راتكو ملاديتش

Photo taken 15 February 1994 shows Bosnian Serb General Ratko Mladic in Sarajevo. Bosnian Serb ex-army chief Ratko Mladic, who faces charges of genocide, crimes against humanity and war crimes, will go on trial on May 14, the Yugoslav war crimes tribunal said on February 15, 2012.

ضابط سابق في الجيش الصربي قبل أن يعين قائدا للقوات المسلحة في جمهورية الصرب المستقلة، لقب "بجزار البلقان" لدوره في مجزرة سربرينتشا بالبوسنة في يوليو/تموز 1995، وبعد سنوات طويلة من الفرار اعتقل في مايو/أيار 2011 ليواجه تهما بارتكاب جرائم حرب.

المولد والنشأة
ولد راتكو ملاديتش يوم 12 مارس/آذار 1943 بقرية بوزانفيتشي القريبة من جبل تريسكافيتشا.

الدراسة والتكوين
التحق بمدرسة الصناعة العسكرية في زيمون عام 1961 ومنها انضم إلى الأكاديمية العسكرية ثم أكاديمية الضباط التي تخرج منها بدرجة امتياز عام 1965، وانضم للحزب الشيوعي في نفس العام.

التجربة العسكرية
عين قائدا لوحدة عسكرية كانت تتمركز في مدينة سكوبي برتبة ملازم وترقى في المناصب القيادية إلى أن وصل إلى قائد لواء، وفي عام 1989 رقي إلى منصب مدير إدارة التدريب في المنطقة العسكرية الثالثة في نفس المدينة، وهي كبرى مدن مقدونيا التي كانت جزءا من الاتحاد اليوغسلافي السابق.
 
وفي عام 1991 رقي ملاديتش إلى منصب نائب القائد العام للوحدات العسكرية في مدينة بريشتينا في إقليم كوسوفو في فترة الحرب الأهلية بيوغسلافيا التي تلت وفاة الرئيس جوزيب بروز تيتو.
 
وفي نفس العام تقلد ملاديتش قيادة الفرقة التاسعة في الجيش الشعبي اليوغسلافي وخاض معها حربا ضد الكروات الذين كانوا قد أعلنوا ما كان يعرف باسم جمهورية كاريينا الصربية.
 
وبعدها رقي إلى رتبة لواء وشاركت القوات التي تأتمر بقيادته في الحرب ضد الكروات، وتحديدا ما يعرف باسم عملية خط الساحل 91، التي كانت تهدف إلى فصل منطقة دالماتيا عن بقية كرواتيا، لكن العملية فشلت.
 
رقي إلى رتبة عماد في مايو/أيار 1992 بعد شهر واحد فقط من إعلان جمهورية البوسنة استقلالها وانفصالها عن الاتحاد اليوغسلافي، حيث قام ملاديتش وقواته بمحاصرة العاصمة سراييفو وقام بقصفها عدة مرات بالمدفعية الثقيلة، فضلا عن تعرض سكانها للقنص العشوائي.
 
ثم عين ملاديتش قائدا للقوات المسلحة في جمهورية الصرب المستقلة التي صوت البرلمان الصربي على إعلانها في نفس اليوم، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1996.
 
وفي عام 1995، أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة قرارا بإدانته بارتكاب جرائم حرب وأصدرت بحقه مذكرة اعتقال، وفي 4 أغسطس/آب 1995 قام رئيس جمهورية الصرب رادوفان كاراديتش بإعفاء ملاديتش من منصبه بسبب خسارته لبلدتين مهمتين غربي البوسنة لصالح القوات الكرواتية.
 
لكن ملاديتش وبفضل دعم الجيش له والعديد من الزعماء السياسيين أجبر كراديتش على التراجع عن القرار، وبقى في منصبه قائدا للقوات المسلحة حتى أغسطس/آب 1996، عندما أصدرت رئيسة جمهورية صرب البوسنة بيليانا بلافيتش قرارا بإعفائه من منصبه.
 
بعد هذه الفترة، توارى عن الأنظار وبدأت عملية مطاردته وملاحقته لتقديمه للقضاء الدولي، حيث تواترت الأنباء خلال هذه المرحلة عن مشاهدته داخل صربيا أو في دول مجاورة، كما راجت شائعات كثيرة حول قيامه بإجراء عمليات تجميل لتغيير ملامح وجهه، بالإضافة إلى معلومات غير مؤكدة عن وفاته.
 
ولم تنجح محاولات اعتقاله -الذي اعتبر واحدا من الشروط الأساسية لانضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي- حتى يوم الخميس 26 مايو/أيار 2011، حين اعتقلته وكالة المعلومات الأمنية الصربية (جهاز المخابرات) بالقرب من مدينة زريجنانين بالقرب من منطقة بانتا التابعة لمقاطعة فيوفدينا شمال صربيا، وذلك في منزل ابن عمه برانسيلاف ملاديتش.
 
وفي يونيو/حزيران 2011، وبعد حوالي أسبوع على اعتقاله، مثل راتكو ملاديتش القائد السابق لقوات صرب البوسنة، للمرة الأولى أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي بهولندا بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خاصة ضد المدنيين بمدينة سربرنيتشا.

المصدر : الجزيرة