فرانسيس فورد كوبولا

(FILE) A file picture dated 16 October 2013 shows US film director Francis Ford Coppola smiling after receiving a medal during the awards ceremony of the 25th Praemium Imperiale in Tokyo, Japan. Coppola is the winner of 2015 Princess of Asturias Award for Arts, the award jury announced in Oviendo, Spain on 06 May 2015. The year 2015 is the first year that the Princess of Asturias Awards, previously known as Prince of Asturias Awards (1981-2014), are presented in honor of Spain's Crown Princess Leonor of Asturias. The name change occurred after the coronation of her father, King Felipe VI. EPA/FRANCK ROBICHON *** Local Caption *** 51316966

من أهم المخرجين في تاريخ السينما، حيث اقترن اسمه بملاحم خالدة من قبيل "العراب" بأجزائه الثلاثة، و"القيامة الآن" و"دراكولا". وصعد منصات الأوسكار عدة مرات، وبرع في إخراج أجناس سينمائية مختلفة، تتنوع بين أفلام العصابات والجريمة والكوميديا الرومانسية والرعب وغيرها. وأسس لاستقلاليته كمبدع سينمائي عن تأثيرات المؤسسات الكبرى في هوليود.

الميلاد والنشأة
ولد فرانسيس فورد كوبولا في السابع من أبريل/نيسان 1939 بمدينة ديترويت، في ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة الأميركية، لكنه نشأ في إحدى ضواحي نيويورك. هو من أصول إيطالية تعود إلى جزيرة صقلية، وانتقل أجداده إلى تونس التي استقروا فيها طويلا، قبل أن يهاجر أبواه إلى منطقة كوينز في ولاية نيويورك، وكان والده يعمل ملحنا.

يقول عن طفولته "كنت طفلا وحيدا، كانت موهبتي الوحيدة حبي العلوم، لم أكن أفهم الرياضيات، إلا أنني برعت في العلوم، كما أحببت مطالعة حياة العلماء، ورغبت في أن أصبح عالما أو مخترعا". لكنه عانى في طفولته من شلل الأطفال الذي جعله يعيش معزولا عن العالم، ووجد البديل في مشاهدة التلفزيون والإنصات للإذاعة.

الدراسة والتكوين
تملك حب السينما قلب فرانسيس من خلال شقيقه الأكبر أوغست الذي كان يصطحبه لمشاهدة الأفلام في القاعات. وبدأ في التاسعة من عمره تصوير أفلام من فئة "8 ملم"، بجهاز أهداه له جده، فشرع في قص الأفلام المتواجدة في المنزل ليخترع أفلاما جديدة، والتحق بمدرسة السينما التابعة لجامعة كاليفورنيا عام 1959، بعد دراسات في المسرح، وحصل على ماجستير الفنون الجميلة في إخراج الأفلام.

التجربة الفنية
خلال فترة دراسته الجامعية عمل كوبولا مساعدا لروجر كورمان في فيلم "الخرفان"، ثم أصبح منتجا شريكا له. وقع كوبولا أول أفلامه الطويلة عام 1962 بعنوان "ديمانتيا 13″، وهو فيلم إثارة ورعب، ولاقى استحسانا من النقاد.

أبان فترة الستينيات عن براعته ككاتب سيناريو، من خلال مشاركته في مشاريع من قبيل "تأملات في العين الذهبية" لجون هيوستن، و"ملكية ممنوعة" لسيدني بولاك، و"هل باريس تحترق؟" لرويني كليمون.

في عام 1966، كتب فرانسيس فورد كوبولا وأخرج فيلمه الثاني "الآن أنت صبي كبير"، وتوّج في مهرجان سان سيباستيان بالجائزة الكبرى عن فيلمه "أناس المطر" عام 1969.

لكن محطته الكبرى التي وضعته في قائمة الصف الأول لمبدعي هوليود كان فيلمه الملحمي "العراب" الذي خرج إلى القاعات عام 1972، وحطم كل الأرقام القياسية في الإيرادات، وعده بعض النقاد أفضل فيلم في تاريخ السينما، وحصد ثلاث جوائز أوسكار.

واصل كوبولا نجاحاته بفيلم "المحادثة" الذي نال به السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1974، ليواصل سلسلة "العراب" بجزء ثان اكتسح جوائز الأوسكار؛ فنال منها ستا، من ضمنها أول أوسكار له كمخرج، ثم أخرج بعد سنتين فيلم "نهاية العالم الآن" الذي منحه سعفته الذهبية الثانية وجائزتي أوسكار.

في الثمانينيات قدم فرانسيس فيلم "نادي القطن" والكوميديا الرومانسية "بيكي سوف تتزوج" (1986)، و"حدائق الحجر" (1987)، و"تاكر، الرجل وحلمه" (1988). ثم جاء الجزء الثالث من "العراب" عام 1990، قبل أن يُخرج فيلما ذاع صيته في العالم بعنوان "دراكولا" من بطولة كينو ريفز.

ووقع فيلم "جاك" مع روبن ويليامز و"صانع المطر" (1997) مع مات ديمون، و"شباب بدون شباب"، ثم "تيترو" عام 2009 مع فانسون كالو، الذي افتتح به "أسبوعي المخرجين" في مهرجان كان.

لعب فرانسيس فورد كوبولا دورا مهما في إثراء السينما الأميركية والعالمية بتحف خالدة، لكنه أيضا شق منذ نهاية الستينيات، من خلال شركة الإنتاج التي أسسها، طريقا لجيل من السينمائيين المتمسكين باستقلاليتهم والراغبين في إنجاز مشاريع سينمائية خارج اليد الطولى لكبريات شركات الإنتاج.

يقول فرانسيس عن الفن السابع "أعتقد أن السينما والأفلام والسحر تشترك في الكثير من الأشياء، لقد كان الأشخاص الذين بدؤوا السينما سحرة بلا شك".

الجوائز والأوسمة
حقق فرانسيس فورد كوبولا أول تتويج كبير بمهرجان كان الفرنسي عام 1974 حين فاز بالجائزة الكبرى عن فيلمه "المحادثة"، وعاود التتويج بالسعفة الذهبية في المهرجان عام 1979 عن فيلم "القيامة الآن".

وتوّج عن هذا الفيلم أيضا بجائزة الغولدن غلوبز كأفضل مخرج عام 1980، وبينما رُشح للأوسكار عن فيلمه الملحمي "العراب" عام 1973، فإنه استطاع الحصول على جائزتي أوسكار عن الجزء الثاني من "العراب" عام 1991، وهما جائزتا أفضل فيلم وأفضل إخراج.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية