رياض الأسعد

القائد السابق للجيش الحر في سوريا رياض الأسعد Riad Al-Asaad
رياض الأسعد قائد عسكري سوري، كان من أوائل العسكريين المنشقين عن النظام السوري في الثورة الشعبية 2011. أسس "الجيش السوري الحر" الذي يمثل الجناح العسكري الرسمي للثورة، وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة.

المولد والنشأة
ولد رياض موسى الأسعد عام 1961 في جبل الزاوية (ريف محافظة إدلب) بسوريا.

الوظائف والمسؤوليات
أسس الأسعد وترأس "الجيش السوري الحر" في الفترة ما بين 29 يونيو/حزيران 2011 و8 ديسمبر/كانون الأول 2012.

التجربة العسكرية
التحق الأسعد -وهو في التاسعة عشرة- بالقوات الجوية السورية، وعمل مهندسا فيها إلى أن أصبح ضابطا برتبة عقيد في الفرقة 22 من اللواء 14. وكان من أوائل العسكريين الذين انشقوا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتحقوا بالثورة الشعبية التي انطلقت في منتصف مارس/آذار 2011.

ويقول الأسعد إن نظام الأسد وضعه تحت المراقبة منذ اندلاع الثورة التونسية في أواخر 2010، وإن إدارة فرع المخابرات الجوية في حلب استدعته لاحقا إثر خروج مظاهرة وأجبرته على الاعتراف بوجود "عصابات مسلحة" بين أهالي المدينة.

وأضاف أنه بعد هذه الحادثة مُباشرة أعلن انشقاقه في 4 يوليو/تموز 2011، وقد شكل انشقاقه رفقة آخرين نقلة نوعية في العمل المسلح ضد القوات الموالية للأسد.

دعا الأسعد بعد انشقاقه "كل الضباط والجنود الشرفاء" في الجيش السوري إلى الانضمام للمنشقين الذين قاد معاركهم ضد النظام داخل الأراضي السورية، لكنه لجأ في أكتوبر/تشرين الأول 2011 إلى تركيا لمتابعة مهمته في تنسيق العمل المسلح من مكان آمن.

التحق الأسعد إثر انشقاقه بـ"حركة الضباط الأحرار" التي أطلقها المقدم المنشق حسين هرموش بجسر الشغور في يونيو/حزيران 2011، ثم أعلن في 29 من الشهر نفسه -رفقة منشقين آخرين- تشكيل "الجيش السوري الحر" ككيان يضم العسكريين المنشقين عن الجيش النظامي، وهدفه الرئيسي حماية المتظاهرين وتأمين المناطق التي انسحبت منها قوات الأمن النظامية.

اختير رياض الأسعد قائدا للجيش الجديد نظرا لخبرته العسكرية الطويلة، وجاء في إعلانه تأسيس الجيش: "انطلاقا من حسنا الوطني وانتمائنا لهذا الشعب وما تتطلبه المرحلة من قرارات حاسمة لوقف مجازر هذا النظام التي لم تعد تحتمل، وانطلاقا من مسؤولية الجيش لحماية هذا الشعب الأعزل الحر، نعلن عن تشكيل الجيش السوري الحر، للعمل يدا بيد مع الشعب لنيل الحرية والكرامة..، والوقوف في وجه الآلة العسكرية التي تحمي النظام".

حدد الأسعد ورفاقه عقيدة الجيش الحر الجديد في "الدفاع عن الوطن والمواطنين من جميع الطوائف"، وحصروا هدفه في "إسقاط نظام بشار الأسد وحماية الثورة".

وصرح للجزيرة (خلال حوار في نوفمبر/تشرين الثاني 2011) قائلا "نحن من لحظة تشكيل الجيش السوري الحر لم يكن شعارنا الأساسي طائفيا ولا سياسيا ولا حزبيا ولا قوميا، إن الجيش الحر أسس لحماية الوطن وسيترك السياسة للسياسيين" في مرحلة ما بعد إسقاط الأسد.

يُعرف العقيد السابق في الجيش السوري بأنه من أنصار الحسم العسكري مع نظام الأسد، وهو أيضا من الذين ينادون بإقامة منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة قرب الحدود التركية. ومع ذلك فقد قبل -في بداية تحول الثورة إلى صراع مسلح- بوقف إطلاق النار بعد إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا بموجب خطة المبعوث الأممي والعربي السابق كوفي أنان التي فشلت لاحقا.

وفي لقاء مع وكالة رويترز (أكتوبر/تشرين الأول 2011) أكد الأسعد أن "القوة هي الحل الوحيد لإسقاط نظام بشار الأسد، إنه لن يسقط بدون حرب". كما قال في لقاء مع شبكة "سي أن أن" الأميركية (في يناير/كانون الثاني 2012) "لا نستطيع الإطاحة بالأسد عن طريق المظاهرات السلمية، لذلك سوف نجبره على التنحي بواسطة السلاح".

وبعد انشقاق العميد مصطفى الشيخ عن الجيش النظامي وتزايد الكتائب العسكرية المعارضة، شُكل في 24 مارس/آذار 2012 مجلس يوحد فصائل المعارضة المسلحة باسم "المجلس العسكري السوري" بقيادة العميد مصطفى الشيخ، لكنه يعمل تحت رئاسة العقيد الأسعد.

وقد رفض الأسعد في أبريل/نيسان 2012 مطالبة دمشق بمنحها ضمانات مكتوبة من الثوار قبل سحب قواتها من المدن، وقال إنه لا يعطي ضمانات لـ"نظام العصابات".

كما رفض في يوليو/تموز 2012 اقتراح الجامعة العربية منحَ بشار الأسد خروجا آمنا مقابل تخليه عن الحكم، مشددا على أن "لا حل سياسيا في سوريا، بل مواصلة القتال حتى إسقاط النظام".

وكان الأسعد قد صرح قبل ذلك بأن الأسلحة البسيطة التي يقاتل بها الجيش الحر يحصل عليها من "العناصر المنشقة" ومما يغنمه الجيش الحر من العمليات، وأن القسم الأكبر من السلاح يتم "شراؤه من أزلام النظام من الداخل السوري".

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2012 حل العميد المنشق عن جيش النظام سليم إدريس محل الأسعد ليترأس "القيادة الموحدة للجيش الحر" التي انتخبت ذلك اليوم في مدينة أنطاليا التركية لتكون تابعة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، وضمت في عضويتها 30 من كبار الضباط المشرفين على العمليات القتالية في مختلف أنحاء سوريا.

وجد الأسعد نفسه خارج التشكيلة الجديدة فنزل إلى الميدان داخل سوريا يقود العمل العسكري ضد النظام متنقلا بين المحافظات، حتى تعرض في مارس/آذار 2013 لمحاولة اغتيال بإلقاء عبوة ناسفة على سيارة كانت تقله أثناء جولة له ميدانية في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، فبُترت ساقه اليمنى ونقل للعلاج داخل الأراضي التركية.

صدرت عنه تصريحات ومواقف عديدة، منها تعهده بجعل مدينة حلب "مقبرة" للقوات الموالية للأسد، ووصْفُه زعماءَ مجلس أمناء الثورة الذين أعلنوا تشكيل حكومة انتقالية بأنهم "انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها".

وهاجم -في تصريحات خاصة نشرها موقع الجزيرة نت يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2013- الائتلاف الوطني المعارض وقيادة أركان الجيش الحر، مؤكدا أنه "لا صلة للجيش الحر لا بالأركان ولا بالائتلاف، وقد ضاقت هذه المكونات ذرعا بوعودهما الكاذبة بالدعم المالي واللوجستي والسلاح النوعي"، وأضاف أن المقاتلين على الأرض يرفضون "المكونات الخارجية للمعارضة".

لكن الأسعد بدا -في حوار خاص مع "مجلة الجزيرة" المخصصة للحواسيب اللوحية، بتاريخ 29 أكتوبر/تشرين الأول 2014- متشائما فيما يخص مستقبل العمل العسكري الثوري ضد النظام، بسبب "عدم توحيد مصادر الدعم للكتائب والألوية"، وانقسام فصائل الثورة من جراء خلافات المعارضة السياسية السورية، وتباين وجهات نظر الدول الداعمة لها.

المصدر : الجزيرة