جيري فالويل

LYNCHBURG, VA - MAY 19: A Liberty University graduating student holds a commemorative image of Jerry Falwell during the school's 34th commencement ceremony, the first without Rev. Jerry Falwell, May 19, 2007 in Lynchburg University. Funeral services for Falwell, founder of Liberty University and Thomas Road Baptist Church, will be held May 22 at Thomas Road Baptist Church.

مبشر أميركي من رموز الصهيونية المسيحية، اشتهر بتصريحاته المعادية للإسلام وللنبي الكريم، يعتبر أن "علمنة أميركا وانتشار اللواط والإلحاد وتشريع الإجهاض قد أثارت غضب الله" مما ساعد في حدوث هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

المولد والنشأة
ولد جيري لامن فالويل يوم 11 أغسطس/آب 1933 بمدينة لينشبرغ في ولاية فرجينيا الأميركية. وقد مر بتجربة تدين في مرحلة مبكرة من حياته جعلته يتوجه إلى دراسة الدين.

الدراسة والتكوين
بعد تخرجه عام 1956 أسس كنيسة في مدينة لينشبرغ تحت اسم توماس رود بابتيست تشيرش أو كنيسة شارع توماس المعمدانية، التي لم يحضر اجتماعها الأول سوى 35 شخصا.

التوجه الفكري
يعد فالويل من أهم الشخصيات البارزة من تيار اليمين المسيحي الأميركي التي تقر علنا بأن دعم إسرائيل فرض ديني لكل مسيحي, كما عرف بعدائه للإسلام.

وقد اتخذ مواقف معارضة للإجهاض ولانتشار اللواط والإلحاد في المجتمع الأميركي وغيرها من القضايا التي تخالف معتقداته المسيحية الأصولية.

التجربة الدينية
اتخذ فالويل من كنيسته الصغيرة مركزا لإطلاق حملاته التبشيرية مبتدئا بدعوة أهل مدينته، وبعد عام واحد بلغ عدد أعضاء الكنيسة 864 عضوا. وقد وصل عدد أعضاء الكنيسة -التي أصبحت صرحا كبيرا- إلى نحو 24 ألفا، كما بات يرتبط به مئات المبشرين الإنجليكانيين.

وبعد أسابيع من إنشاء الكنيسة سعى فالويل لنشر مذهبه عبر أدوات جديدة، فقد بدأ عام 1956 بث برنامج إذاعي -تحول فيما بعد إلى برنامج تلفزيوني- بعنوان "ساعة الإنجيل القديم"، وذلك على إحدى الشبكات المحلية التابعة لقناة ABC الأميركية.

ومع بداية السبعينيات ارتقى فالويل بنشاطه التبشيري إلى مستوى جديد، فأسس عام 1971 جامعة لتدريس العلوم الدينية والاجتماعية من منظور مسيحي سماها (جامعة الحرية)، وتولى رئاستها بمساعدة أحد أبنائه.

التجربة السياسية
خلال عقد السبعينيات دخل فالويل مجال العمل السياسي ردا على سماح المحاكم الأميركية بالإجهاض، فأنشأ عام 1979 -بالتعاون مع قيادات مسيحية أميركية أخرى- منظمة عرفت باسم مورال ماجوريتي (أي الأغلبية الأخلاقية).

تكونت المنظمة من شبكة لجان عمل سياسية محافظة تسعى للدفاع عن قضايا المتدينين السياسية، وعلى رأسها قضايا تحريم الإجهاض، ورفض اعتراف الولايات الأميركية بمطالب الشواذ جنسيا، ومراقبة وسائل الإعلام التي تروج لتصورات معادية للأسرة وقيمها.

وفي ثمانينيات العقد الماضي بات فالويل الوجه الأشهر لمنظمة "الأغلبية الأخلاقية" في الدوائر الإعلامية والسياسية الأميركية، وإن كان ذلك لم يشغله عن القيام برحلاته التبشيرية عبر الولايات المتحدة.

وفي عام 1989 أغلقت منظمة "الأغلبية الأخلاقية" أبوابها وتوقفت عن العمل رسميا، لكنها سلمت أنشطتها وإنجازاتها ومهامها لمنظمة التحالف المسيحي التي أسسها بات روبرتسون.

وفي 14 أبريل/نيسان 1998 نشرت جريدة "يو إس أيه توداي" الأميركية مقالا لفالويل ينتقد فيه إدارة الرئيس بيل كلينتون لما اعتبره فالويل ضغطا تمارسه على إسرائيل للقبول بخطة السلام الأميركية.

وقال في مقالته تلك إن ضغط أميركا على إسرائيل "يجب أن يقلق كل من يأخذون على محمل الجد وعد إبراهيم بخصوص أرض إسرائيل"، في إشارة إلى إيمان الإنجليكانيين بأن الله وعد إبراهيم -عليه السلام- بأن يعيد أرض إسرائيل لليهود.

ورأى أن الخطط الأميركية من شأنها أن تحبط عميلة السلام التي "يمكن أن تنجح فقط إذا ما تركت للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وفي المقابل طالب بأن يقتصر دور الإدارة الأميركية على تسهيل وتحفيز المفاوضات وأن تبتعد عن التحكيم في الخلافات بين الجانبين أو الضغط على أطراف التفاوض، وهو تماما ما كانت تطالب به إسرائيل.

واجه فالويل انتقادات واسعة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لأنه رأى فيها عقابا إلاهيا على نشاط التيارات الليبرالية والعلمانية بأميركا، كما واجه انتقادات من مسلمي أميركا أواخر عام 2002 لوصفه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي.. ورجل عنيف، ورجل حرب" وذلك خلال أحد البرامج التلفزيونية الأميركية المعروفة، وهو برنامج " ستون دقيق".

الوفاة
توفي القس جيري فالويل في 15 مايو/أيار 2007 بمستشفى "ليشبرغ العام" بولاية فيرجينيا عن عمر ناهز ٧٣ عاما.

المصدر : الجزيرة