الإمام جعفر الصادق

من كبار علماء المدينة المنورة، يعتبره الشيعة الإمامية سادس أئمتهم، عاش في مرحلة شهدت سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية. فضّل التفرغ للعلم والبعد عن معترك السياسة.

المولد والنشأة
ولد الإمام جعفر الصادق يوم 17 ربيع الأول سنة 80 للهجرة  في المدينة المنورة، وهو أبو عبد الله جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

أما أمه فأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه.

السيرة
كان من كبار علماء المدينة المنورة، متواضعا ورحيما بالناس متلاحما معهم، يقدّم الناسَ على نفسه. ونقل الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عمرو بن أبي المقدام قوله "كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد، علمت أنه من سلالة النبيين".

يعتبره الشيعة الإمامية سادس أئمتهم، إلا أنه كان عالما فقيها احتل مكانة رفيعة بين علماء المسلمين كافة، وكانت حلقته الفقهية في المدينة المنورة تجتذب علماء المسلمين من كافة المذاهب، ودرس فيها الإمام أبو حنيفة النعمان، والإمام ومالك بن أنس.

وقد ساهمت المناظرات التي جرت في حلقة الصادق الفقهية في تأسيس المذاهب الإسلامية التي نعرفها اليوم، حيث اتسمت بالمناقشة العلمية ومقارعة الحجة بالحجة. وتميزت حلقات الدرس في تلك الفترة بأنها كانت تشهد نشاطات في علوم الدنيا والدين.

كما شهدت تلك الفترة من عمر الدولة الإسلامية نشاطا غير عادي في كافة العلوم، وتذكر المصادر أن حلقة جعفر الصادق شهدت نقاشات في علوم دنيوية مثل الكيمياء والفلسفة والفلك.

ومن العلماء العظام الذين التحقوا بمجلس جعفر الصادق: الكيميائي جابر بن حيان.

كان الصادق معتزا بعلمه الغزير، حريصا على أن تستفيد منه الأجيال اللاحقة، فكان يحث الناس على العلم والتعلم والاستفادة من العلماء بقوله "سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي".

وتمتع الصادق بحنكة وحكمة عاليتين، فقد عاش في فترة سياسية حرجة للغاية، وهي الفترة التي شهدت سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وفي تلك الفترة استطاع أن يحافظ على مسافة كافية تفصله عن الحاكم، فرغم سعي الحكام في العهدين الأموي والعباسي إلى التقرب منه لعدة أسباب، إلا أنه فضّل التفرغ للعلم، واستطاع البقاء بعيدا عن معترك السياسة.

الوفاة
توفي الإمام جعفر الصادق في المدينة المنورة عام 148 للهجرة.

المصدر : الجزيرة