مبيكي.. رفيق مانديلا بالكفاح وخليفته بالمناصب

Former South African President and head of African Union High-Level Implementation Panel (AUHIP) Thabo Mbeki (C) speaks at a press conference following his meeting with Sudanese President Omar al-Bashir (not pictured), Khartoum, Sudan, September 10, 2014. According to media sources Mbeki discussed the upcoming conference, October 2014 in Addis Ababa, where Sudanese political forces will meet in preparation for a national dialogue set to take place in Sudan, and the recent visit of the President South Sudan Salva Kiir where Mbeki believed significant progress had been made toward normalising and strengthening relations between Sudan and South Sudan.

سياسي جنوب أفريقي، كرّس حياته لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وللكفاح ضد نظام التمييز العنصري (الأبارتايد)، خلف نيلسون مانديلا في رئاسة الحزب ثم في رئاسة الدولة، لكنه خرج من السلطة قبل انتهاء ولايته لاتهامه بالفساد.  

المولد والنشأة 
ولد ثابو مبيكي يوم 18 يونيو/حزيران 1942 في إيدوتيوا في ترانسكاي (مقاطعة الكاب) بجنوب أفريقيا، ترعرع في بيئة عائلية مثقفة ومكافحة، حيث كان والده جوفان (1915ـ2001) حصل على درجتين جامعيتين وكان ناشطا سياسيا، وتولى مبيكي قيادة الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وكانت والدته أيضا متعلمة وناشطة سياسية.

الدراسة والتكوين
درس في مدارس ترانسكاي وسيسكاي ومقاطعة الكاب، وطرد عام 1959 من المدرسة بسبب إضراب، ليتم دراسته الثانوية كتلميذ غير منتظم، ثم تابع دراسته كطالب خارجي في جامعة لندن (1961 ـ 1962)، وحصل لاحقا على الماجستير في الاقتصاد من جامعة ساسكس.    

الوظائف والمسؤوليات
تولى مبيكي مسؤوليات حزبية متزايدة وهو في المنفى، حيث عمل في مكتب الحزب الوطني الأفريقي في لندن، وبعد أن تلقى تدريبا عسكريا في الاتحاد السوفياتي (سابقا)، تنقل بين بلدان أفريقية عدة، لكن إقامته الرئيسية كانت في لوساكا بزامبيا، حيث كانت القيادة الرئيسية لحزب المؤتمر الأفريقي.

وفي عام 1985 عين عضوا في الوفد المفاوض مع ممثلي مجتمع الأعمال الجنوب أفريقي، وكانت تلك أولى جولات التفاوض السري مع الأقلية البيضاء، ليقود عام 1989 أول مفاوضات سرية مع حكومة جنوب أفريقيا العنصرية، وهي المفاوضات التي أدت إلى رفع الحظر عن حزب المؤتمر الوطني، وأفضت إلى الافراج عن قادته المعتقلين.

كما كان مبيكي عضوا في المفاوضات اللاحقة التي رسخت الديمقراطية في جنوب إفريقيا وأنهت احتكار البيض للسلطة والفصل العنصري.

وبعد أول انتخابات ديمقراطية أنهت الفصل العنصري، أصبح مبيكي عام 1994 أحد نواب الرئيس نيلسون مانديلا، ثم النائب الوحيد له في يونيو/حزيران 1996، ليخلف مانديلا بعد ذلك في رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في ديسمبر/كانون الأول 1997، ثم في رئاسة الجمهورية في يونيو/حزيران 1999.

أعيد انتخابه لهذا المنصب في نيسان/أبريل 2004، غير أنه استقال من منصبه يوم 21 سبتمبر/أيلول 2008 بعد أن اتهمته إحدى المحاكم بالتدخل في سير القضاء من أجل توريط خصمه زعيم الحزب حينها جاكوب زوما.

عاد للأضواء على مستوى الساحة الأفريقية حينما عين عام 2008 رئيسا للجنة حكماء أفريقيا.

التجربة السياسية
انضم مبيكي وهو في سن الـ14 إلى المجلس الأفريقي القومي، واشترك في النضال ضد سياسة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا مع الزعيمين والتير سيزولو ومانديلا، وذلك بعد انتقاله إلى مدينة جوهانسبورغ، وبعد اعتقال الثلاثة عام 1963، نفي إلى خارج البلاد، حيث أمضى 28 عاما هناك. 

ركز في فترة حكمه على تعزيز المصالحة وبناء مؤسسات الدولة وإنعاش الاقتصاد ومعالجة المشاكل الداخلية، إضافة إلى تعزيز المكانة القارية والدولية لجنوب أفريقيا.

واختار مبيكي طريق "الليبرالية الجديدة" لمعالجة مشكلات بلاده الاقتصادية الموروثة من عهد الفصل العنصري، وكان أهم ما حققه هو النمو الاقتصادي السريع في جنوب أفريقيا، ولكن منتقديه يقولون إن الثروة خلال فترة حكمه كانت موزعة بشكل أقل عدالة من السابق.

وإلى جانب دوره الداخلي، لعب مبيكي أدوارا في حل نزاعات داخلية كانت قد اندلعت في بلدان أفريقية عدة، مثل رواندا، بروندي، ساحل العاج، الكونغو الديمقراطية، وزمبابوي، إلى جانب وساطته ودوره في الملف السوداني بما في ذلك رعايته لمفاوضات فصل جنوب السودان.

وبدأت علاقة مبيكي بالملفات السودانية في فبراير/شباط 2009 عندما شكل الاتحاد الأفريقي لجنة تحت رئاسته لدراسة الحرب الأهلية في دارفور.

كما أن مبيكي هو من طوّر مفهوم أو شعار "النهضة الأفريقية" التي تقضي بوقف الاعتماد على المساعدات الخارجية، حيث تبنى ما يشبه العقيدة السياسية التي تؤكد أن النزاعات السياسية بين الدول الأفريقية يجب أن تحل عن طريق الأفارقة أنفسهم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية