ألان ديلون.. أيقونة السينما الفرنسية

CANNES, FRANCE - MAY 25: French-Swiss actor Alain Delon appears on stage during a Tribute To Alain Delon at Theatre Lumiere during The 66th Annual Cannes Film Festival at the Palais des Festivals on May 25, 2013 in Cannes, France.

ممثل سينمائي فرنسي، تنقل خلال سنوات طويلة بين مختلف الأنواع الفيلمية من أفلام التشويق والجريمة إلى الدراما النفسية وصولا إلى الأدوار الرومانسية، حتى لقب "أيقونة عالم السينما في فرنسا".

الميلاد والنشأة
ولد ألان فابيات موريس مارسيل ديلون يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في هوت دو سين قرب باريس بفرنسا. وعاش طفولة شابها الاضطراب بسبب انفصال والديه وهو لا يتجاوز الرابعة من العمر.

كان والده يدير قاعة سينما بينما كانت أمه تعمل في صيدلية قبل أن تقرر التفرغ لتربية طفلها ألان. وبعد انفصال الوالدين الذي صادف اندلاع الحرب العالمية الثانية، أودع ديلون لدى أسرة أخرى لتكفله، ثم عاش موزعا بين والديه -اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة- وهو ما طبع نفسيته بتعاسة ومعاناة دائمتين.

ألقت التنشئة المضطربة التي تلقاها ديلون في طفولته بظلالها على مساره الدراسي الذي لم يكن ناجحا، بسبب عدم انضباطه وتمرده المتواصل الذي كلفه الفصل من مدرسة لأخرى. ويصف هو نفسه هذه الحالة قائلا: "كنت وحشا صغيرا بالغ الشراسة".

وتعاطى في وقت ما مهنة زوج والدته الذي كان يدير محلا لبيع مشتقات اللحوم، ثم التحق بالجيش وهو في السابعة عشرة من عمره بعد حصوله على ترخيص من والديه، الأمر الذي ظل يؤثر فيه لأنه اعتبر ذلك محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلا مزعجا.

يقول ديلون عن طفولته القاسية: "كل قواي أستمدها من طفولتي. كل ما أصبحته اليوم، كل ما فعلته، فعلته بسبب ذلك الماضي، تلك الطفولة".

عُرف بعلاقاته النسائية المتعددة مع النجمات الفرنسيات الشهيرات، إذ تزوج بالممثلة الفرنسية ناتالي ديلون عام 1964 وانفصلا عام 1969 بعد أن أنجبا طفلا واحدا، ثم تزوج الممثلة روزالي فان بريمين عام 1987 وانفصلا 2011 أيضا بعد أن أنجبا طفلين.

التجربة الفنية
بعد عودته من المشاركة في حرب الهند الصينية (فيتنام لاحقا) عام 1954 باعتباره جندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، جرب ديلون العمل في وظائف متواضعة قبل أن يرصده المنتجون ليقدم في عام 1957 أول أفلامه "أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان"، وبعدها فيلم "روكو وإخوته" عام 1960.

التقى ديلون مع مكتشف المواهب الأميركي الشهير هنري ويلسون واجتاز معه اختبار التمثيل بنجاح لكنه لم يذهب إلى هوليوود، بل فضل البقاء في فرنسا التي حقق فيها نجاحا واسعا في فيلم "نون الأرجواني" في العام ذاته، حيث قدم فيه دورا نفسيا مركبا.

برع في أدوار الجريمة على غرار فيلم "أي عدد يمكنه الفوز؟" 1963، ونال شهرة كبيرة بفيلم "الساموراي" سنة 1967، كما حقق نجاحا ساحقا في فيلم "بورسالينو" عام 1970.

وفضلا عن الانتشار الجماهيري الذي يعود أساسا إلى جاذبية ديلون والكاريزما القوية التي يتمتع بها، فإنه انتزع ترحيب النقاد خصوصا إثر أدائه في فيلميْ "السيد كلاين" 1976 و"سوان يحب" 1984.

أما خارج فرنسا، فقد شارك ديلون في أفلام كثيرة مع مشاهير هوليوود، مثل بيرت لانكستر في فيلم "الفهد"، وأنطوني كوين في فيلم "الفرقة المفقودة"، وتشارلز برونسون في فيلم "وداعا يا صديقي".

وعن شخصيته المركبة التي صنعت له الملايين من المعجبين وكذا الكثير من الكارهين، قال ديلون إن هناك "عشرة آلاف آلان ديلون يتعايشون في داخلي، ويتشاجرون دائما فيما بينهم: الحنون والقاسي، اللطيف والفظ… إلخ".

الجوائز والأوسمة
ترشح النجم الفرنسي لجائزة ألان ديلون "غولدن غلوب" مرة واحدة عام 1964، وفاز بجائزة سيزار لأفضل ممثل عام 1985، كما حصل على جائزة شرفية في مهرجان برلين 1995.

المصدر : الجزيرة