جوليان أسانج

epa03740003 (FILE) A file picture dated 02 February 2012 shows Wikileaks founder Julian Assange arriving at the Supreme Court in London, England. Assange on late 10 June 2013 weighed in on the roiling debate over personal privacy versus national security brought to a head by the latest US government leaks. Speaking from his own asylum at the Ecuadorian embassy in London, Assange urged Edward Snowden, the 29 year old whistleblower who leaked classified information about a vast US government data collection program, that he should seek refuge in Latin America. EPA

صحفي أسترالي، ذاع صيته وبلغت شهرته الآفاق حينما نشر موقع ويكيليكس -الذي أسسه رفقة آخرين- مئات الآلاف من الوثائق السرية، منها 250 ألف وثيقة ديبلوماسية أميركية، كشفت المستور من دهاليز السياسة الأميركية، فعدت أخطر عاصفة تهز الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

المولد والنشأة
ولد جوليان أسانج يوم 15 فبراير/شباط 1971 في بلدة تاونسفيل مقاطعة كوينزلاند في أستراليا. تشوب بعض مظاهر السرية والغموض جوانب من شخصية الرجل فمنذ صغره، قضى سنوات متنقلا حيث تقول تقارير إعلامية إنه درس بأكثر من 37 مدرسة.

أبان جوليان أسانج عن شغف كبير بالرياضيات والفيزياء، وبدأ نشاطه على الإنترنت بالقرصنة (هاكرز) منفردا، ثم شكل مع اثنين من نظرائه ما عرف بجماعة المخربين العالمية.

الدراسة والتكوين
درس الفيزياء والرياضيات في جامعة ملبورن لكنه لم يتخرج. انضم بين عامي 2003 و2006 إلى ست جامعات أسترالية وكان يدرس أيضا الفلسفة وعلم الأعصاب. 

الوظائف والمسؤوليات
بدأ أسانج حياته العملية مطلع تسعينيات القرن الماضي مبرمجا في إحدى شركات الاتصالات في ملبورن، وشارك بصفته باحثا في تأليف كتاب عن عالم القرصنة على الجبهة الإلكترونية.

واصل مسار البحث في هذا المجال وأسس عام 1993 شركة تزويد خدمة للإنترنت في أستراليا وأطلق عليها اسم "سابربيا"، قبل أن يبتكر نظاما لحماية نشطاء حقوق الإنسان حول العالم لإتاحة حرية التعبير والنشر للجميع.

وفي عام 1999 سجل باسمه عنوان "ليكس دوت أورغ" دون أن يقدم شيئا من خلاله.

ساهم في تطوير مجموعة من برامج أنظمة المصادر المفتوحة، وقد اخترع ضمن هذا الإطار أول برنامج مجاني للبحث عن المنافذ.

المسار
عند تأسيسه موقع ويكيليكس عام 2006 كتب شارحا الفلسفة الكامنة وراءه بالقول "لتغيير سلوك الأنظمة، علينا أن نكون متأكدين مما إذا كنا قد أدركنا بالفعل حقيقة أنها لا تريد أن تتغير. وعلينا أن نفكر في ما وراء ما فكر فيه أولئك الذين سبقونا إلى اكتشاف التغييرات التقنية التي حددت لنا طريقا للتحرك باتجاهات لم يسبقنا إليها الأجداد".

وفي مدونته كتب أسانج قائلا "إن المنظمات الأكثر سرية أو جورا هي تلك التي تقلق التسريباتُ قيادتها وصناع قرارها. وبما أن الأنظمة الجائرة تغري بطبيعتها الخصوم، وبما أن لديها اليد العليا في أمور كثيرة، فإن التسريبات تتركها مكشوفة أمام أولئك الباحثين عن أشكال للحكم تتميز بالانفتاح".

وفي ترجمة لهذه الرؤية نشر أسانج وثائق تتعلق بقتل قضاة في كينيا، وأخرى تتناول دفن نفايات سامة على سواحل بعض الدول الأفريقية، وثالثة عن الإجراءات المتبعة في معتقل غوانتانامو، مما أهله للفوز بثلاث جوائز صحفية إحداها مقدمة من مجلة إكونومست والثانية من منظمة العفو الدولية.

رؤيته لنفسه بوصفه خصما لما وصفها بالأنظمة الجائرة دفعته في أبريل/نيسان 2009 إلى نشر فيديو يظهر مروحية أباتشي أميركية تطلق نيرانها على صحفيين ومدنيين عراقيين.

وخلال عام 2010 تابع هجومه على هذا "النظام" عبر نشر يوميات الحرب الأميركية بأفغانستان، ثم أتبعها بالوثائق الخاصة بحملتي الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق عبر وسائل إعلامية بينها الجزيرة، قبل أن يصل إلى ضربته الصاعقة للهرم الدبلوماسي الأميركي يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2010.

الكونغرس الأميركي سارع لبحث الأضرار الناجمة عن النشر، وكلف الرئيس باراك أوباما خبير مكافحة الإرهاب راسل تريفرز بتحديد الإصلاحات الهيكلية المطلوبة بعد التسريبات، في حين دعا سياسيون إلى اعتقاله، وطالب آخرون صراحة بقتله بدون محاكمة.

ثمة دول حليفة كالسويد عبرت عن مؤازرتها واشنطن وأصدرت عبر الشرطة الدولية (إنتربول) مذكرة اعتقال بحقه لاستجوابه بشأن ما وصفت بأنها جريمة جنسية.

وضمن هذا الإطار، اعتقلت الشرطة البريطانية أسانج في ديسمبر/كانون الأول 2010 بناء على أمر اعتقال أوروبي أصدرته السويد عقب مزاعم امرأتين -من المتطوعين في ويكيليكس- بأنهما تعرضتا للاغتصاب من أسانج.

وبعدما قضى أسانج تسعة أيام في السجن أفرج عنه يوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2011 بكفالة قدرها 312 ألف دولار جمعها عدد من أنصاره.

وكانت محكمة بريطانية قد وافقت على تسليمه للسويد، وضمن المعركة التي قادها محاموه، أرجأت المحكمة العليا في العاصمة البريطانية لندن في يوليو/تموز 2011 قرارا بشأن الطعن لأسانج ضد تسليمه.

قبل ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الإكوادوري كينتو لوكاس أن بلاده مستعدة لاستقبال جوليان، وقال "نحن مستعدون لمنحه إذن إقامة في الإكوادور من دون أي مشكلة وأي شرط".

وثبتت محكمة استئناف في السويد في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مذكرة الاعتقال التي سبق أن أصدرتها عام 2010 في حق أسانج.

وفي 13 مارس/آذار 2015، رحب المحامي السويدي عن أسانج  بطلب المدعي العام استجواب مؤسس ويكيليكس في لندن بشأن مزاعم بارتكاب اعتداء جنسي.

ولجأ أسانج منذ يونيو/حزيران 2012 إلى السفارة الإكوادورية ليتجنب تسليمه إلى السويد.

المصدر : الجزيرة