أكيهيتو.. إمبراطور تدفعه المسؤولية للتخلي عن العرش

إمبراطور اليابان يلمح لاحتمال تنازله عن العرش

إمبراطور اليابان، تولى العرش منذ وفاة والده يوم 7 يناير/كانون الثاني 1989، كان قد ألمح إلى رغبته في التنازل عن العرش بسبب مشاكله الصحية، لكن القوانين تمنعه من مثل هذه الخطوة حيث يتطلب الأمر مراجعة القانون الإمبراطوري.

المولد والنشأة
ولد أكيهيتو يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 1933 في القصر الإمبراطوري بالعاصمة اليابانية طوكيو، وهو الولد الخامس للعائلة التي انتظرته بعد تسع سنوات من الزواج. ارتبط عام 1959 بابنة ثري ياباني، ليصبح أول إمبراطور في تاريخ اليابان يتزوج من فتاة من عامة الناس.

الدراسة والتكوين
بمقتضى تقاليد الإمبراطورية اليابانية، فصل الطفل أكيهيتو عن والديه وهو في الثالثة من عمره، ليتلقى تعليمه من طرف مدرسين خواص، وبين عامي 1942 و1952 التحق بمدرسة "النبلاء" المخصصة لأبناء العائلات الأرستقراطية في طوكيو، وخلال السنوات الأولى من تعليمه عزل عن زملائه في القسم.

وإبان الاحتلال الأميركي لليابان نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد في نهاية 1944 إلى 1945 تم إجلاء الطفل أكيهيتو رفقة شقيقه من المدينة.  

وبعد انتهاء الحرب التحق بمقاعد الدراسة رفقة إخوته، حيث درس اللغة الإنجليزية والأدب الغربي، كما درس العلوم السياسية في جامعة بطوكيو.


العرش

اعتلى أكيهيتو العرش بعد وفاة والده الإمبراطور هيروهيتو يوم 7 يناير/كانون الثاني 1989. مع العلم أن والده تخلى عن صفته الإمبراطورية التي تجعل منه "نصف الإله" بشكل مفاجئ أثناء احتلال اليابان، وشجع ذلك أكيهيتو الذي كان وليا للعهد على تبني فكرة أن يكون رمزا وطنيا فيما بعد، لتوحيد اليابانيين في ظل ما خلفته الحرب.

وفي أغسطس/آب 2016 أبدى أكيهيتو في خطاب نادر للشعب ألقاه عبر التلفزيون الوطني رغبته الواضحة في التنازل عن العرش لولي العهد الأمير ناروهيتو خشية أن تقدمه في السن يمكن أن يمنعه في يوم ما من القيام بواجباته الرسمية على أكمل وجه.

وقال في خطابه الذي استغرق عشر دقائق "عندما أنظر إلى عمري الذي تجاوز الثمانين وللتدهور التدريجي في صحتي البدنية رغم تمتعي لحسن الحظ بالصحة في الوقت الراهن، يساورني القلق بشأن الوفاء بواجباتي بصفتي رمزا (للبلاد) وبقصارى الجهد كما ظللت أفعل حتى الآن".

غير أن أكيهيتو تحاشى استخدام كلمة "تنازل" التي تعد خرقا للقيود التي يفرضها عليه منصبه الرمزي، وحتى لو أراد التنازل فإن ذلك لن يحدث على الفور، لأن الأمر يتطلب إجراء تغييرات قانونية حتى يسمح له بذلك.

ويعاني الإمبراطور أكيهيتو من متاعب صحية، حيث ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "أن أتش كي" في وقت سابق أن أكيهيتو خضع لجراحة في القلب ولعلاج من سرطان البروستات

ويُعرَّف إمبراطور اليابان في الدستور بأنه رمز "لوحدة الشعب" ولا يملك سلطة سياسية، إلا أنه يسند إليه العديد من المهام الرسمية بما في ذلك مقابلة الشخصيات الأجنبية البارزة، وعقد حفلات الاستقبال وتسليم الجوائز. وكان الإمبراطور يعد إلهاً حتى عصور قريبة.

ويرتبط النظام الملكي في اليابان بديانة الشنتو، إذ لا يزال الإمبراطور يؤدي الشعائر الدينية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية