أندري أزولاي

Moroccan Andre Azoulay winner of the North-South Prize of the Council of Europe 2014 delivers his speech during the XX Award Ceremony of the North-South Prize of the Council of Europe held at the Portuguese Parliament in Lisbon, Portugal, 01 July 2015.

أحد أبرز وجوه النخبة المغربية اليهودية التي ظلت ناشطة بالمملكة في وقت هاجر فيه معظم أبناء الطائفة اليهودية إلى أوروبا وأميركا وإسرائيل. اشتغل بالصحافة والمال والعمل المجتمعي والثقافي، ونشط في مجال الحوار الحضاري، وظهر في الحياة العامة بداية تسعينيات القرن العشرين مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني، واستمر في منصبه إلى جانب الملك محمد السادس.

الميلاد والنشأة
ولد أندري أزولاي عام 1941 في مدينة الصويرة (موغادور قديما) وسط أسرة مغربية يهودية من أصول أمازيغية. والده كان موظفا في عهد الحماية الفرنسية، وأعفي من مهامه على خلفية مساندته للوطنيين المغاربة.

عاش طفولة هادئة في ظل علاقات ودية بين العائلات المسلمة واليهودية، الشيء الذي أثر على مشاريعه الفكرية والسياسية والمجتمعية. له ابنة واحدة هي أودري، وتشغل مهمة مستشارة في الثقافة والاتصال بقصر الإليزيه بباريس.

الدراسة والتكوين
تابع أندري أزولاي دراسته الابتدائية والثانوية في المغرب، وفي عام 1966 عندما كان عمره حوالي 25 سنة قرر الالتحاق بباريس لاستكمال دراساته العليا.

الوظائف والمهام
تولى عدة مهام رسمية وأهلية واقتصادية وإعلامية. وباعتباره إعلاميا، اشتغل أندري بالمغرب محررا في مجلة "المغرب أخبار"، وفي فرنسا التحق ببنك "باريس با" حيث تولى مسؤولية العلاقات العامة. وعمل مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني منذ 1991 ثم مستشارا لخلفه الملك محمد السادس منذ عام 1999.

تولى أزولاي رئاسة منظمة أنا ليند للحوار بين الثقافات وعضوية لجنة الحكماء لمبادرة تحالف الحضارات، كما انتخب رئيسا منتدبا لمؤسسة الثقافات الثلاث في إشبيلية. وهو نائب رئيس مركز السلام في الشرق الأوسط الذي يوجد مقره في تل أبيب.

المسار
بعد تجربة قصيرة في العمل الإعلامي بالمغرب، سطع نجم أندري أزولاي في فرنسا حيث تابع دراسته الجامعية، فتسلق المراتب في بنك "باريس با" المجموعة المصرفية الشهيرة التي أمضى فيها مسارا طويلا من 1967 وحتى 1991، وكان مسؤول العلاقات العامة بها.

وفي مقامه الفرنسي وفي إطار المنظمة التي أسسها منتصف السبعينيات باسم "هوية وحوار"، كان أزولاي من السباقين إلى فتح قنوات الحوار مع شخصيات فلسطينية وإسرائيلية بحثا عن آفاق لتسوية القضية الفلسطينية، خصوصا أنه تبنى فكرة أن "أمن إسرائيل لن يتحقق إلا بمنح الشعب الفلسطيني حق بناء دولته المستقلة".

وربط في هذا الإطار علاقة خاصة بالقيادي في منظمة التحرير الفلسطينية عصام السرطاوي الذي اغتيل من قبل الموساد.

اعتبر المراقبون أن الملك الراحل الحسن الثاني أراد بضم أزولاي لطاقم مستشاريه الاستفادة من علاقاته القوية بعالم الإعلام وخصوصا في أوساط الصحافة الفرنسية، وكذا مع الشخصيات والمؤسسات الاقتصادية. وقد شارك أزولاي في بلورة الخيارات الاقتصادية في المملكة لما بعد التسعينيات، خصوصا عبر عملية الخصخصة.

بعد تولي محمد السادس العرش، تم الاحتفاظ بأزولاي مستشارا ملكيا، وإن سجل كثير من المراقبين أن نفوذه تراجع في ظل الاعتماد على جيل جديد من صناع القرار لدى القصر. وبالموازاة مع ذلك، نشط أزولاي بقوة في التنشيط الثقافي والتنموي لمسقط رأسه (مدينة الصويرة).

أسس منظمة "هوية وحوار" غير الحكومية التي تعنى بالتاريخ والثقافة اليهوديين، ومن موقع رئاسته لجمعية "الصويرة موغادور" منذ 1992 عمل على تشجيع تنفيذ مشاريع اقتصادية وسياحية، ويدير مهرجانات فنية وثقافية تتمحور حول إعادة الاعتبار للتراث الثقافي المحلي بمكوناته المتداخلة، اليهودية والإسلامية. ونشر بالتعاون مع زوجته كاتيا برامي -التي تنحدر من الصويرة أيضا- عدة كتب حول الإرث الحضاري لهذه المدينة.

أضحى أزولاي شخصية شهيرة على مستوى الحوار الحضاري في المجال المتوسطي والدولي. ففي عام 2008، انتخب رئيسا لمنظمة "أنا ليند" للحوار بين الثقافات، كما عُين عضوا في لجنة الحكماء الأممية الخاصة بتفعيل مبادرة تحالف الحضارات، ورئيسا منتدبا لمؤسسة الثقافات الثلاث في إشبيلية.

يعتبر أزولاي في هذا السياق أن أحد تجليات سوء العلاقات بين العالم العربي الإسلامي والغرب هو جهل الطرف الغربي بالآخر العربي الإسلامي، في مقابل معرفة العرب المسلمين المتقدمة بثقافة الغرب وتاريخه ومجتمعه.

الجوائز والأوسمة
حصل أندري أزولاي عام 2010 على جائزة "ميديتيرانيو" التي تمنحها مؤسسة المتوسط في نابولي الإيطالية.

وفي إطار فعاليات مارسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية، مُنح عام 2013 ميدالية السلام بوصفه رئيسا لمؤسسة أنا ليند. وتسلم جائزة "التسامح 2014" التي تمنحها سنويا الأكاديمية الأوروبية للعلوم.

كما وُشح بأوسمة في عدة بلدان مثل فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، المكسيك، بريطانيا، البرتغال، البرازيل والأرجنتين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية