إيكر كاسياس

DORTMUND, GERMANY - FEBRUARY 18: Iker Casillas of FC Porto shows his dejection after Dortmund's second goal during the UEFA Europa League round of 32 first leg match between Borussia Dortmund and FC Porto at Signal Iduna Park on February 18, 2016 in Dortmund, Germany. (Photo by Lars Baron/Bongarts/Getty Images)

لاعب كرة قدم إسباني، شغل لسنوات مركز حارس المرمى بفريق ريال مدريد، ويعد من أبرز نجوم منتخب إسبانيا الوطني، وقاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها. فاجأ المتتبعين بدعوته في يونيو/حزيران 2017 لرفع الحصار عن قطر.

المولد والنشأة
ولد إيكر كاسياس في العشرين من مايو/أيار 1981 في بلدة موستوليس (إقليم مدريد) بإسبانيا، ونشأ في كنف أسرة من الطبقة المتوسطة.

الدراسة والتكوين
بدأ كاسياس مشواره الكروي في سن العاشرة عندما التحق بفريق الأشبال بنادي ريال مدريد -الذي يعد أحد أندية الدوري الممتاز الإسباني التاريخية العريقة، والحاصل على لقب أفضل ناد في العالم خلال القرن العشرين- في موسم 1990-1991.

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1997 استدعي للمرة الأولى لصفوف الفريق الأول (وكان عمره حينها 16 عاما) ليكون الحارس الاحتياطي في مواجهة روزنبرغ النرويجي في منافسات دوري أبطال أوروبا.

وفي موسم 1998-1999 أصبح كاسياس حارسا أساسيا بفريق ريال مدريد للناشئين الذي يلعب بدوري الدرجة الثالثة، وفي ذلك الموسم استدعي لمنتخب إسبانيا للأشبال تحت عشرين سنة وكان عمره 17 سنة فقط، فكان له دور حاسم في فوز ذلك المنتخب ببطولة مونديال الشباب لعام 1999.

التجربة الرياضية
في موسم 1999-2000 أصبح كاسياس الحارس الأساسي للفريق الأول بريال مدريد، وأصبح أيضا في الموسم نفسه أصغر حارس مرمى يخوض مباراة نهائي "دوري الأبطال" الأوروبي لكرة القدم ويفوز بها، وكانت المرة الثامنة التي حاز فيها ريال مدريد هذا اللقب في تاريخه الطويل.

وحصل كاسياس في نهاية عام 2000 على جائزة "برافو" كأفضل لاعب شاب نتيجة لإنجازاته في تلك السنة، إلا أنه خسر مركزه كحارس أساسي في موسم 2001-2002 بسبب اهتزاز في أدائه وثقته بنفسه.

وفي نهاية الموسم، وعندما كان ريال مدريد يخوض مباراة نهائي "دوري الأبطال" ضد غريمه الألماني باير ليفركوزن، أصيب الحارس الأساسي ثيسار سانتشيث في الدقائق الأخيرة من المباراة، فحل محله كاسياس ليتحول في ذلك اليوم إلى البطل الذي أنقذ فريقه من هزيمة محققة وقاده للفوز باللقب الأوروبي التاسع، والثاني لحساب كاسياس.

وكانت تلك المباراة نقطة انعطاف في مسيرة كاسياس، الذي لم يتوقف منذ نهايتها عن حصد كافة الألقاب المحلية والأوروبية والقارية مع ريال مدريد.

ثم كان كاسياس بطلا لأوروبا مع منتخب بلاده للناشئين تحت 16 سنة عام 1997، وعاد للفوز بالبطولة الأوروبية مع منتخب بلاده للناشئين تحت عشرين سنة عام 1999.

وحطم كاسياس أرقاما قياسية في مسيرته مع الفريق الوطني الإسباني، فهو اللاعب الذي خاض أكبر عدد من المباريات مع منتخب بلاده في تاريخه، بعد أن تجاوز عام 2011 الرقم المسجل باسم حارس المرمى أندوني ثوبيثاريتا والبالغ 126 مباراة.

وتواصلت إنجازات كاسياس مع المنتخب الأول لبلاده، إذ قاده للفوز بلقب البطولة الأوروبية عام 2008 ليعود منتخب إسبانيا لإحراز هذا اللقب الأوروبي بعد 44 عاما لم يحصل فيها فريق إسبانيا الوطني على لقب عالمي واحد منذ فوزه بالبطولة الأوروبية للمرة الأولى والأخيرة عام 1964. وعاد لقيادة رفاقه للفوز ببطولة أوروبا للأمم للمرة الثانية على التوالي عام 2012.

وكان كاسياس عاملا أساسيا في فوز إسبانيا على هولندا في المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2010 في جنوب أفريقيا، عندما صد هدفين محققين كاد يحرزهما المهاجم الهولندي أريان روبين في الدقيقتين 62 و83 من عمر المباراة.

فاجأ كاسياس الجميع عندما دعا في 12 يونيو/حزيران 2017 إلى رفع الحصار عن دولة قطر، وشدّد على ضرورة إبعاد الأطفال عن أي صراعات أو نزاعات سياسية.

وفي تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر قال كاسياس "من الضروري أن يبقى الأطفال بعيدين عن أيّ نزاع سياسي، ووقف الحصار على دولة قطر".

جاء ذلك على خلفية إعلان سبع دول هي السعودية والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة، بينما أعلنت الأردن وجيبوتي خفض تمثيلهما الدبلوماسي معها.

ونفت قطر الاتهامات التي وجهتها لها دول خليجية، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.

الإنجازات
فاز كاسياس مع فريق ريال مدريد ببطولة الدوري الإسباني خمس مرات (في مواسم 2000-2001 و2002-2003 و2006-2007 و2007-2008 و2011-2012)، وبكأس ملك إسبانيا مرتين (في موسمي 2010-2011 و2013-2014)، وبكأس السوبر الإسبانية أربع مرات (في مواسم 2000-2001 و2002-2003 و2007-2008 و2011-2012).

كما فاز ببطولة "دوري الأبطال" الأوروبية لكرة القدم للأندية ثلاث مرات (في مواسم 1999-2000 و2001-2002 و2013-2014)، وبكأس السوبر الأوروبية مرتين (في موسمي 2001-2002 و2013-2014)، إضافة إلى فوزه مع المنتخب الإسباني الأول بكأس أمم أوروبا مرتين (2008 و2012)، وبكأس العالم مرة واحدة (2010).

عرف مسار الحارس الدولي منعطفا نوعيا منتصف عام 2015 حينما أعلن نادي ريال مدريد أن لاعبه الذي أمضى معه 25 عاما، انتقل إلى فريق بورتو البرتغالي.

الجوائز والأوسمة
فاز إيكر كاسياس بالعديد من الجوائز على المستويين المحلي والعالمي كأفضل حارس مرمى، وكان من أبرز الجوائز العالمية التي حازها: جائزة القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى في مونديال جنوب أفريقيا (2010)، وجائزة أفضل حارس مرمى في بطولة أوروبا للأمم (2008 و2012).

وحصل أيضا عامي (2008 و2012) على جائزة أفضل حارس مرمى في قارة أوروبا التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وحاز لقب أفضل حارس مرمى في العالم خمس مرات على التوالي (2008 و2009 و2010 و2011 و2012)، وفقا لتصنيفات الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم.

كما حصل كاسياس على الميدالية الذهبية من جوائز الوسام الملكي للاستحقاق الرياضي (2010) التي تمنحها الحكومة الإسبانية عبر المجلس الأعلى للرياضة لأصحاب الإنجازات الرياضية العظيمة، وجائزة "أمير أستورياس" للرياضة، وهي جائزة إسبانية عالمية.

المصدر : الجزيرة