محمد علان.. أمعاء خاوية لفك الأسر

المحكمة العليا الإسرائيلية تجدد اعتقال الأسير محمد علان
قضية علان تجاوزت أسوار السجن وباتت قضية حقوقية وقضية رأي عام فلسطيني (الجزيرة)

أسير فلسطيني خاض معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي بأمعائه الخاوية لمواجهة أمر الاعتقال الإداري وتجديده، تحولت قضيته لقضية رأي عام فلسطيني وحقوقي بعد ستين يوما من الإضراب عن الطعام.

المولد والنشأة
ولد محمد نصر الدين علان في 5 أغسطس/آب1984 بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية.

الدراسة والتكوين
حصل على شهادة البكالوريوس في القانون من الجامعة العربية الأمريكية في جنين.

الوظائف والمسؤوليات
مارس مهنة المحاماة بعد تخرجه من الجامعة.

تجربة لاعتقال
اعتقل علان للمرة الثالثة خلال اقتحام قرابة ثلاثين جنديا إسرائيليا منزل عائلته في قرية عينابوس بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية فجر يوم 11 يونيو/حزيران 2014. أخذوه إلى مكتبه في مدينة نابلس ثم إلى جهة مجهولة، وعلم أهله لاحقا أنه معتقل في سجن مجدو.

وقد سبق لقوات الاحتلال أن اعتقلته عام 2006، وحكم عليه بالسجن لثلاثة أعوام، كما أوقف عام 2011 واعتقل خمسين يوما.

وجاء الاعتقال الثالث لعلان بموجب أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر، أصدره قاض عسكري بناء على ملف سري يشير إلى أن المعتقل يشكل خطورة على المنطقة.

لم يحقق معه ولم توجه له تهمة واضحة، وإنما اعتقل بدعوى كونه ناشطا في حركة محظورة بموجب الأوامر العسكرية للاحتلال، وهي حركة الجهاد الإسلامي. وبدون اتهامات واضحة، مدد الاحتلال الاعتقال في 5 مايو/أيار 2015 لـستة أشهر أخرى تنتهي في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

 

معركة الأمعاء الخاوية
لم يطعن علان في قرار تثبيت أمر الاعتقال الإداري وتمديده، ورفض استئنافه، ولم يقف أمام المحكمة، وقرر بدلا من ذلك الدخول في معركة مع الاحتلال الإسرائيلي بسلاح الأمعاء الخاوية يوم 16 يونيو/حزيران 2015، حيث أعلن من سجن النقب الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام. نقل بعد ذلك إلى سجن عزل أيلا في بئر السبع، ثم إلى سجن أيشل.

لم تكثرت المحكمة العليا للاحتلال للوضع الصحي الصعب لعلان بعد الإضراب، ورفضت في 4 أغسطس/آب 2015 ملتمسا تقدم به محاميه للإفراج عنه. ثم تدهورت صحته فنقل إلى مستشفى الرملة، ثم إلى العناية المركزة في مستشفى سوروكا، لينقل يوم 10 أغسطس 2015 إلى مستشفى برزلاي بجنوب فلسطين المحتلة.

صرح محامي مؤسسة الضمير سامر سمعان أنه زار علان يوم 12 من نفس الشهر في المستشفى، وأخبره أنه يعاني كثيرا وفقد توازنه وبدء بفقدان البصر جزيئا، لكنه أصر رغم ذلك على الاستمرار في إضرابه حتى النصر، رغم تهديد مصلحة السجون الإسرائيلية بأن تفرض عليه التغذية القسرية.

قضية رأي عام
تجاوزت قضية علان أسوار السجن، وباتت قضية حقوقية وقضية رأي عام فلسطيني، خاصة بعدما فقد وعيه صباح يوم 14 أغسطس/آب 2015 بعد 59 يوما من الإضراب عن الطعام.

وذكرت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان -بناء على إفادة محامي علان (جميل الخطيب) ووالدته- أن حالته تدهورت بشكل خطير، وأن الأطباء استعملوا جهاز تنفس اصطناعي لإنعاشه، وأدخلوا الأملاح لجسمه عبر الوريد، لكن ذلك لم يحل دون تهديده الاحتلال بالامتناع عن الماء والعلاج إذا لم يطلق سراحه عاجلا.

بالتزامن مع ذلك تصاعدت حملة التضامن الشعبي مع الأسير محمد علان بمظاهرات واعتصامات في الضفة الغربية وغزة وداخل الخط الأخضر، وطالب المتظاهرون السلطة الفلسطينية بالتحرك، فيما دعا مركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان المنظمات الحقوقية العالمية إلى التدخل لإنقاذ الأسير محمد علان من الموت.

وفيما أجلت المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الاثنين 17 أغسطس/آب 2015 قرارها بشأنه، دخلت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي على الخط، وأعلنت أنها ستكون في حل من التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي في حال توفي محمد علان.

وفي مساء يوم 19 أغسطس/آب 2015، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج الفوري عن الأسير علان، وأعلن الأخير بعدها إنهاء إضرابه عن الطعام دام 65 يوما احتجاجا على اعتقاله.

وقال محامي علان، جمال الخطيب، إن المحكمة العليا قررت تعليق قرار تجديد أمر الاعتقال الإداري الصادر بحقه، وذلك نتيجة التدهور الحاد الذي طرأ على الحالة الصحية لعلان، مؤكدا أن القرار يشمل حق الأسير باستكمال علاجه في مشفى برزلاي في عسقلان، لأن وضعيته الصحية لا تزال خطيرة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية