مايكل فلين

مايكل فلين جنرال أميركي متقاعد، يعرف بمواقف معادية للمسلمين وأخرى تصالحية تجاه روسيا، كلفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشغل منصب مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية، وهو المنصب الذي استقال منه بعد الكشف عن "اتصالات خاصة" له مع الروس. 

المولد والنشأة
ولد مايكل فلين في ديسمبر/كانون الأول 1958 في رود آيلاند لعائلة ديمقراطية، وهو واحد من تسعة إخوة، من بينهم شقيقه شارلي المسؤول الكبير في الجيش الأميركي.

الدراسة والتكوين
حصل عام 1981 على شهادة البكالوريوس في العلوم الإدارية من جامعة رود آيلاند، وعلى ماجستير في إدارة الأعمال في الاتصالات من جامعة جولدن غيت، وماجستير في الفنون والعلوم العسكرية من قيادة جيش الولايات المتحدة وكلية الأركان العامة، ودرجة الماجستير في الآداب في الأمن القومي والدراسات الإستراتيجية من كلية الحرب البحرية.

الوظائف والمسؤوليات
تولى فلين منذ عام 1981 عدة مناصب قيادية بالجيش، منها مساعد مدير الاستخبارات الأميركية، ورئيس مجلس إدارة الاستخبارات العسكرية، ومدير الاستخبارات لقيادة العمليات الخاصة المشتركة في الفترة من يوليو/تموز 2004 إلى يونيو/حزيران 2007 في أفغانستان والعراق.

وتولى فلين مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية عام 2012 وهو المنصب الذي أقاله منه الرئيس باراك أوباما في 2014. وبحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست وقتها، فإن فلين ترك منصبه قبل الموعد المحدد له بأكثر من عام، وسط خلافات بشأن أسلوب قيادته للوكالة.

التجربة السياسية
رغم أنه نشأ وسط عائلة تنتمي للديمقراطيين فإن فلين ظهر داعما للجمهوريين، حيث تحدث في مؤتمر للحزب الجمهوري عام 2016، كما يعد فلين أحد خبراء الأمن القومي القلائل الذين ساندوا ترمب الجمهوري بشدة خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، حيث كان يقدم له النصح والمشورة.

وفلين -الذي يدخل العمل السياسي وفي جعبته خبرات عسكرية جمعها على مدى ثلاثين عاما- وصفه وزير الخارجية الأسبق كولن باول بأنه "ديمقراطي عتيد ويميني غريب الأطوار".

بينما وصفه العضو الديمقراطي البارز في لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي آدم شيف في تغريدة له على موقع تويتر "بالمستشار سريع الاستثارة"، وأعرب عن تخوفه من تعيينه في هذا المنصب في ظل وجود رئيس "متهور".      

وبحسب مراسل صحيفة إندبندنت البريطانية في سوريا والعراق باتريك كوكبيرن، فإن زملاء فلين السابقين يصفونه بأنه ضيق الأفق، ورؤيته دائما أحادية الجانب، ويستطيع إثارة الفوضى في الشرق الأوسط.

ويعرف عن فلين أن له مواقف مثيرة للجدل بشأن بعض القضايا، فخلال استضافته في برنامج "وجها لوجه" على قناة الجزيرة الإنجليزية في يناير/كانون الثاني 2016 بشأن موضوع الحرب على الإرهاب وصف الإسلام بأنه "أيديولوجية سياسية تقوم على أساس دين".

ولم يتحرج فلين في الكشف عن مواقفه المتطرفة، فقد كتب تدوينه على حسابه في تويتر قال فيها "الخوف من المسلمين منطقي". وضمن هذا السياق وصفت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مايكل فلين بأنه "معاد للإسلاميين".

كما نشرت صحيفة غارديان البريطانية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني مقالا لريتشارد وولف عنوانه "تعيين مايكل فلين في منصب مستشار الأمن القومي سيكون كارثة".

وانتقد فلين إدارة الرئيس أوباما على سياساتها في الشرق الأوسط، وقال خلال المقابلة نفسها إن الولايات المتحدة أصبحت أقل أمنا من الإرهاب مقارنة بما قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وأيد فلين إقامة علاقات أكثر قربا مع روسيا، وهو أمر يشجعه ترمب شخصيا، وكان ظهر عدة مرات على شاشة قناة روسيا اليوم، وجلس إلى جوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فعالية نظمتها القناة في موسكو عام 2015.

وشجع فلين المرشح ترمب على فكرة أن الولايات المتحدة تعيش "حربا عالمية" مع المسلحين الإسلاميين، وعليه يجب التعاون مع الجميع في هذه الحرب، بمن فيهم الرئيس الروسي بوتين.

وفي هذا الصدد، قال في حوار صحفي مع صحيفة واشنطن بوست نشر في 14 أغسطس/آب 2016 "لدينا مشكلة مع الإسلام المتطرف، وبإمكاننا العمل مع الروس ضد هذا العدو". كما أشاد في الحوار ذاته "بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعا إلى إحداث ثورة دينية".

أما على صعيد الملف الكوري فقد قال الجنرال الأميركي المتقاعد إنه سيتم إعطاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية أولوية قصوى في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، وذلك حسب ما قاله مسؤول كوري جنوبي أجرى محادثات معه في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

كلفه الرئيس دونالد ترمب بشغل منصب مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية، غير أن البيت الأبيض سرعان ما أعلن مساء 13 فبراير/شباط 2017 عن استقالة فلين من منصبه بعد الكشف عن اتصالات أجراها مع مسؤولين روس قبل تنصيب ترمب.

وقال البيت الأبيض إنه تم تعيين الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ -الذي كان كبير الموظفين في مجلس الأمن القومي- قائما بأعمال مستشار الأمن القومي.

وجاء في خطاب استقالة فلين "للأسف وبسبب تسارع الأحداث أطلعت (مايك بنس) نائب الرئيس المنتخب وغيره على معلومات غير متكاملة تتعلق بمكالماتي الهاتفية مع السفير الروسي، ولقد قدمت اعتذاري للرئيس ونائبه، وقبلا اعتذاري". وذكرت تقارير أن بنس مستاء من تضليله بهذا الشكل، وقال البيت الأبيض إن فلين "ضلل نائب الرئيس".

وكانت معلومات نشرتها صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية أنه من خلال تنصت أجهزة الاستخبارات على محادثات فلين مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك في ديسمبر/كانون الأول 2016 تبين أن فلين نصح السفير بعدم إبداء أي رد فعل على العقوبات التي كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تنوي اتخاذها ضد موسكو بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية، وأن إدارة ترمب ستتمكن من مراجعتها.

وفاقم الأزمة تغيير فلين لرواياته بشأن محادثات مع السفير الروسي، حيث كان نفى أن يكون قد ناقش مع السفير مسألة العقوبات، ثم عاد للقول إنه لا يتذكر تماما ما إن كان فعل ذلك.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن المحقق الخاص روبرت مولر يحقق في ما إذا كان فلين ناقش مع مسؤولين أتراك ترحيل زعيم جماعة الخدمة التركية فتح الله غولن إلى تركيا مقابل 15 مليون دولار.

ووفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة أن بي سي التلفزيونية، فإن هذه الصفقة المزعومة تكشفت خلال تحقيق مولر الأساسي في التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 واحتمال تواطؤ حملة الرئيس دونالد ترمب.

وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول 2017 ، أقر فلين أمام هيئة قضائية أميركية بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بشأن الاتصالات مع السفير الروسي السابق في واشنطن، وما تلا ذلك من تدخل روسي في انتخابات الرئاسة.

واعتبر البيت الأبيض أن تصريحات فلين المضللة لمكتب التحقيقات تعكس التصريحات الخاطئة ذاتها التي أدت إلى إقالته من منصبه في فبراير/شباط 2017. وقال محامي البيت الأبيض إن الإقرار بالذنب أو التهم الموجهة لا تورط أي شخص آخر غير فلين، وقلل من دور الأخير في البيت الأبيض، مشيرا إلى أنه كان مستشارا لمدة 25 يوما فقط.

 ووافق فلين على التعاون مع المحقق الخاص مولر في ما يجريه من تحقيقات بشأن تواطؤ محتمل بين موسكو وحملة ترمب في الانتخابات الأميركية.

المصدر : الجزيرة + وكالات