشق بعدها عن نظام القذافي وانضم إلى صفوف المعارضة الليبية.

التجربة السياسية
عرف عن الكيخيا أنه كان حريصا على الحوار ونبذ العنف حتى عندما كان في السلطة، وتشير مختلف المصادر إلى أنه انشق عن نظام القذافي عام 1980 احتجاجا على سياسات التصفية الجسدية التي كان النظام الليبي يمارسها آنذاك عبر اللجان الثورية.

أسس الكيخيا بعد انشقاقه الرابطة الليبية لحقوق الإنسان في المنفى عام 1984، ثم انتخب أمينا عاما للتحالف الوطني الليبي المعارض الذي أسسه عام 1986، كما دافع عن حقوق السجناء في بداية السبعينيات. 

الاختفاء
اختفى الكيخيا في ظروف غامضة أثناء مشاركته في اجتماع مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 1993.

وظل اختفاء الكيخيا لغزا محيرا بسبب غياب الأدلة رغم أن الاتهامات وجهت لأجهزة الاستخبارات الليبية بخطفه، وللنظام المصري السابق بالتورط في ذلك.

وأورد شهود عيان في تلك الفترة أن ثلاثة رجال بزي أسود كانوا يستقلون سيارة من نوع "ليموزين" تحمل لوحة دبلوماسية قاموا بخطف الكيخيا من أمام فندق السفير في القاهرة حيث كان يقيم.

ولم يصدر وقتها لا الجانب الليبي ولا نظيره المصري أي بيان عن هذا الاختفاء القسري، غير أن دراسة أجرتها وكالة الاستخبارات الأميركية لمدة أربع سنوات خلصت إلى أن عملاء مصريين قاموا بخطف الكيخيا وتسليمه للسلطات الليبية التي أعدمته.

من جهته، قدم عبد الرحمن شلقم -وهو أحد صناديق أسرار القذافي- في حوار مع صحيفة الحياة اللندنية في يوليو/تموز 2011 شهادة عن سر اختفاء الكيخيا، وقال إن الأمن المصري قبض عليه في القاهرة ونقله سرا إلى طبرق، حيث كان في انتظاره رئيس جهاز مخابرات النظام السابق عبد الله السنوسي.

وأكد أن الكيخيا نقل إلى سجن أبو سليم، وهناك من قال إنه قتل في المذبحة التي شهدها السجن، في حين قال آخرون إنه مات بفعل المرض ونتيجة معاناته من السكري.

وأشار شلقم في ذات الحوار إلى وجود تعاون وثيق بين أجهزة الأمن في ليبيا ومصر، وأن الكيخيا الذي وصفه بالرجل المسالم والطيب راح يتردد على مصر من دون حراسة ومن دون أن ينتبه إلى عمق العلاقة بين أجهزة البلدين.

الوفاة 
وبعد سنوات من الغموض عثر على رفات الكيخيا في أكتوبر/تشرين الأول 2012 في ثلاجة بفيلا تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية السابق في طرابلس.

وقالت السلطات الليبية إنها عثرت على الرفات بناء على معلومات قدمها عبد الله السنوسي، فيما تشير مصادر أخرى إلى أنه عثر على الجثة في ثلاجة للأموات بأحد المستشفيات في طرابلس وكان يعتقد في البدء أنها للقيادي الشيعي اللبناني موسى الصدر.

وشيع رفات الكيخيا يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2012 في جنازة رسمية وشعبية في مدينة بنغازي بعد أن نظمت وزارة الخارجية الليبية حفل تأبين له.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية