صلاح الدين المزوار.. زعيم "الأحرار" المستقيل

Moroccan Foreign Minister Salaheddine Mezouar holds a joint press conference with High Representative of the EU for Foreign Affairs and Security Policy Federica Mogherini (not pictured) after the EU Morocco Association Council, at the EU Council headquarters in Brussels, Belgium, 16 December 2014.

صلاح الدين مزوار سياسي مغربي درس بفرنسا ثم التحق بالوظيفة العمومية المغربية، وتقلد مناصب عديدة قبل أن يعين وزيرا للصناعة والتجارة عام 2004، ثم وزيرا للاقتصاد عام 2007، فوزيرا للخارجية عام 2013، وهو رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.

المولد والنشأة
رأى صلاح الدين مزوار النور يوم 11 ديسمبر/كانون الأول 1953 بمدينة مكناس المغربية.

الدراسة والتكوين
تخرج مزوار من جامعة فونتين بلو بفرنسا، وحصل على الماستر في العلوم الاقتصادية من جامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبل الفرنسية، وعلى دبلوم في التدبير من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء.

الوظائف والمسؤوليات
عمل مزوار في بداية الثمانينيات مسؤولا إداريا وماليا في وكالتي توزيع الماء والكهرباء بطنجة، ثم التحق مكلفا بمهمة بمكتب استغلال الموانئ ما بين 1986 و1991، ثم ما لبث أن عين مديرا لشركة خاصة للنسيج والألبسة.

في عام 2006 انتخب صلاح الدين مزوار رئيسا لغرفة التجارة والصناعة بمدينة سطات. كما انتخب رئيسا للجميعة المغربية للصناعات النسيجية والملابس، ثم بعدها اختير رئيسا لفدرالية النسيج والألبسة والمنتوجات الجلدية داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهي المؤسسة التي تضم كبار رجال الأعمال في المغرب.

اختير مزوار يوم 8 يونيو/حزيران 2004 وزيرا للصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد، ثم عين يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2007 وزيرا للاقتصاد والمالية.

يهتم بمجال الرياضة، وكان نائب رئيس فريق الرجاء البيضاوي، كما مارس رياضة كرة السلة.

التجربة السياسية
لم يكد يعرف أي مسار سياسي لمزوار قبل 2010 عندما اختير يوم 23 يناير/كانون الثاني من السنة نفسها رئيسا جديدا لحزب التجمع الوطني للأحرار، بعدما قاد ما وصفت بـ"الحركة التصحيحية" التي أطاحت برئيس الحزب مصطفى المنصوري.

انتخب نائبا برلمانيا عن مدينة مكناس خلال الانتخابات البرلمانية 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

اختير مزوار عام 2013 ليرأس الدبلوماسية المغربية في حكومة العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بنكيران خلفا لسعد الدين العثماني، وذلك في تعديل حكومي بسبب خروج حزب الاستقلال من التحالف الحكومي، وتعويضه بحزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة مزوار.

وفي مارس/آذار 2014 أثار صلاح الدين مزوار مشكلة دبلوماسية مع فرنسا عندما تعرض لتفتيش دقيق من قبل الأمن الفرنسي بطريقة وصفت بالمغرب بـ"الفجة وغير اللائقة"، على الرغم من إبرازه جواز سفره الدبلوماسي، وأنه قادم من مدينة لاهاي الهولندية بعدما شارك في قمة عالمية للأمن النووي.

وأجبر الفرنسيون مزوار -وهو وزير الخارجية- على نزع معطفه وحزام سرواله وحذائه وجواربه، وذلك إلى جانب تفتيش حقائبه وأغراضه الشخصية.

وبعد أيام على الواقعة، قدمت فرنسا اعتذارا رسميا للمغرب بخصوص ما جرى لمزوار.

وعلى الرغم من كونه حليفا في الحكومة، هاجم مزوار بقوة في أكثر من تصريح العدالة والتنمية، واتهمه بفرض الهيمنة على الساحة السياسية، موضحا أن بنكيران "يعتبرنا أعداء قبل أن يتخذنا أصدقاء حين التحقنا به، واليوم ينعتنا بالخونة، وهذا خطاب خطير نسمعه لأول مرة في الحياة السياسية".

وفي انتقاد مباشر للعدالة والتنمية، قال مزوار في أحد التصريحات إن "المغاربة ليسوا بحاجة لمن يملي عليهم تعاليم دينهم، ولا أن يقول لهم كيف سيتعاملون مع الدين". 

ولم تؤثر هذه التصريحات وغيرها على التحالف الحكومي، بل استمر حتى نهاية الحكومة بعد تشريعيات 2016.

تراجع حزب مزوار في الانتخابات البرلمانية المغربية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعدما احتل المرتبة الرابعة بنحو 37 مقعدا، في حين كانت الرتبة الأولى من نصيب العدالة والتنمية بـ 125 مقعدا، والأصالة والمعاصرة ثانيا بـ102. ويبلغ عدد مقاعد مجلس النواب 395.

وكان الحزب قد حقق في تشريعيات 2011 بـ54 مقعدا محتلا المرتبة الثالثة، وشارك في الحكومة التي قادها العدالة والتنمية.

نتيجةٌ أثارت نقاشا ساخنا داخل الحزب، مما دفع مزوار إلى إعلانه تقديم استقالته من منصبه على رأس التنظيم، وهي الاستقالة التي رفضها المكتب السياسي للتجمع الوطني بالإجماع مطالبين مزوار بالاستمرار في أداء مهامه. في حين وصف ناشطون خطوة مزوار بـ"المسرحية" لتفادي المحاسبة الحقيقية التي أفرزتها نتائج الانتخابات، رغم أن أنباء راجت عن احتمال خلافة وزير الفلاحة في الحكومة المنتهية ولايتها عزيز أخنوش له على رأس الحزب.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية