خيرت فيلدرز.. صوت كراهية الإسلام واللاجئين بهولندا

epa04229946 Dutch right-wing 'Partij voor de Vrijheid' (PVV) leader Geert Wilders holds a press conference with european right-wing party leaders, at the EU Parliament in Brussels, Belgium, 28 May 2014. EPA/JULIEN WARNAND

خيرت فيلدرز سياسي وبرلماني يميني هولندي، عرف بعدائه الشديد للإسلام وكراهية اللاجئين، حوكم قضائيا عدة مرات وأدين بسبب تصريحات أدلى بها بين 2006 و2008 في وسائل الإعلام وعبر فيلمه "فتنة"، ووصف فيها الإسلام بأنه دين "فاشي"، وطالب بحظر القرآن الكريم وشبهه بكتاب أدولف هتلر "كفاحي".

المولد والنشأة
ولد خيرت فيلدرز يوم 6 سبتمبر/أيلول 1963 في مدينة فنلو بمحافظة ليمبورغ جنوب شرقي هولندا لعائلة كاثوليكية، الأب فيها هولندي والأم من مواليد إندونيسيا أيام خضوعها للاستعمار الهولندي، أما فيلدرز الابن فقد ابتعد لاحقا عن المرجعية الدينية لعائلته وأصبح ملحدا.

الدراسة والتكوين
أكمل فيلدرز مراحل تعليمه الأولى في المدارس النظامية بمسقط رأسه فنلو، ثم التحق بالجامعة الهولندية المفتوحة حيث حصل على شهادات في تخصص القانون، كما تلقى تكوينا في مجال الضمان الصحي بالمعهد العالي للضمان الاجتماعي بالعاصمة أمستردام.

الوظائف والمسؤوليات
عمل فيلدرز بداية في إحدى شركات التأمين الصحي، ثم انتقل إلى المجال السياسي فأصبح عضوا في البرلمان الهولندي ثم زعيما لحزب سياسي يميني.

التجربة السياسية
دخل فيلدرز السياسة من بوابة العمل الحزبي في إثر انضمامه إلى حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الهولندي، فعمل كاتبا لخطاباته السياسية ثم أصبح خلال 1990-1998 مساعدا برلمانيا في ملفات السياسة الخارجية لزعيم الحزب فريدز بولكستين الذي كان بمثابة المرشد السياسي لفيلدرز، وأثناء ذلك زار الأخير بلدانا إسلامية، من بينها إيران ومصر وسوريا والأردن.

وقد سبق لفيلدرز أن زار إسرائيل بعد إكماله تعليمه الثانوي وعاش في إحدى مستوطناتها حيث عمل متطوعا لسنوات في بعض التعاونيات الزراعية المعروفة بـ"الموشاف"، ومن هنا جاءت علاقته القوية بإسرائيل وتضامنه الدائم معها، حيث يصف نفسه بأنه "صديق حقيقي لها".

وفي عام 2004 غادر فيلدرز حزب الشعب وأسس حزبا جديدا سماه حزب الحرية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2006 شارك حزبه في الانتخابات التشريعية ففاز بتسعة مقاعد برلمانية من أصل 150، كما فاز بمقاعد في البرلمان الأوروبي بدءا من انتخابات عام 2009.

وفي إثر فوزه بعضوية البرلمان طالب بإلغاء المادة الأولى من الدستور الهولندي التي تنص على عدم التمييز، كما دعا إلى الوقف الفوري لهجرة المسلمين، واصفا إياها بأنها "اجتياح لهولندا"، ونادى بحظر تعلم القرآن الكريم مشبها إياه بكتاب الزعيم النازي أدولف هتلر المسمى "كفاحي"، وطالب بتجميد بناء المساجد والمدارس الإسلامية وحظر ارتداء الحجاب.

استخدم فيلدرز وسائل الإعلام المختلفة والإنترنت لكسب الدعم لآرائه والترويج لأفكاره المعادية للإسلام والمسلمين، ودأب على توزيع ملصقات تحمل لوني علم السعودية (الأخضر والأبيض)، وعليها تعليقات مسيئة إلى الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم.

وقد نقلت مصادر إعلامية سعودية عن مصادر لم يكشف عنها أن الرياض تعتزم الإيعاز إلى كل الجهات السعودية ذات العلاقة باستثناء الشركات الهولندية من كل المشاريع المنفذة في المملكة ووقف الزيارات المتبادلة، لكن الحكومة الهولندية نأت بنفسها بشكل كامل عن تلك "الإهانات".

خضع فيلدرز لمحاكمات قضائية عديدة بسبب خطبه وتوجهاته العنصرية، فقد أدين عام 2010 لوصفه الإسلام بأنه دين "فاشي" ومطالبته بحظر القرآن الكريم، مدعيا أن فيه "أشياء فظيعة"، وذلك في تصريحات نشرها بين أكتوبر/تشرين الأول 2006 ومارس/آذار 2008 في صحف هولندية ومنتديات على الإنترنت وفي فيلمه المسمى "فتنة" الذي بثه على الإنترنت ومدته 17 دقيقة.

وحوكم بتهمة ارتكاب جريمتي الكراهية والتمييز لوصف الإسلام بأنه "أيديولوجية فاشية" عام 2007، ودعوته إلى حظر دخول الكوريين وترحيل "المغاربة المجرمين"، لكن تمت تبرئته من تلك التهم في يونيو/حزيران 2011.

وفي يونيو/حزيران 2010 طالب فيلدرز حكومة بلاده والاتحاد الأوروبي بإلغاء اعترافهما بالأردن لأن "الأردن هو فلسطين، وتسمية الأردن فلسطين من شأنها أن تنهي أزمة السلام في الشرق الأوسط بإيجاد وطن بديل للفلسطينيين".

وأضاف أن "إسرائيل يجب أن يكون لها موقع خاص ومميز في العلاقات الهولندية الدولية، لأنها تقاتل نيابة عنا في القدس التي إذا ما سقطت في يد المسلمين فسيأتي الدور على أثينا وروما، لذلك فإن إسرائيل هي الجبهة المركزية في الدفاع عن الغرب الحر ضد بربرية الأيديولوجيا الإسلامية".

وفي 4 ديسمبر/كانون الأول 2015 نشر فيلدرز تسجيلا مصورا على الموقع الإلكتروني لحزبه قال فيه إنه "لا يمكن لدولة مسلمة مثل تركيا أن تكون جزءا من الاتحاد الأوروبي فنحن لا نريد مزيدا من المسلمين، بل -على العكس- نود أن ينقص عددهم بيننا".

وساعدت أزمة المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا على تزايد شعبية فيلدرز المعروف بمناهضته لاستقبال الأجانب، فبات حزبه متقاربا مع الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، حيث من المتوقع أن يفوز كل منهما بما بين 25 و29 مقعدا برلمانيا في الانتخابات المقررة في 15 مارس/آذار 2017، وأن يضاعف فيلدرز عدد مقاعد حزبه بأكثر من المثلين.

وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016 مثل فيلدرز مجددا أمام المحكمة بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز العنصري بعدما دعا -أثناء حملته للانتخابات المحلية بداية 2014- لتقليل عدد المغاربة في هولندا (نحو 2% من السكان) ووصفهم بأنهم "حثالة"، وتسببت تلك التصريحات حينها باستقالات جماعية من حزبه، كما دفعت رابطة الهولنديين المغاربة لرفع دعوى ضده.

ومن المقرر أن تصدر المحكمة قرارها في هذه القضية أثناء ديسمبر/كانون الأول 2016 قبل ثلاثة أشهر فقط من إجراء الانتخابات البرلمانية، وقد يحكم على فيلدرز -الذي وصف محاكمته بأنها محاولة لحرمانه من حق حرية التعبير، وقال إن دوافعها سياسية- بغرامة مالية تصل إلى 7400 يورو (8100 دولار) والسجن سنة.

وفي 6 سبتمبر/أيلول 2016 انتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير الأردني زيد بن رعد خطاب فيلدرز، واصفا تعهده الانتخابي بمنع دخول المهاجرين المسلمين وحظر القرآن الكريم وإغلاق المساجد بأنه "غريب"، وقارن بينه وبين الأسلوب الخطابي لدى تنظيم الدولة الإسلامية.

يعيش فيلدرز -الذي يحدد خطابه المتشدد بشأن الهجرة والإسلام اتجاه المناقشات السياسية في هولندا منذ عشر سنوات- تحت حماية أمنية مباشرة من الحكومة الهولندية التي تفرض سرية تامة على مقر إقامته، ويظهر دائما محاطا بحرسه الشخصي بعدما تلقى عدة تهديدات بالقتل بسبب تصريحاته المحرضة على الكراهية.

المؤلفات
أصدر فيلدرز كتابين، هما "اختيار من أجل الحرية" (2005)، و"ملفات فيلدرز" (2010).

الجوائز والأوسمة
نال فيلدرز عدة جوائز، من بينها جائزة أوريانا فالاتشي لحرية التعبير، وجائزة "السياسي الهولندي" لثلاث مرات، كما رشح عام 2010 لجائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي منذ عام 1988.

المصدر : الجزيرة