بهاء طاهر

بهاء طاهر

مؤلف وكاتب روائي وقاص ومترجم مصري، ينتمي إلى جيل ستينيات القرن العشرين، نال الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته "واحة الغروب"، لكنه مقل في أعماله الأدبية. عارض حكم الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأيد تولي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، لكنه عاد وأيد ضرورة الحوار مع الإخوان.

الميلاد والنشأة
ولد محمد بهاء الدين عبد الله طاهر (شهرته بهاء طاهر) يوم 13 يناير/كانون الثاني 1935 بمحافظة الجيزة لعائلة فقيرة من الصعيد ترجع أصولها إلى مدينة الأقصر (جنوب مصر). كان والده أزهريا متعلما والأم ربة منزل.

الدراسة والتكوين
درس مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي في مدينة الجيزة، ثم حصل على الثانوية العامة 1952، والتحق بكلية الآداب فحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص التاريخ عام 1956، وفي نفس العام نال دبلوميْ الدراسات العليا فى الإعلام والتاريخ الحديث.

الوظائف والمسؤوليات
عمل طاهر في البداية مترجما في الهيئة العامة للاستعلامات، ثم مخرجا للدراما ومذيعا للبرنامج الثاني الثقافي في الإذاعة المصرية -الذي كان أحد مؤسسيه عام 1968- حتى 1975.

ولما منع من الكتابة في العام نفسه، انتقل للعمل مترجما في عدد من الدول الأفريقية والآسيوية، ورحل إلى جنيف بسويسرا عام 1981 حيث عمل في مجال الترجمة كموظف في الأمم المتحدة، حتى عاد إلى مصر في نهاية التسعينيات، بعد إحالته على التقاعد.

التجربة الأدبية
ظهرت أولى مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان "الخطوبة". وقدم أعمالا روائية وقصصية في شكل دراما إذاعية، وكتب السيناريو، وهي التجربة التي استثمرها في قصصه ورواياته، وخاصة تقنية "الحوار" التي غدت عنصرا أساسيا في أعماله وسمحت للقارئ بالاقتراب من شخصيات أعماله.

لم تظهر مجموعته الثانية "بالأمس حلمت بك" إلا عام 1984، ثم كتب أولى رواياته "شرق النخيل"، ثم "قالت ضحى" عام 1985، وتوالت أعماله القصصية والروائية بعد ذلك، وظهرت أغلب أعماله الروائية والأدبية في سن متأخرة نوعا ما.

اعتبره بعض النقاد مؤسس تيار الوعي في الرواية المصرية، ورأى آخرون أنه روائي بنكهة سويسرية، باعتبار أن أهم مراحل الإبداع لديه كانت في سويسرا، وعاب عليه نقاد قلة إنتاجه الأدبي.

تفاعل طاهر بشكل إيجابي مع ثورة 25 يناير 2011 على غرار عدد من الأدباء والكتاب، لكنه سرعان ما عبر عن مخاوفه من اعود التيار الإسلامي الذي ظهر بقوة في الحراك الثوري، وبدأ في الإعراب عن مخاوفه بشكل علني، ثم عارض حكم الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

شارك في الاعتصام الذي دعا إليه الروائي صنع الله إبراهيم في مكتب وزير الثقافة علاء عبد العزيز -أيام حكومة هشام قنديل خلال رئاسة مرسي- احتجاجا على ما أسموه "أخونة الدولة". وأيد مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 وما نتج عنها من انقلاب عسكري، كما أيد تولي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر. لكنه عاد وأيد ضرورة الحوار مع الإخوان واعتبر أن المصالحة معهم ضرورية لمصلحة البلاد.

ومن آرائه أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية التي رآها في بلاده "شوية كلام، والحال أن الديمقراطية ثقافة وممارسة، ولا تقاس بالشهور بل بالأجيال التي ينبغي أن تتربى على الاقتناع بها وممارستها". وفي المقابل انتقد انسحاب المثقف المصري من المشهد السياسي.

المؤلفات
كتب طاهر مجموعة قصصية وروايات، منها: "الخطوبة"، و"بالأمس حلمت بك"، و"أنا الملك جئت"، و"ذهبت إلى شلال". ومن رواياته: "شرق النخيل"، و"قالت ضحى"، و"خالتي صفية والدير"، و"الحب في المنفى"، و"واحة الغروب". وله مؤلفات في النقد والدراسات منها كتاب "10 مسرحيات مصرية.. عرض ونقد"، و"أبناء رفاعة".

ترجم أعمالا أدبية منها عمل يوجين أونيل المعنون بـ"فاصل غريب" الذي ظهر عام 1970، ورواية "الخيميائي" لباولو كويلو تحت عنوان "ساحر الصحراء" عام 1996. وتُرجم بعض قصصه إلى لغات عالمية، وخاصة روايته "خالتي صفية والدير" التي نالت شهرة عالمية، وترجمت إلى معظم اللغات العالمية المعروفة.

الأوسمة والجوائز
نال بهاء طاهر جوائز عديدة منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، وجائزة "جوزيبي أكيربي" الإيطالية عن "خالتي صفية والدير" عام 2000، وجائزة آلزياتور الإيطالية عن "الحب في المنفى" عام 2008، والجائزة العالمية للرواية العربية عن "واحة الغروب".

وردّ عقب ثورة يناير 2011 جائزة "مبارك للآداب" التي كان حصل عليها عام 2009، قائلا إنه "لا يستطيع أن يحملها وقد أراق نظام مبارك دماء المصريين الشرفاء".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية