برابهاكاران.. قتل زعيم التاميل فسكت السلاح

A Tamil activist displays portraits of Tamil tiger leader Velupillai Prabhakaran, who was killed in Sri Lanka s civil war in 2009, during a protest against the visit of Sri Lankan President Mahinda Rajapaksa to India, in Tirupati, India, Friday, Feb. 8, 2013. Tamils in various parts of the country are protesting Rajapaksa s two-day personal visit to religious places of worship in India.

فيلوبيلاي برابهاكاران، عسكري سريلانكي وهو قائد متمردي جبهة نمور التاميل الانفصالية في سريلانكا. قُتِل إثر هجوم على قواته من قبل القوات النظامية في 2009.

المولد والنشأة
ولد فيلوبيلاي برابهاكاران يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 في فالفيديتوراي، لأسرة من عرقية التاميل تنحدر من منطقة جافنا، ولم يكمل تعليمه.

التجربة السياسية
أسس فيلوبيلاي نمور التاميل الجدد عام 1972 وهو في الـ18 من عمره، بهدف مقاومة ما يسميه التمييز الذي تمارسه الأغلبية السنهالية التي تحكم البلاد ضد الأقلية التاميلية التي ينتمي إليها.

ظهر لأول مرة بعدها سنة 1975 لإعلان تبني أول اغتيال سياسي تنفذه حركته، وكان ذلك اغتيال عمدة جافنا مسقط رأسه. وفي مايو/أيار 1976 أنشأ جبهة تحرير نمور تاميل إيلام التي جعل شعارا لها نمرا مزمجرا، وهدف من ذلك إلى إقامة دولة مستقلة للتاميل شمال غرب الجزيرة حيث الغالبية التاميلية.

وقد اكتسبت الحركة صيتا عالميا منذ بدأت في شن عمليات عام 1987 ضد القوات الهندية التي جاءت لدعم القوات السريلانكية بهدف دحر التمرد. ومنذئذ أصبح القائد بمثابة "الزعيم الروحي" الذي يصفه كوادره "بإله الشمس".

كان برابهاكاران يختار بنفسه "النمور السود"، وهم مقاتلون يتكفلون بتنفيذ العمليات الانتحارية، وكان أبرزها تلك التي طالت رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي عام 1991 والرئيس السريلانكي راناسينغ بريماداسا عام 1993.

برابهاكاران الموصوف بأنه قاتل متوحش ذو قسوة كبيرة، أدخل إلى مقاتليه تدريبا عسكريا صارما، فلا تدخين ولا كحول. ومثل قادتهم يختار كوادر النمور الانتحار على الاستسلام، وطريقة الموت واحدة، إذ كلهم يحملون حبات من سم "السيانور".

ولا يأسر نمور التاميل -المصنفين منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي– أيا ممن يقع في قبضتهم، ولا يتركون غالبا أحياء بعد هجماتهم.

وقد شهدت الحركة مرحلة من الضعف بسبب الانشقاقات بين قياداتها، وأيضا بسبب التطهير العرقي الذي تمارسه، وظلت تتقهقر أمام الهجوم الذي تشنه ضدها القوات الحكومية السريلانكية.

وانشق عن الحركة سنة 2004 قائدها العسكري فنتاغمورثي مورالثران المشهور باسم كارونا، وانضم إليه ستة آلاف مسلح. واتهمت حركة نمور التاميل الجيش السريلانكي بأنه وراء هذا الانشقاق.

الوفاة
في 18 مايو/أيار 2009، قتل فيلوبيلاي برابهاكاران قائد نمور التاميل وهو يحاول الفرار من حصار عسكري شامل فرض على معاقل الحركة، بعد هجوم واسع شنته عليه القوات الحكومية السريلانكية.

وقد أكدت الحركة مقتل زعيمها رفقة زعيم الجناح السياسي بي ناديسان على يد قوات الجيش، ليعترف نمور التاميل في العام المذكور بهزيمتهم أمام الحكومة السريلانكية في حرب تعد الأطول في القارة الآسيوية.

وعلى إثر ذلك، قررت الحركة وضع السلاح، حيث قال رئيس العلاقات الدولية لنمور التاميل سيلفاراسا اثماناثان -في بيان له- "لقد وصلت هذه المعركة إلى نهايتها المريرة.. فشعبنا هو الذي يموت الآن بسبب القنابل والقذائف والمرض والجوع، ولم يعد لدينا سوى خيار وحيد، هو إسكات صوت السلاح، وذلك من أجل حرمان العدو من آخر حجة يمكن له استخدامها من أجل قتل أبناء شعبنا".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية