أهوك.. حاكم جاكرتا المدان بالإساءة للقرآن الكريم

Jakarta Governor Basuki Tjahaja Purnama, popularly known as "Ahok", sits on the defendant's chair at the start of his trial hearing at North Jakarta District Court in Jakarta, Indonesia, Tuesday, Dec. 13, 2016. REUTERS/Tatan Syuflana/Pool TPX IMAGES OF THE DAY

سياسي إندونيسي تسبب أواخر عام 2016 في موجة احتجاجات على خلفية تصريحات أثارت حفظية المسلمين في إندونيسيا ووصفت بأنها تدخل في إطار ازدراء الأديان. حكم عليه بالسجن لمدة عامين.

المولد والنشأة
ولد باسوكي تجاهاجا بورناما الملقب بـ"أهوك" يوم 29 يونيو/تموز 1966في منغارا بجزيرة بليتونغ (شرق سومطرة)، وهو من الأقلية الصينية المسيحية في إندونيسيا، التي تعد كبرى الدول الإسلامية في العالم من حيث عدد السكان.

الدراسة والتكوين
درس في جامعة "تريساكتي" الخاصة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وتخصص في الثروة المعدنية والتكنولوجية، وتخرج فيها عام 1989 بشهادة في الهندسة الجيولوجية، ثم عاد إلى قريته ليؤسس شركة خاصة بعقود التعدين.

الوظائف والمسؤوليات
عمل بورناما في البداية في شركة أسسها بمسقط رأسه إثر انتهاء دراسته. وتولى منصب حاكم جاكرتا من تاريخ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 إلى 28 أكتوبر/تشرين الأول 2016. وكان قد شغل من قبل منصب نائب حاكم جاكرتا من 15 أكتوبر/تشرين الأول 2012 حتى تعيينه حاكما.

ويعد بورناما أول مسيحي يعين حاكما لمدينة جاكرتا للمرة الأولى منذ 50 عاما.

التجربة السياسية
بدأ يمارس السياسة في مسقط رأسه عندما خاض انتخابات محلية عام 2005، وفي عام 2009 انتخب في مجلس النواب الإندونيسي.

وقد أشعل بورناما موجة من الغضب والاحتجاجات في إندونيسيا على خلفية تصريح له في سبتمبر/أيلول 2016 حيث قال في كلمة ألقاها أمام عدد من الحاضرين خلال زيارة جزيرة "ألف": "إذا كنتم لن تصوتوا لي كونكم خدعتم بالاستدلال بسورة المائدة آية 51 في القرآن -مشيرا إلى قوله تعالى ﴿يا أَيها الّذين آمنُوا لا تَتخذوا اليهودَ والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومَن يَتوَلهم منكُم فإنه منهم إِن الله لا يهدي القوم الظالمين﴾- ومثل هذه الأمور، إذا ما كنتم أيها السيدات والسادة لا تميلون لاختياري لأنكم تخافون من النار، فإنه يتم خداعكم".

وعلى خلفية هذا التصريح المسجل الذي دام زهاء ساعة وأربعين دقيقة، طالب أكثر من 150 ألف متظاهر خرجوا للشارع في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بالقبض على بورناما، وحثوا الناخبين على عدم انتخابه مجددا في فبراير/شباط 2017. وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن شعبيته تراجعت وباتت في المرتبة الثانية.

وعلى أثر ذلك احتشد في 2 ديسمبر/كانون الأول 2016 بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا نحو مليون شخص مطالبين بسجن حاكمها باسوكي تجاهاجا بورناما، واتهموه بإهانة الإسلام.

وخرجت المسيرة استجابة لدعوة منظمات إسلامية وشخصيات منضوية في الحركة الوطنية تحت شعار "المسيرة الثالثة لنصرة الإسلام".

واستجابة لهذه الضغوط الشعبية، جرت أولى جلسات محاكمة بورناما يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 2016 بتهمة ازدراء الأديان (التجديف)، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات.

ونفى المتهم أثناء محاكمته أنه تعمد إهانة القرآن، وقال إن تعليقاته كانت تستهدف خصومه السياسيين الذين يحثون الناخبين على ألا يدعموا مرشحا غير مسلم. وكان من قبل قدم اعتذاره، لكن ذلك لم يهدئ من غضب المسلمين على الحاكم المرشح لإعادة انتخابه في فبراير/شباط 2017.

وقال أثناء جلسة المحاكمة مخاطبا سكان جاكرتا "إنني حزين جدا، هذا الاتهام يعني أني أهنت والدي بالتبني وإخوتي وأخواتي الذين أحبهم ويحبونني"، في إشارة للقرابة التي تجمعه بمسلمين.

ورغم هذه الأزمة، فقد شارك في الاستحقاق الانتخابي، إلا أن الرياح لم تجر كما يشتهي بورناما الذي خسر -بفارق كبير في الجولة الثانية من الانتخابات في أبريل/نيسان 2017- منصب حاكم المدينة، لصالح مرشح المعارضة أنيس باسويدان.

ويعد بورناما -وهو مؤلف كتاب "من أجل تغيير إندونيسيا"- حليفا للرئيس جوكو ويدودو، وقد ألمح هذا الأخير إلى أن الاحتجاجات تحولت إلى أداة في إطار الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أن "مسؤولين سياسيين" يقفون وراء هذه المظاهرة.

وفي مايو/أيار 2017 أصدر القضاء الإندونيسي حكما بالسجن لمدة عامين على باسوكي بورناما بتهمة الإساءة للدين الإسلامي. وقال القاضي دويارسو بودي سانتيارتو إنه أمر بتوقيف المتهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية