آبا إيبان

JERUSALEM - FEBRUARY 3, 1985: (FILE PHOTO) Israeli statesman Abba Eban poses for an official portrait February 3, 1985, in Jerusalem, Israel. Eban, the eloquent statesman who helped persuade the world to approve creation of the Jewish state and dominated Israeli diplomacy for decades, died November 17, 2002, in an Israeli hospital at the age of 87. (Photo by Ya'akov Sa'ar/GPO/Getty Images)

سياسي ودبلوماسي إسرائيلي، لعب دورا كبيرا في استصدار قرار تقسيم فلسطين، وكان الفاعل الأبرز في تدعيم العلاقات الإسرائيلية الأميركية، وهو من السياسيين القليلين الذين يتقنون سبع لغات، ما مكنه من ترويج سياسة إسرائيل الخارجية على نطاق واسع.

المولد والنشأة
ولد آبا إيبان (واسمه الحقيقي أوبري سليمان مائير إيبان) يوم 2 فبراير/شباط 1915 في كيب تاون بجنوب أفريقيا وانتسب إلى زوج أمه خبير الإشعاع إسحق إيبان بعد وفاة أبيه سليمان. هاجر والداه من ليتوانيا إلى جنوب أفريقيا فولد هناك ثم انتقل إلى إنجلترا في سن مبكرة.

التعليم والتكوين
تلقى دراسته الجامعية في جامعة "كمبردج" حيث درس الشؤون الشرقية وأجاد العربية والفارسية والعبرية كما تعلم الفرنسية والألمانية إضافة إلى اللغة الإنجليزية والروسية.

وخلال الفترة التي قضاها في الجامعة كان يُرسَل إلى منزل جده في نهاية كل أسبوع لدراسة اللغة العبرية والأدب التوراتي.

الوظائف والمسؤوليات
انخرط في سلاح المشاة البريطاني حتى نال رتبة عقيد ونقل أثناء الحرب العالمية الثانية إلى القاهرة للعمل في الرقابة العسكرية بقيادة الحلفاء ثم اختارته بريطانيا ليكون ضابطا للاتصال بين قيادة الحلفاء والفعاليات اليهودية في فلسطين.

اختير مندوبا دائما لإسرائيل في الأمم المتحدة سنة 1949، وفي الوقت نفسه عمل سفيرا لإسرائيل لدى الولايات المتحدة واستمر في هذا المنصب في الفترة ما بين (1950-1959)، كما تولى رئاسته معهد وايزمان للعلوم في الفترة (1958-1966).

عين سنة 1959 وزيرا من دون وزارة، ثم عهد إليه بوزارة التعليم والثقافة في الفترة 1960-1963، وأصبح نائبا لرئيس الوزراء في الفترة 1963-1966 ثم وزيرا للخارجية في الفترة 1966-1974، وهي الفترة التي شهدت حربين بين العرب وإسرائيل 1967 و1973.

ومنذ سنة 1974 عمل أستاذا زائرا في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة التي انتقل إليها عام 1974، ثم تفرغ لتدريس الدبلوماسية الحديثة لطلاب العلوم السياسية في إسرائيل عبر "مركز آبا إيبان للدبلوماسية الإسرائيلية" الذي كان يرأسه.

التوجهات الفكرية
 يعتبر آبا إيبان ما تقوم به الحركة الصهيونية نوعا "من النضال والبراعة السياسية التي استطاعت تأمين الشرعية الدولية من أجل إنشاء إسرائيل"، ويعتقد أن الحل الأمثل لدولة إسرائيل يكمن في "مزج الإرادة الصهيونية بالقوة المسلحة".

وهو يؤمن بضرورة الاستناد في الدعاوى الصهيونية -وبخاصة دعوى "الحق التاريخي" لليهود في فلسطين- إلى نصوص التوراة (التي لا تمثل وزنا كبيرا في حياته الشخصية ورؤاه غير السياسية، ولا يعطيها في أعماقه قيمة تذكر).

عمل عبر الوكالة اليهودية على استصدار قرار تقسيم فلسطين "عن طريق شراء ضمائر ممثلي بعض الدول وابتزاز رؤساء دول أخرى والتلاعب في توقيت عقد الجلسات بالتنسيق مع حكومات دول كبرى كالولايات المتحدة" حسب ما كشف عنه في مذكراته وهو ما يجسد قناعته بعدم الإيمان بالمثالية والأخلاق في العلاقات الدولية.

التجربة السياسية
 انضم سنة 1939 للمنظمة الصهيونية العالمية مع حاييم فايتسمان، وخلال الفترة 1946-1947 تولى مسؤولية الدعاية السياسية في الوكالة اليهودية وفي سنة 1947 عمل ضابط اتصال بين الوكالة اليهودية واللجنة الخاصة التي شكلتها الأمم المتحدة لبحث القضية الفلسطينية.

انتخب سنة 1966 عضوا في الكنيست، وفي الفترة 1984-1988 ظل رئيسا للجنة الخارجية والأمن بالكنيست التي كان عضوا بها في الفترة 1974-1984، وبعد ثلاثة عقود خسر مقعده سنة 1988، بعد الانقسامات الداخلية في حزب العمل الإسرائيلي.

المؤلفات
له العديد من الكتب من بينها: الحضارة واليهود، وأرض الميعاد، و"بلدي: قصة إسرائيل الحديثة"، والدبلوماسية الحديثة، وشعبي، وشاهد عيان، والدبلوماسية والقرن الجديد.

الجوائز والأوسمة
حصل عام 2001 على جائزة إسرائيل عن مجمل أعماله ومساهمته الخاصة في المجتمع والدولة.

الوفاة
توفي آبا إيبان في 17 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2002 ودفن في كفار شاريهو شمال تل أبيب.

المصدر : الجزيرة