من هو أوهورو كينياتا؟

Kenya's President Uhuru Kenyatta appears before the International Criminal Court in The Hague October 8, 2014. Kenyatta arrived at the International Criminal Court on Wednesday for a hearing over his indictment on charges of crimes against humanity, making him the first sitting leader to appear at the global tribunal. REUTERS/Peter Dejong/Pool (NETHERLANDS - Tags: CRIME LAW POLITICS)

زعيم سياسي كيني، ينحدر من عائلة سياسية عريقة. واجه اتهامات أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب أعمال عنف عام 2007 لكنها برأته منها عام 2014. تولى رئاسة البلاد عام 2013، وفاز بالحكم مجددا عام 2017 قبل أن تلغي المحكمة العليا نتائج الانتخابات الرئاسية.

المولد والنشأة
ولد أوهورو جوما كينياتا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1961 في نيروبي بـ كينيا. وهو مسيحي يتبع المذهب الكاثوليكي. ومعنى أوهورو باللغة السواحلية "الحرية".

الدراسة والتكوين
درس كينياتا -المنحدر من عائلة تملك السياسة والمال- في مدرسة سانت ماري بنيروبي إحدى أفضل المدارس في البلاد, ثم ذهب إلى الولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية في كلية أمهريست بولاية ماساتشوستس.

الوظائف والمسؤوليات
عمل مبكرا في أحد البنوك المحلية قبل ذهابه إلى الولايات المتحدة, وبعد عودته منها أسس شركة ويلهام للمنتجات الزراعية.

تولى رئاسة هيئة السياحة عام 1999، ثم عُين عضوا بالبرلمان 2001، وأسندت إليه حقيبة الشؤون المحلية في نفس العام، كما تقلد وزارة الاقتصاد إلى جانب كونه نائبا لرئيس الوزراء 2008-2013، ورئيسا لحزب "كانو" 2005-2012، وزعيما لتحالف "جبيلي" الحاكم.

التجربة السياسية
كان والده جوما كينياتا أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1963، لكن كينياتا الابن لم يدخل عالم السياسة إلا عام 1990 بتشجيع من الرئيس دانيال أرب موي الذي كان يحكم في تلك الفترة, فتولى رئاسة فرع حزب "كانو" في مسقط رأس أبيه عام 1997 وأصبح واحدا من أربعة نواب لرئيس الحزب.

ترشح كينياتا للانتخابات الرئيسية عام 2002 بدعم من الرئيس موي الذي حكم البلاد أربعة عقود، لكنه هزم أمام ثالث رئيس لكينيا مواي كيباكي.

انتخب رئيسا لحزب "كانو" عام 2005، وصوت الأخير ضد مسودة الدستور الذي دعمته الحكومة بقيادة كيباكي بالعام نفسه. وأطيح بكينياتا من رئاسة الحزب في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006، لكن المحكمة العليا أبطلت القرار بعد احتجاجات من مؤيدي كينياتا.

سحب كينياتا ترشحه بانتخابات 2007 معلنا تأييد كيباكي في السباق الرئاسي ضد رايلا أودينغا, وعين نائبا لرئيس الوزراء أودينغا بعد تقاسم السلطة بين الأخير وكيباكي بوساطة دولية، كما تولى حقيبة المالية بالحكومة نفسها.

واجه اتهامات من المحكمة الجنائية -إلى جانب عدد من المسؤولين من بينهم نائبه وليام روتو الذي كان وقتها حليف أودينغا- على خلفية أعمال العنف التي أعقبت انتخابات 2007.

أدت تلك الاتهامات إلى فتور ملحوظ في العلاقات بين كينيا والغرب الذي كان حليفا أساسيا لها طوال تاريخها المعاصر، لكن المحكمة التي كانت تؤرق الرجل أسقطت التهم عنه بسبب نقص الأدلة في ملفه خلال ديسمبر/كانون الأول 2014.

تحالف كينياتا مع غريمه روتو 2012 وشكلا إلى جانب أحزاب أخرى تحالف "جبيلي" بزعامة كينياتا لخوض السباق الرئاسي ضد تحالف "كورد" بقيادة أودينغا.

فاز كينياتا في مارس/آذار 2013 بالانتخابات وأصبح رابع رئيس لكينيا منذ استقلالها، لكن منافسه أودينغا اعترض على النتيجة، بيد أن المحكمة الدستورية أيدت فوز كينياتا الذي أدى يمين القسم في أبريل/نيسان 2013 رئيسا لمدة خمس سنوات.

توجه إلى الشرق بسبب فتور علاقته مع الدول الغربية منذ تسلمه زمام الحكم، وأبرم عددا من الاتفاقات في مايو/أيار 2014 مع الصين، أهمها مشروع سكة حديد يربط بين العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا التجارية.

وفي الثامن من أغسطس/آب 2017، ترشح لإعادة انتخابه عن حزب جوبيلي أو اليوبيل. وتسبب إعلان النتائج الأولية الذي أظهر تقدمه على أودينغا في أعمال شغب، وذلك بعد اتهام المعارضة بتزوير النتائج والتلاعب بها لصالح كينياتا.

وفي الأول من سبتمبر/أيلول، ألغت المحكمة العليا في البلاد نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 8 أغسطس/آب وفاز فيها الرئيس كينياتا.

ولكن رئيس المحكمة ديفد مارانجا صرح بأن "إعلان فوز كينياتا باطل ولاغ" وأنه يتعين إجراء تصويت جديد خلال ستين يوما.

وبعيد صدور الحكم، أعلن كينياتا امتثاله لقرار المحكمة رغم انتقاده له، في حين اعتبره زعيم المعارضة أودينغا انتصارا للشعب وللديمقراطية.

المصدر : الجزيرة