روبيرت دي نيرو

US actor Robert De Niro arrives at the show for fashion house Giorgio Armani at the Men Spring-Summer 2016 Milan's Fashion Week on June 23, 2015. AFP PHOTO / GIUSEPPE CACACE

ممثل أميركي من أصول إيطالية، يصنف من أفضل الممثلين في تاريخ السينما العالمية. صاحب مشاهد خالدة في ذاكرة عشاق الفن السابع. حافظ على نجوميته عبر ما يناهز نصف قرن من الأداء العالي، بفضل ما عرف عنه من حرص على الإتقان وهوس بالتفاصيل الدقيقة للشخوص. توجته المحافل السينمائية الدولية بأرفع الجوائز.

المولد والنشأة
ولد روبيرت ماريو دي نيرو الابن في 17 أغسطس/آب 1943 بمدينة نيويورك، رأى النور في أسرة فنية، والده يحمل نفس الاسم "روبيرت" كان رساما ونحاتا، فيما عملت أمه فرجينيا رسامة. وكان جده قد هاجر من إيطاليا إلى أميركا في بداية القرن العشرين.

الدراسة والتكوين
تلقى روبيرت تعليمه الابتدائي في مدرسة ليتل ريد، والتحق بتشجيع من والدته بمدرسة الموسيقى والفنون الثانوية بولاية نيويورك، لكنه طرد منها وهو في الثالثة عشرة من عمره. بدأ يتابع دروسا في الفن الدامي في "ورشة الدراما" بأستوديو لوتر جيمس ومدرسة ستيلا أدلر. كما تلقى دروسا من لي ستراسبرغ في أستوديو "أكترز" الشهير للفن الدرامي.

التجربة الفنية
تركزت بدايات روبيرت دي نيرو في المسرح، حيث أدى دورا في مسرحية لأنطون تشيكوف. واكتفى بالظهور ككومبارس في بعض الأفلام انطلاقا من 1965. وقبل ذلك بسنتين، كان له لقاء شكل منعطفا في حياته الفنية مع المخرج بريان دي بالما الذي منحه أول دور له في السينما في فيلم "عقد القران". ولاحقا قدم مع نفس المخرج فيلم "التحيات" عام 1968 و"مرحبا والدتي" عام 1970.

وبعد أن نال إعجابا جماهيريا واسعا إثر دوره في فيلم "اضرب الطبل ببطء" عام 1973، تبلورت علاقته الإنسانية والفنية المثمرة مع المخرج مارتن سكورسيزي من خلال فيلم "الشوارع الوضيعة" (mean streets).

 ومع مارتن، قدم أبرز أعماله الناجحة على غرار "سائق التاكسي" (1976)، و"نيويورك، نيويورك" (1977)، و"الثور الهائج" (1980)، و"ملك الكوميديا" (1983)، و"غودفيلاز" (1990)، و"رأس الخوف" (1991)، و"كازينو" (1995).

له دور لا ينسى في واحد من أعظم ملاحم السينما، حيث لعب في عام 1974 شخصية "دون فيتو كورليوني" في مرحلة الشباب في الجزء الثاني من فيلم "العراب" لفرانسيس فورد كوبولا. وقد حصل بهذا الدور على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد.

مع بلوغ روبيرت دي نيرو مرحلة النضج الفني الإبداعي، بات يقدم نموذجا لمدرسة في التمثيل تقوم على تقصي أبعد درجات التقمص والمصداقية. وهو رهان دفعه إلى القيام باختيارات تجاوزت العمل داخل الأستوديو.

عمد إلى تعلم العزف على الساكسوفون من أجل دوره في "نيويورك، نيويورك" (1977)، والعيش وسط العمال المنجميين في "رحلة إلى الجحيم" ( 1978)، وتعلم إقامة القداس باللاتينية من أجل "اعترافات دموية" وصولا إلى زيادة وزنه بثلاثين كيلوغراما للظهور بمظهر ملاكم محبط أدار له المجد ظهره في فيلم "الثور الهائج" (1980)، الذي قدم خلاله دورا استثنائيا خوله الفوز بجائزة أوسكار أحسن ممثل.

وتوالت أعمال دي نيرو المتميزة على غرار دور "مايكل فرونسكي" في فيلم "صائد الغزلان" حول حرب فيتنام ( 1978)، وعمله مع المخرج سيرجيو ليون في رائعته "حدث ذات مرة في أمريكا" ( 1984). وفي خضم القائمة الطويلة من الأفلام التي شارك فيها النجم الأميركي، تفاوتت القيمة الفنية للأعمال، وتنوعت اتجاهاتها. فقد قدم أفلام الحركة والدراما الاجتماعية والنفسية والكوميديا الخفيفة وأفلام الحركة والإثارة.

وقف أمامه نجوم ونجمات من مختلف الأجيال، من مارلون براندو إلى ليوناردو ديكابريو، مات ديمون، ميريل ستريب، شارون ستون وأنجلينا جولي، ناهيك عن الثنائي الشهير الذي قدمه مع منافسه في النجومية آل باتشينو في "هيت" وتجدد مع فيلم "القانون والنظام" ( 2008). وبعد أن وقفت أمامه في فيلم "أزمنة الحب" ( 2011)، قالت النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي في حديث صحفي، إن التمثيل مع روبيرت دي نيرو "درس في الحياة".

الجوائز والأوسمة
حصل "بوب" كما يلقبه أصدقاؤه المقربون على جائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم العراب (الجزء الثاني) عام 1974، ونال أوسكار أفضل ممثل رئيسي عن دوره في فيلم "الثور الهائج" عام 1981.

وحصل عن نفس الدور على جائزة الغولدن غلوب. وعاش عام 2011 لحظات مؤثرة على منصة حفل جوائز الغولدن غلوب، حيث تم تكريمه عن مجمل مساره السينمائي الحافل، بحضور أقوى رموز هوليود. وخلال هذا الحفل قدم نجوم كبار شهادات تبجيل في حقه، منهم ديكابريو وجودي فوستر، وشون بين وبين ستيلر وهيرفي كيثل وغيرهم.

كما حظي بالتكريم عام 2009 من قبل مركز كينيدي للفنون الذي يخص كل عام في حفل بالبيت الأبيض، أبرز صناع الفن في الولايات المتحدة باحتفاء كبير. وقد ترأس الفنان المعروف بخجله وتكتمه بعيدا عن أضواء الكاميرا، لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورة 2011.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية