نيكولا ساركوزي

الموسوعة - epa03178671 Nicolas Sarkozy, French President and 'Union pour un Mouvement Populaire' (UMP) party candidate for the 2012 French presidential elections, delivers a speech in front of local elected during a political rally, in Paris, France, 11 April 2012. The first round of France's presidential elections will be held on 22 April 2012. EPA/CHRISTOPHE KARABA

الرئيس الفرنسي الـ23، وزير داخلية سابق، ترأس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، وعُرف بولائه الشديد لأميركا وإسرائيل. بعد مغادرته الإليزيه أوقفه القضاء على ذمة التحقيق في تهم شتى.

المولد والنشأة
ولد نيكولا ساركوزي في 28 يناير/كانون الثاني 1955 في باريس لأب أرستقراطي مجري وأم ذات أصول فرنسية، وتزوج ثلاث مرات كانت آخرهن عارضة الأزياء الإيطالية كارلا بروني، وله أربعة أبناء.

الدراسة والتكوين
متخصص في القانون التجاري، ويحمل شهادة الدراسات المعمقة في العلوم السياسية من جامعة باريس.

الوظائف والمسؤوليات
تدرج ساركوزي في الكثير من المهام والمسؤوليات حتى وصل إلى رئاسة فرنسا في انتخابات 2007.

وفي عام 1988 انتخب نائبا في الجمعية العامة، ثم عُين وزيرا للخزانة في الفترة بين 1993 و1995 في حكومة رئيس الوزراء إدوارد بلادور، وخرج من الوزارة عام 1995 بعد دعمه للمرشح بلادور ضد الرئيس السابق جاك شيراك، وعُين وزيرا للداخلية بعد إعادة انتخاب الرئيس شيراك سنة 2002 في حكومة جان بيير رافاران.

المسيرة السياسية
دخل المعترك السياسي قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وسخر كل طاقته لخدمة طموحه السياسي، وكانت خطوته الأولى عام 2004 حين أصبح رئيسا للحزب الحاكم آنذاك "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الذي أسسه جاك شيراك.

اعتُبر الرجل القوي في اليمين الفرنسي، وكان من الداعين إلى القطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث "تغيير عميق" في البلاد.

في عام 2007 ترشح ساركوزي للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وأعلن عن رغبته في مواجهة المشكلات التي يعاني منها الفرنسيون، وأخذ عليه خصومه أنه "يصطاد في مياه اليمين" عندما اقترح استحداث "وزارة للهجرة والهوية الوطنية".

أظهرت نتائج الاستفتاء المبدئية تقدمه على منافسيه المرشحين للرئاسة، وحصل في المرحلة الأولى على ما يقارب 30% من الأصوات، وتأهل بذلك إلى المرحلة الثانية في مواجهة سيغولين رويال.

وفي السادس من مايو/أيار 2007 انتُخب في المرحة الثانية بنسبة 53.2%، بينما حصلت منافسته رويال على 46.8%.

وهو من أكثر السياسيين الفرنسيين ولاء للولايات المتحدة وإسرائيل.

أعلن فور وصوله للسلطة عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي يضم 43 دولة، وسريعا تم الإعلان عن ميلاد هذا الاتحاد بباريس في 13 يوليو/تموز 2008.

وفي سياق الربيع العربي، تدخل ساركوزي في الثورة الليبية بعد انتقاد موقفه من الثورتين التونسية والمصرية، وطالب باستقالة العقيد معمر القذافي، وفي مارس/آذار 2011، استقبل مبعوثي المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ووعدهم بفرض منطقة حظر جوي على طائرات القذافي.

وبعد ذلك بأيام صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، وبدأ سلاح الجو الفرنسي أولى ضربات قوات التحالف على قوات القذافي.

وفي السادس من مايو/أيار 2012 خسر ساركوزي الانتخابات الرئاسية أمام الاشتراكي فرانسوا هولاند ليعود اليسار الفرنسي إلى قصر الإليزيه بعد غياب استمر 17 عاما.

في بداية 2013 أكد رجل أعمال فرنسي مقرب من ساركوزي أمام القضاء أن الأخير تلقى أموالا لحملته الانتخابية عام 2007 من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وأن لديه أدلة تثبت ذلك، وأن حجم هذه التمويلات تجاوز 66 مليون دولار، وهو المبلغ الذي أثاره أحد أبناء القذافي بعد الثورة الليبية.

وفي الأول من يوليو/تموز 2014، أوقف القضاء الفرنسي نيكولا ساركوزي على ذمة التحقيق في تهم تشمل استغلال النفوذ، وجرائم أخرى تتعلق بتسريبات بشأن رشا خاصة بحملته الانتخابية.

حاول ساركوزي العودة إلى الحياة السياسية عام 2016 من خلال المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي لاختيار مرشح لرئاسيات 2017 التي جرت الأحد الموافق العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2016، لكن تلك الانتخابات شكلت نهاية لمساره نهائيا، في الوقت الذي كان يريدها بداية جديدة له.

فقد أعلن ساركوزي عقب تلك الانتخابات انسحابه من الحياة السياسية بعد هزيمته وتصدر رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون بفارق كبير، في الدورة الأولى من الانتخابات بالغة الأهمية بالنسبة للانتخابات الرئاسية في ربيع 2017.

وخلافا للتوقعات، حصل ساركوزي على 21% فقط من الأصوات، بحسب ما أظهرته النتائج شبه النهائية، بفارق كبير خلف رئيس وزرائه السابق فيون الذي حصل على 44.1% من الأصوات، وهو ما شكل مفاجأة، بينما حصل ألان جوبيه على الرتبة الثانية بما نسبته 28.1% من الأصوات.

المصدر : الجزيرة